تأجير الملابس يكسر نسق الموضة السريعة

لندن- تقدم شركات الأزياء العالمية تصميمات جديدة إلى السوق في غضون أقل من أسبوع أو أسبوعين، وبالتوازي مع ذلك يندفع الناس إلى شراء الملابس، لكنهم يرمونها من دون ارتدائها أحيانا.
وفي السابق، كانت التصميمات الجديدة تتوافر في المتاجر بعد ستة أشهر على عرضها، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم ساهمت في تغيير الوضع، فبات الناس يكتشفون مجموعات الملابس في الوقت الحقيقي وما من سبب يدفع إلى الانتظار.
ومشكلة هذا النوع من “الموضة السريعة” لا تقتصر على جعل خزانة الملابس مزدحمة بأغراض؛ بل تتسبب في تلوث بيئي عالمي يخلف تأثيرات سلبية كثيرة على المستوى البعيد.
وتؤدي الفورة الاستهلاكية الناجمة عن “الموضة السريعة” إلى طرح أسئلة على صعيدي علم الاجتماع وعلم النفس حول دوافع مجتمعات لا تشبع. فهي تشجع على العمل في مشاغل خياطة بأجور متدنية مع ظروف سيئة في غالب الأحيان، وكوارث بيئية بسبب كم النفايات الناجمة عنها. إضافة إلى أنها تنتج أطنانا من الملابس سنويا في الدول النامية ما يتطلب كميات هائلة من الطاقة والموارد.
لكن بعض الخبراء يؤكدون أن الكرة في ملعب المستهلك، فطالما أنه يلهث وراء منتجات رديئة بأسعار باهظة، سيتشجع بذلك المنتجون على الإنتاج غير المستدام، لكن بإمكانه تغيير هذا الوضع إذا فكر في استعارة ملابس جيدة النوعية مقابل مبالغ بسيطة، أو اقتناء ملابسه من المتاجر التي تبيع الأزياء المستعملة.