#تأديب_دولة_السويد.. عنوان حملة مقاطعة جديدة للمغردين العرب

تشكيك بجدوى مقاطعة لن تخرج عن إطار الضجيج الإلكتروني.
السبت 2023/07/01
تسجيل المواقف مستمر

تتوالى ردود الفعل المستنكرة والغاضبة من حادثة حرق القرآن الكريم في السويد من خلال البيانات الرسمية للحكومات وعبر دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية على مواقع التواصل الاجتماعي.

القاهرة - أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعوا فيها إلى مقاطعة المنتجات السويدية رداً على سماح سلطات ستوكهولم بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في السويد.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مقاطع فيديو للحظة قيام لاجئ عراقي يدعى سلوان موميكا بدهس المصحف الشريف وركله بقدميه، وحرقه أمام أكبر مسجد في ستوكهولم بحماية من الشرطة، بعد صلاة عيد الأضحى.

وعلق أحدهم على مقطع قائلا:

وأصدر الأزهر الشريف في مصر بيانا قال فيه إن سماح السلطات السويدية لمن وصفهم بـ”المتطرفين” بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين هو “دعوة صريحة إلى العداء والعنف وإشعال الفتن”، كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة المنتجات السويدية بعد تكرار ما وصفه بـ"الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف".

وعقب دعوة الأزهر الشريف، أطلق ناشطون في الدول العربية والإسلامية حملة لـ”مقاطعة المنتجات السويدية”، ودشنوا عدة هاشتاغات مثل #تأديب_دولة_السويد، #مقاطعة_السويد و#قاطعوا_المنتجات_السويدية.

وقال مغرد:

وكتب آخر:

ودعا ناشط:

وجاء في تغريدة:

بدورها تداولت الكثير من وسائل الإعلام العربية قائمة بالمنتجات السويدية التي دعا الناشطون إلى مقاطعتها وفقًا لموقع السويد بالعربي التابع رسميا للحكومة السويدية، ومن بينها شركة “H&M” التي تمثل إحدى أشهر العلامات التجارية المتخصصة في بيع الملابس والأزياء، وتأسست عام 1968، ولها أكثر من 4 آلاف متجر في 64 دولة حول العالم.

وشركة “إريكسون”، وهي إحدى أبرز الشركات العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. إضافة إلى شركة “أسترازينيكا”، وهي تعمل في مجال الأدوية والعقاقير الطبية واللقاحات، حيث قدمت أحد أشهر اللقاحات المضادة لفايروس كورونا المستجد.

كما ذكرت وسائل الإعلام شركة “أوريفليم” التي تعتبر من أشهر شركات بيع مستحضرات التجميل، حيث تأسست عام 1967، وتقوم باستقدام مسوقين مستقلين، يبيعون المنتجات بأنفسهم، للحصول على عمولة مقابل كل سلعة.

وتعتبر شركة “إيكيا” المتخصصة في صناعة الأثاث المنزلي من أشهر الشركات السويدية في أنحاء العالم، حيث تبيع مجموعة كبيرة من مستلزمات المنزل الصغيرة والكبيرة بأسعار تناسب الكثير من الفئات عبر متاجر متعددة الأقسام ومنتشرة في جميع أنحاء العالم.

يضاف إليها شركة “تترا باك” التي تعمل في مجال معالجة الأغذية وحلول التعبئة والتغليف، حيث تقدم منتجات الألبان والمشروبات والآيس كريم والجبن والأطعمة والخضروات وأغذية الحيوانات الأليفة.

ومن أبرز الشركات أيضا شركة “سبوتيفاي” المتخصصة في مجال الموسيقى، حيث تقدم خدماتها لأكثر من 356 مليون مستخدم، بما في ذلك 158 مليون مشترك في 178 دولة، من خلال تطبيقها الذي تم إطلاقه عام 2008، فيما تحصي أكثر من 70 مليون مقطع صوتي يستمع إليها ما يزيد عن 356 مليون مستخدم في 178 دولة حول العالم.

واللافت أن هناك شركات عديدة لم يكن الكثير من الناشطين يدركون أنها سويدية، فقد عبر البعض عن جهلهم بجنسية شركة “ستوريتيل”، وهي دار نشر تقدم خدمات الاشتراك في العالم لبث الكتب الصوتية والإلكترونية، حيث توفر ما يزيد على 500 ألف عنوان على مستوى العالم بـ31 لغة مختلفة بما فيها اللغة العربية في 21 سوقا حول العالم.

◙ تسليط الضوء الإعلامي على الأشخاص الباحثين عن الشهرة من خلال الإساءة إلى الأديان يجعلهم يحققون هدفهم

وقدر المتخصصون في العلاقات الدولية والاقتصادية أن يكلف سلاح المقاطعة الاقتصادية من الدول العربية والإسلامية ضد السويد ما يقارب 20 مليار دولار. ويعتمد الاقتصاد السويدي بشكل كبير على التبادل التجاري والاستثماري مع الدول العربية والإسلامية.

إلا أنه على الضفّة الأخرى يرى متابعون أن هذه المقاطعة لن تؤثر على الاقتصاد السويدي إلا بشكل مؤقت، هذا في حال تم تطبيقها فعلا ولم تخرج عن كونها ضجيجا إلكترونيا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما جرت العادة في مثل هذه الحوادث التي تتكرر سنويا.

وبرزت وجهة نظر أخرى تقول بأن تسليط الضوء الإعلامي على الأشخاص المنحرفين الباحثين عن الشهرة من خلال الإساءة إلى الأديان يجعلهم يحققون هدفهم، في حين أن تجاهلهم يصيبهم في مقتل ويجهض محاولاتهم في الاستفزاز والإساءة لمشاعر الملايين حول العالم، ولولا وسائل الإعلام وتداول الحادثة بشكل مكثف لما حظي المسيئون بالشهرة.

وتوالت ردود الفعل المستنكرة في العديد من الدول العربية، فقد استدعى المغرب القائم بأعمال السويد في الرباط ردا على سماح الحكومة السويدية بتنظيم مظاهرة أحرقت خلالها نسخة من المصحف. واستدعى سفيره في السويد للتشاور لأجل غير مسمى.

كما عبرت مصر من خلال وزارة خارجيتها عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية”.

بدورها، نشرت الخارجية السعودية بيانا أدانت فيه هذه الواقعة، وجاء فيه “إن هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول”.

ونددت وزارة الخارجية الأردنية بإحراق نسخة من المصحف في السويد، واعتبرته “عملا تحريضيا وعنصريا مرفوضا”. واستدعت تركيا السفير السويدي لدى أنقرة احتجاجا على هذه الخطوة التي وصفتها بأنها "جريمة كراهية ضد القرآن". من جانب آخر، اختلف ناشطون على مواقع التواصل  حول الموقف الروسي بين من أشاد به وبين من اعتبره استغلالا للحادثة لتسجيل موقف سياسي ضد الأوروبيين.

وأظهر مقطع فيديو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مسجدا في مدينة دربند الأربعاء يقول "إن بطريرك روسيا يؤكد لنا دائما أن المسلمين إخوتنا"، وظهر الرئيس الروسي وهو يمسك بيده نسخة من القرآن أهديت إليه أثناء تلك الزيارة. وعلق مغرد:

5