بي.واي.دي تقود ثورة في ابتكار أنظمة الشحن الفائق للسيارات

شنغهاي (الصين) - نقلت شركة بي.واي.دي الصينية سباق تطوير البطارية إلى قفزة جديدة بطريقة تتيح شحنها خلال بضع دقائق، لتقدم تحولا مختلفا تماما في مجال يحتل صدارة جبهات ثورة المركبات الكهربائية، في وقت تزداد فيه ضغوط الهواجس البيئية.
وكشفت بي.واي.دي عن نظام شحن بقوة ميغاواط تقول إنه يمكنه شحن سيارة كهربائية بسرعة تماما مثل ملء خزان الوقود، مؤكدة أنها ستبني شبكة في جميع أنحاء البلاد، مما يشعل سباق الشحن الفائق.
وتأتي الخطوة بعد قرابة 15 شهرا من إعلان تويوتا اليابانية عن اقترابها من تصنيع بطارية ذات حالة صلبة تضاعف مدى السير إلى 1200 كيلومتر قبل إعادة شحنها في عشر دقائق فقط.
وأعرب السائقون المتشككون في السيارات الكهربائية عن مخاوفهم من أن بطارياتهم قد تنفد أثناء الرحلات الطويلة، مما دفع شركات صناعة السيارات إلى التوصل إلى تقنية الشحن السريع بالإضافة إلى تبديل البطاريات كحلول.
وتعمل الشركات الصينية على زيادة استخدامها لهذه التقنيات كنقطة بيع رئيسية لجذب المشترين في سوق شديدة التنافسية، وقد ساهمت هذه التقنيات في ارتفاع معدلات اعتماد السيارات الكهربائية في الصين. وتقدم شركة تسلا أيضًا شواحن فائقة السرعة.
وتقول بي.واي.دي إن ما يسمى بـ”منصتها الكهربائية الفائقة” ستكون قادرة على شحن ذروة تبلغ ألف كيلوواط، مما يمكن السيارات التي تستخدمها من السفر لمسافة 400 كيلومتر بشحنة لمدة 5 دقائق.
ولتحقيق هذا الأداء، طورت الشركة مجموعة من التقنيات بما في ذلك بطاريات بمضاعف شحن سي 10، وهو ما يعني أنه يمكن شحنها بما يعادل 10 أضعاف سعة البطارية في الساعة.
وتشمل المنتجات الأخرى محركات عالية الطاقة، ورقائق طاقة عالية الجهد من كربيد السيليكون، وشواحن سريعة تدعم ألف كيلوواط من الطاقة.
وبالمقارنة، تلتزم تسلا بشكل أساسي بنظام 400 فولت الذي يمكنه الشحن بما يصل إلى 250 كيلوواط لسياراتها الكهربائية.
والاستثناءات بالنسبة لشركة صناعة السيارات الأميركية هي شاحنة سايبر تراك، التي تعمل على بنية 800 فولت بمعدل أقصى يبلغ 350 كيلوواط، وشاحنة سومي، التي تحتوي على مجموعة نقل حركة بقوة ألف فولط.
وأطلقت زيكر، علامة السيارات الكهربائية الفاخرة التابعة لشركة جيلي، العام الماضي منصة بقوة 800 فولط يمكنها شحن 80 في المئة من بطارية بقوة 75 كيلوواط في الطراز السيدان 007 سيارة من 10 في المئة في 10.5 دقيقة.
وتتمتع شركتا لي أوتو وإكسبينغ بتكنولوجيا مماثلة يمكنها تحقيق مدى قيادة يزيد عن 400 كيلومتر بشحنة مدتها عشر دقائق.
وتمثل بي.واي.دي أكثر من ثلث مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، لكن مالكيها اعتمدوا إلى حد كبير على مرافق الشحن التابعة لشركات صناعة السيارات الأخرى أو أعمدة الشحن العامة التي تديرها شركات خارجية حتى الآن.
تسلا تلتزم بشكل أساسي بنظام 400 فولت الذي يمكنه الشحن بما يصل إلى 250 كيلوواط لسياراتها الكهربائية
وقال مؤسس الشركة وانغ تشوانفو الاثنين الماضي، إن الشركة إن “أحدث منصة إلكترونية فائقة تتطلب شواحن سريعة خاصة بها، وأنها ستبني أكثر من 4 آلاف محطة شحن سريعة في جميع أنحاء الصين،” دون تحديد إطار زمني.
وناشدت بي.واي.دي أيضا المستثمرين الخارجيين، قائلةً إنها سترحب بمساعدتهم في بناء المزيد، ولكنها ستحاول اللحاق بالركب، إذ تمتلك شركة نيو الصينية شبكة الشحن الأوسع في البلاد، بما في ذلك ما يقرب من 2700 محطة شحن سريع.
وكانت تسلا قد قادت جهودها منذ 2014 في الصين وقامت ببناء أكثر من ألفي محطة، أو 11.5 ألف شاحن فائق اعتبارا من سبتمبر.
كما كثفت الشركات الأصغر حجما مثل لي أوتو وإكسبينغ وزيكر جهودها لتوسيع شبكات الشحن السريع الخاصة بها. وذكرت لي أوتو الأسبوع الماضي أنها قامت ببناء 1900 محطة شحن سريع منذ أبريل 2023.
وأكدت زيكر العام الماضي أنها تهدف إلى بناء 100 ألف عمود شحن فائق السرعة، أو ألفي محطة شحن فائق السرعة على مستوى البلاد بحلول عام 2026.
كما قامت هواوي ببناء بطاريات شحن فائقة السرعة مبردة بالسائل تدعم طاقة شحن قصوى تبلغ 600 كيلوواط ومركبات تصل إلى هندسة 1000 فولت.
وكان عدد مرافق الشحن التي نشرتها شركة الاتصالات العملاقة، بما في ذلك الشواحن فائقة السرعة، قد تجاوز 50 ألف بطارية اعتبارا من العام الماضي.
لكن المحللين حذروا من أن التبني الجماعي لتكنولوجيا الشحن السريع سيضع ضغوطا إضافية على سعة شبكة الطاقة، الأمر الذي يتطلب جهودا واستثمارات إضافية لتحديث البنية التحتية.
وتقول بي.واي.دي إنها ستواجه هذا التحدي من خلال تجهيز وحدة تخزين الطاقة بكل من شواحنها السريعة، وهو ما قال المحللون إنه سيجعل مثل هذه المرافق أكثر كلفة.