بي.واي.دي تزيح تسلا عن عرش السيارات الكهربائية

بكين/نيويورك – تفوقت بي.واي.دي لصناعة السيارات على منافستها الأميركية تسلا إثر تسليمها عددا أكبر من السيارات الكهربائية في الربع الأخير من عام 2023 لتزيحها بذلك عن عرش هذه السوق الواعدة.
ويأتي ذلك وسط توقعات بحفاظ الشركة الصينية الناشئة على مركز الصدارة بفضل دعم قوي من السلطات الصينية لتعزيز السوق المحلية.
وأعلنت الشركة الأميركية الثلاثاء أنها سلمت 484.5 ألف سيارة كهربائية في الفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين، ما يضعها لأول مرة في المركز الثاني خلف بي.واي.دي.
وتُعد الشركة الصينية من أبرز العلامات التجارية للسيارات الكهربائية في الصين. وتأسست عام 1995 في مدينة شنتشن في جنوب الصين، حيث المقر الرئيسي للعديد من مجموعات التكنولوجيا بينها هواوي وتنسنت.
وتوقفت بي.واي.دي عن إنتاج السيارات ذات محركات الاحتراق عام 2022 للتركيز على الطرازات الهجينة والكهربائية.
وسلمت الشركة 526.4 ألف سيارة كهربائية في الربع الأخير من العام الماضي، وفق حسابات أجرتها وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات نشرتها المجموعة الصينية.
وسخر إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا، في عام 2011 من بي.واي.دي التي كانت في ذلك الوقت مجرد شركة مصنعة محلية صغيرة و”ليست” منافساً حقيقياً، وفقاً له. وتساءل خلال مقابلة مع بلومبرغ حينها “هل رأيتم سياراتهم؟”.
وقال مدير غلوبال داتا نيل سوندرز لوكالة فرانس برس “تتمتع شركة بي.واي.دي بميزة هيكلية تتمثل في أن جزءا كبيرا من توسعها يستفيد من الدعم القوي للغاية من الحكومة الصينية للسيارات الكهربائية”.
وأشار إلى أن “هذا الأمر يساعد على تعزيز الطلب المحلي الذي بدوره يعزز مكانة بي.واي.دي في سوق التصدير”.
وتورّد العلامة التجارية حالياً البطاريات إلى الشركات المصنعة الرئيسية في العالم، بينها تسلا وبي.أم.دبليو ومرسيدس وأودي.
وفي العام الماضي، أصبحت بي.واي.دي أيضا أول شركة مصنّعة في العالم تصل إلى الإنجاز الرمزي المتمثل في إنتاج 5 ملايين سيارة كهربائية.
ووفقا لسوندرز، فإن تسلا “تظل لاعبا رئيسيا في سوق السيارات الكهربائية”، لكنها “ستواجه منافسة أكبر بكثير من الصين هذا العام”.
وفي حين أن مبيعات نهاية العام الماضي لشركة صناعة السيارات الأميركية قد أتت بثمارها في الغالب مما ساعدها على تسليم 1.8 مليون سيارة، إلا أنها لم تحقق الهدف الداخلي السنوي الطموح للرئيس التنفيذي إيلون ماسك وهو مليوني سيارة.
واحتفظت تسلا بمركز الصدارة على صعيد العام الماضي بأكمله، بارتفاع نسبته 38 في المئة خلال عام واحد، فيما سلمت بي.واي.دي 1.57 مليون مركبة بارتفاع نسبته 73 في المئة.
وزادت تسلا الخصومات وعرضت حوافز مثل الشحن السريع المجاني لستة أشهر إذا استلم الزبائن التسليمات بحلول نهاية ديسمبر، في محاولة لتعزيز المبيعات قبل أن تفقد بعض أنواع سيارة السيدان المدمجة طراز 3 الإعفاءات الضريبية الفيدرالية الأميركية في عام 2024.
وخلال عرض نتائج الربع الثالث في أواخر أكتوبر الماضي، أشارت تسلا إلى أنها تريد زيادة الإنتاج “في أسرع وقت ممكن”. وبدأت الشركة الأميركية نهاية نوفمبر الماضي وبعد طول انتظار، تسليم مركبات سايبرتراك، وهي شاحنات صغيرة كهربائية ذات هيكل استشرافي تم الكشف عنها في نوفمبر 2019.
وقالت سوزانا ستريتر رئيسة قسم المال والأسواق في هارغريفز لانسداون إن “تسليمات بي.واي.دي تظهر أن تخفيضات الأسعار كانت مفيدة للشركة الصينية”. وأضافت ستريتر “ستضر المعركة بهوامش الربح لكلتا الشركتين، لكن من الواضح أن الشركة الصينية تعتقد أن هذا ثمن يستحق دفعه لزيادة حصتها في السوق والاعتراف بها”.
5
ملايين سيارة كهربائية تم إنتاجها من قبل بي.واي.دي كأول شركة مصنّعة في العالم
ويعتقد محللون أن تسلا قد تضطر إلى مواصلة تخفيضات الأسعار التي بدأتها في يناير من العام الماضي للحفاظ على الطلب، بعد انتهاء الحوافز الضريبية بموجب قانون خفض التضخم مما أدى إلى دفع المبيعات إلى الربع الرابع.
وقال سيث جولدشتاين إستراتيجي الأسهم في مورنينغ ستار لرويترز “تضطر شركة تسلا إلى خفض الأسعار بشكل أكبر، خاصة بالنسبة إلى سيارة مثل إصدارات الطراز 3 التي فقدت ائتمانها الضريبي”.
ولم يعد نظام الدفع الخلفي والمتغيرات طويلة المدى من طراز موديل 3 يتمتع بإعفاءات ضريبية فيدرالية بقيمة 7500 دولار هذا العام مع بدء تطبيق المتطلبات المحدثة بشأن مصادر مواد البطارية، بموجب قانون التضخم الأميركي.
ومع ذلك، قال جولدشتاين إن “معظم تخفيضات الأسعار كانت استجابة لارتفاع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لذا قد تحافظ تسلا على الأسعار إذا بدأت تكاليف الاقتراض في الانخفاض”.
وتواجه تسلا تدقيقا من الجهات التنظيمية بشأن تقنية القيادة الذاتية الخاصة بها والمخاوف المتعلقة بالسلامة، حيث استدعت الشركة أكثر من مليوني سيارة الشهر الماضي لتثبيت ضمانات جديدة في نظام مساعدة السائق المتقدم.
وقال غاري برادشو مدير المحفظة في شركة هوديغز كابيتال المساهمة في تسلا إن أرقام التسليم الخاصة بالشركة الأميركية “أفضل بكثير من شركات السيارات الأميركية المحلية”.
وأعلنت منافستها الأصغر المحلية ريفيان عن تسليمات، مع فشل الشركة في تقديرات السوق وسط تراجع أوسع في الطلب على السيارات الكهربائية. ودفع هذا الضعف شركات صناعة السيارات الأميركية، بما في ذلك فورد وجنرال موتورز، إلى أن تصبح أكثر حذرا بشأن خطط الطاقة الإنتاجية الخاصة بها.