بين منشد وإعلامي.. ممارسة الطائفية مسموح بها وانتقادها ممنوع في العراق

استهداف مكتب قناة عراقية بقنبلة بسبب انتقاد مقدم برنامج لِطَائِفيَّة محسوبين على إيران يثير جدلا.
الأربعاء 2023/02/22
حملات في أوجها

أثارت حملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها إعلاميون ولائيون ضد إعلامي عراقي انتقد تعميق بعض الشخصيات المحسوبة على إيران القضايا الطائفية، جدلا واسعا وعكست اختلافا كبيرا في وجهات النظر بين الإعلاميين العراقيين.

بغداد - يقود إعلاميون عراقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الإعلامي العراقي عدنان الطائي الذي يتعرض لهجمات إلكترونية شرسة على خلفية حلقة مثيرة للجدل من برنامج “الحق يقال” على قناة “يو تي في” العراقية انتقد فيها ما يُطرح من قبل بعض الشخصيات المقربة من إيران، باعتبار ذلك يهدد أمن البلاد ويثير النعرات الطائفية، ويحضّ على الكراهية.

وانتقد الطائي المنشد (الرادود) المثير للجدل باسم الكربلائي، واعتبره “أخطر على المجتمع” من المتهمين بتقديم “المحتوى الهابط” الذين تشن وزارة الداخلية العراقية حملة عليهم.

وكان المنشد العراقي باسم الكربلائي قد أثار غضبا واسعا، في سبتمبر الماضي، بعدما انتشر مقطع مصور له وهو ينشد قصيدة في مجلس عزاء حسينيّ تسيء لصحابة النبي محمد.

وواجه الطائي انتقادات من أنصار الفصائل المسلحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما شنّ إعلاميون مقربون من إيران حملة ضده على القنوات الولائية وخاصة قناة “العهد” التي تملكها وتشغّلها ميليشيا “عصائب أهل الحق”.

وتعرض مكتب قناة “يو تي في” السبت إلى هجوم بقنبلة يدوية، وذلك في شارع النضال وسط العاصمة بغداد.

وقالت القناة في بيان إن “مسلحين مجهولين رموا قنبلة يدوية أمام مقر للقناة، ما أثار هلعاً لدى العاملين في المكتب”. ولم تُسجل أي أضرار مادية أو بشرية، كما أن القنبلة لم تنفجر، إذ شوهدت وهي ملقاة قرب الباب الرئيسي للقناة.

ودعت القناة الجهات الأمنية إلى التحرك للتحقيق في الحادثة وكشف هوية الفاعلين. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها القناة إلى الهجوم أو المضايقة من قبل جهات وفصائل مسلحة بسبب طبيعة برامجها وفتح بعض الملفات التي تعارض ممارسات تلك المجموعات.

وغرَّد الناشط العراقي عمر حبيب عبر تويتر “عندما يتعرض حق الشخص في الكلام إلى الإرهاب والرمانات اليدوية لأنه تكلم فهذه إشارة إلى أن العراق ‘الديمقراطي’ هو نسخة مشوهة من الأنظمة التي تشنق الناس إذا تكلموا، لأن نسختنا اليوم استبدلت المشانق بالكاتم ورمانة يدوية”.

و”يو تي في” هي قناة تابعة لرجل الأعمال ورئيس تحالف السيادة (أكبر تحالف سياسي سني) خميس الخنجر، وتبث من تركيا، لكن مكاتبها منتشرة في عدة دول إقليمية.

بدورها أعربت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق عن “قلقها من استمرار مسلسل الإفلات من العقاب، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تولي محمد شياع السوداني السلطة، الذي تعهد بملاحقة قتلة المتظاهرين والصحافيين”.

من جانبه استغل الرادود باسم الكربلائي أحد مجالس العزاء لانتقاد الإعلامي ووصفه بأنه “قلم مأجور”. وسخر الشاعر سيف الدين المهنا:

من جانبه كتب رجل الدين العراقي حسين الموسوي “لم يتعامل صديقي باسم الكربلائي (منشد معروف) مع نفسه كشخصية ذات جماهيرية داخل المجتمع الإسلامي، بل ضيق على نفسه ليكون جزءاً من جزء، لا جزءاً من كل، فأضاع البوصلة! ولم يقم عدنان الطائي إلا بالتساؤل هل نحاسب من أصبح تافهاً أم من ينشر الكراهية؟ بالطبع متضامن مع عدنان لأننا نشجع التفكير والتفكر بسلام”.

وقال مغرد:

وانتقد إعلاميون عراقيون انتشار الطائفية وكتب الإعلامي شاهو قرة داغي:

ونشر إعلامي تغريدة مفادها:

@Ammar_alhadithy

إحالة المقدم في قناة “يو تي في” #عدنان_الطائي على محكمة النشر بتهمة “الإساءة إلى باسم الكربلائي”!

وقدّم المحامي أحمد شهيد دعوى لدى محكمة تحقيق الكرخ الثالثة المختصة بقضايا النشر والإعلام ضد الإعلامي العراقي عدنان الطائي بتهمة “إثارة النعرات الطائفية وخلق الفتنة”.

ووفقا للدعوى فإن الطائي “يتحمل جزءا كبيرا مما حــل أثناء الزيارة الرجبية مـن تفجير بحـزام ناسف أراد استهداف زوار الإمام”. وطلب المحامي من قاضي المحكمة “اتخاذ ومتابعة الإجراءات القانونيـة كافة بحقـه”. كما طالب أيضا بـ”مفاتحة هيئة الإعلام والاتصالات بمنعه مـن الظهـور إعلاميا وإشعار المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربـول) بعـد إصدار أمر قبض بحقه”.

وغرد الإعلامي أحمد سعداوي:

وعلق الإعلامي رسلي المالكي:

واعتبر حساب:

@iraqitechs

التضامن مع عدنان الطائي ليس كافياً، الحملة التي يتم شنها عليه هي إكمال لمشاريع حكومة الإطار لقمع الحريات. الإطار وحكومته بدآ باستخدام القضاء للقمع وتصفية الخصوم. “تره طلعتوها من ماعونها”… ! وأصبحتم أكبر إساءة للدين ولأنفسكم. #متضامن_مع_عدنان #لا_قدسية_لباسم.

من جانبه كتب عدنان الطائي:

وأضاف :

5