تأجيل المحادثات بين فتح وحماس من عدمه سواء

الصين تريد توظيف ملف المصالحة بين حماس وفتح في سياق رغبتها في تعزيز حضورها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط ومزاحمة النفوذ الأميركي.
الثلاثاء 2024/06/25
مشهد أكثر تعقيدا

رام الله- تقول أوساط سياسية فلسطينية إن تأجيل محادثات المصالحة بين حركتي فتح وحماس في بكين إلى أجل غير مسمى، كان متوقعا، فهذه المحادثات كانت محكومة مسبقا بالفشل، رغم محاولات الجانب الصيني الإيحاء بتحقيق اختراق في الجولة الماضية التي تم احتضانها في أبريل.

وتشير الأوساط إلى أن تعقيدات ملف المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين، لا تنحصر في البعد الداخلي وإرادة الطرفين فقط، بل وأيضا في الظروف المحيطة في علاقة بالحرب الإسرائيلية الدائرة حاليا في غزة وما ستسفر عنه من نتائج.

باسم نعيم: الاجتماع تأجل بناء على طلب من فتح دون تحديد موعد آخر
باسم نعيم: الاجتماع تأجل بناء على طلب من فتح دون تحديد موعد آخر

وتشن إسرائيل منذ أكتوبر الماضي حربا على غزة، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على المستوطنات الواقعة في غلاف القطاع المحاصر.

وتصر الحكومة الإسرائيلية على القضاء على القدرات التنظيمية والعسكرية للحركة الإسلامية، وإنهاء أي فرصة لها للمشاركة في إدارة غزة مستقبلا.

وتوضح الأوساط أن حركة فتح التي كانت خلف قرار تأجيل المحادثات مع غريمتها، تفضل التأني إلى حين ما ستسفر عنه الأمور في غزة والمنطقة. وقال مسؤولون من حركة حماس وحركة فتح لرويترز الاثنين إن محادثات المصالحة بين الحركتين التي كان من المقرر عقدها في الصين هذا الشهر تأجلت دون تحديد موعد جديد.

وفي أعقاب استضافة اجتماع للحركتين في أبريل، قالت الصين إن حركة فتح التي يقودها الرئيس محمود عباس وحماس عبرتا عن رغبتهما في السعي لتحقيق مصالحة.

وتريد الصين توظيف ملف المصالحة بين حماس وفتح في سياق رغبتها في تعزيز حضورها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط ومزاحمة النفوذ الأميركي، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به مطلقا الولايات المتحدة.

وكان مسؤولون من فتح وحماس قالوا في وقت سابق إن الاجتماع  المقبل في بكين سيعقد في منتصف يونيو.

عبدالفتاح دولة: تم اقتراح موعد بديل قريبا، بينما ردت حركة حماس برفض المشاركة في اللقاء
عبدالفتاح دولة: تم اقتراح موعد بديل قريبا، بينما ردت حركة حماس برفض المشاركة في اللقاء

وفشلت العديد من المبادرات في السابق للمصالحة بين الحركتين الفلسطينتين حينما كانت الأوضاع أفضل داخليا وإقليميا، ويرى مراقبون أن المشهد اليوم أكثر تعقيدا، وبالتالي فإن الآمال في تحقيق الهدف المنشود تكاد تقارب الصفر.

ويلفت المراقبون إلى أن الصين وعلى خلاف ما حققته من إنجاز لجهة نجاحها في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، لكن الوضع بالنسبة إليها مختلف جدا فيما يتعلق بالملف الفلسطيني في ظل الممانعات الأميركية والإسرائيلية. 

وقال القيادي في حماس باسم نعيم الذي حضر الاجتماع السابق لرويترز إن الاجتماع تأجل بناء على طلب من حركة فتح دون تحديد موعد آخر.

في المقابل، قالت حركة فتح إنها “لاتزال ملتزمة بالجلوس على طاولة الحوار الوطني في الصين وتعمل على استكمال التحضيرات كافة من أجل توفير المناخ المناسب لإنجاح الوساطة الصينية“.

وصرح عبدالفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح قائلا “لم ترفض الحركة الدعوة للقاء وإنما تباحثنا مع الأصدقاء في الصين وعبر سفيرها في فلسطين حول الموعد المقترح في ظل تصاعد العدوان وتعقيدات الأحداث ومستجدات توسع الحرب للشمال والإعداد المسبق للقاء، وتم اقتراح موعد بديل قريبا، بينما ردت حركة حماس برفض المشاركة في اللقاء“.

2