"بي إن سبورتس" تلجأ لتسييس قرار الاتحاد الآسيوي بإنهاء احتكارها

انتصر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمشاهد السعودي بإلغاء احتكار قنوات “بي إن سبورتس” القطرية لحقوق نقل مباريات بطولات القارة الآسيوية في السعودية، مؤكدا أنها مخالفة للقوانين، لكن الشبكة القطرية لم تتحمل وقع القرار فبدأت بالهجوم على الاتحاد الآسيوي ولجأت إلى تسييس القضية وقالت إنها تعتزم التوجه للقضاء الدولي.
الرياض - تلقت قنوات “بي إن سبورتس” القطرية ضربة قاسية من الاتحاد الآسيوي الذي وضع حدا لاحتكارها للبث التلفزيوني لمباريات الأندية السعودية المشاركة بمسابقة دوري أبطال آسيا ونقلها من شبكة قنوات “بي إن سبورتس” إلى منصات الاتحاد القاري الإلكترونية تدريجيا حتى اكتمال منظومة النقل.
وأثار القرار غضب “بي إن سبورتس” التي اعترفت بتأثيرات القرار عليها وتكبدها الخسائر، وسارعت إلى تسييس القضية وقالت في بيان، إنها تعتزم مقاضاة الاتحاد الآسيوي دوليا، متذرعة بأن قراره الأخير يشكل “خرقا” جوهريا لعقد حقوق البث الذي تُقدر قيمته بالملايين.
وأضافت أن القرار بُني على “خلفيات سياسية لا تخفى”، وأطلقت اتهامات دون دلائل عن تنسيق مسبق بين الاتحادين السعودي والآسيوي.
لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم، كشف الاثنين أنه تلقى خطابا من نظيره الآسيوي، أعلن فيه الأخير إلغاء احتكار قنوات “بي إن سبورتس” القطرية لحقوق نقل مباريات بطولات القارة الآسيوية في السعودية.
وقال الاتحاد السعودي في بيان له، إن نظيره الآسيوي اتخذ هذا القرار “بناء على ما أطلع عليه من مخاطبات وأسباب قانونية تضمنت عدم قانونية بث ‘بي إن سبورتس” في المملكة للمخالفات القانونية والنظامية الجسيمة التي ارتكبتها وعدم قدرتها على استخراج التراخيص اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه نقل مسابقات الاتحاد الآسيوي للمتابعين والمشاهدين في المملكة”.
وأشار الاتحاد السعودي في بيانه إلى أن نظيره الآسيوي أبلغه أن نقل المباريات التي ستلعب في المملكة سيتحول إلى منصات الاتحاد الآسيوي ابتداء من مباراة الهلال والدحيل، الثلاثاء، على أن تلتزم السعودية بتوفير طاقم النقل المصاحب.
ورحب الاتحاد السعودي بالقرار، معتبرا أنه يأتي في مصلحة المشاهد، ومتهما القناة القطرية بإدخال السياسة بعملية نقل المباريات.
وتلتزم السعودية بتوفير طاقم النقل المصاحب من معلقين ومحللين، وقد بدأ العمل على وضع الترتيبات الفنية اللازمة لذلك. وتابع البيان “الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو يعلن هذا القرار العادل من الاتحاد الآسيوي، فإنه يهيب بجميع الاتحادات الدولية لاتخاذ إجراءات وقرارات مماثلة تسهم في المحافظة على نشر اللعبة وتقديمها لمتابعيها بعيدا عن استخدامها لأغراض سياسية لا علاقة لها بالرياضة وتأمل بصورة خاصة اتخاذ إجراءات مماثلة من الاتحادات العربية الشقيقة لضمان رياضة حقيقية تتوافق مع جميع الأعراف والقوانين ومبادئ المنافسة ومحاربة الاحتكار، مع تأكيد الاتحاد السعودي حرصه واستمراره على العمل مع أصحاب الحقوق والجهات الرسمية لتوفير المنصات النظامية لتمكين المشاهد السعودي والمقيم من الاستمتاع بالمنافسات الرياضية عن كل ما يشوهها، متمنين التوفيق للجميع” .
وأوضح المستشار صالح العبيدلي، العضو المحكم بمحكمة التحكيم الرياضي “كاس” ، والخبير المتخصص في اللوائح والقوانين الرياضية، أن إفادة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المرسلة إلى الاتحاد السعودي للعبة تكشف عدم قانونية اتفاقية بث الحقوق الموقعة بين الاتحاد القاري وشبكة قنوات “بي إن سبورتس” القطرية.
وقال العبيدلي في تصريحات نقلها موقع “العربية نت”، “جاء قرار الاتحاد الآسيوي بعد صدور قرارات محلية سعودية، من جهات معنية بحماية المنافسة في السعودية، وهي أيضا موجودة في الإمارات تحت وزارة الاقتصاد وفِي كافة دول العالم”.
وأضاف، عقد حقوق البث بين الاتحاد القاري و”بي إن سبورتس” ، موقع حسب القانون بين اتحاد مؤسس في ماليزيا ويتعامل بناء على القانون الماليزي، مثل ما يحدث مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في سويسرا، والعقد الموقع بين الطرفين، منح “بي إن سبورتس” ضوءا لاحتكار البث على مستوى الشرق الأوسط ويطبق في دول عديدة، بعد صدور قرار إلغاء احتكار “بي إن سبورتس” في السعودية، لم يجد الاتحاد الآسيوي مخرجا إلا أن يعترف بهذه القرارات ويبطل احتكار القنوات القطرية لمسابقاته في السعودية، والقرارات خرجت لأن عقود “بي إن سبورتس” مع الاتحاد الآسيوي تخالف جل قوانين المنافسة على مستوى العالم.
وشدد على أن أبرز مخالفات وتجاوزات “بي إن سبورتس” مع الاتحاد القاري تتمثل في مدة عقد البث التي تمتد إلى سنوات طويلة على الرغم من أن قوانين المنافسة توجب أن تكون مدة العقد قصيرة. وتابع، لا يمكن أن يمنح الاتحاد الآسيوي “بي إن سبورتس” القطرية كافة طرق النقل، حتى تمنع أي مؤسسة إعلامية أخرى من شراء أي نوع آخر من حقوق النقل والبث مثل الإذاعة والبث الأرضي وغيرهما، وهذه مخالفة واضحة للقوانين.
وأكد العبيدلي أنه بإمكان جميع الدول المطالبة بإبطال مفعول الاحتكار، ويجب أن تكون البداية من صدور قرار محلي يوقف احتكار شبكة القنوات القطرية، ومن بعد ذلك يمكن رفع الموضوع إلى الاتحاد الآسيوي.
ولفت إلى أن “بي إن سبورتس” استطاعت تنفيذ احتكارها من خلال التواطؤ وضعف بعض الاتحادات قانونياً، وقال “استفادت القنوات القطرية من ضعف المؤسسات المعنية، الأمر الذي جعلها تتمكن وتتمدد”.