"بينالي دبي للخط" يجمع فناني الخط العربي من شتى أنحاء العالم

دبي - تنظم هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” النسخة الأولى من “بينالي دبي للخط”، خلال الفترة من الأول وحتى الحادي والثلاثين من أكتوبر المقبل، بمشاركة أكثر من 200 فنان ومبدع محلي وعالمي من شتى أنحاء العالم.

ويأتي البينالي احتفاءً بما حققه “معرض دبي الدولي للخط العربي” من نجاحات على مدار 10 دورات، ويعكس حرص الهيئة على إبراز أهمية فن الخط باعتباره أداة تعبيرية وجمالية تجسّد الإبداع، إلى جانب خلق منصة عالمية لاكتشاف المواهب الجديدة وتمكينها، ويأتي في إطار سعي الهيئة لتحقيق رؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي مركزًا عالميًا للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

يتضمن برنامج البينالي تنظيم 15 معرضاً في أكثر من 20 موقعاً حول دبي، تعرض تشكيلة أعمال إبداعية تبرز حيوية الخطوط التقليدية والمعاصرة والخط الطباعي المكتوبة بأكثر من 8 لغات، إلى جانب أعمال أخرى تبرز جماليات تصميم المجوهرات والمنتجات، والفن العام والمجسمات والمنسوجات، إضافة إلى مجموعة متنوعة من العروض الفنية والفئات الأخرى التي تبين دقة فنون الخط.

حدث فني

وسيشهد البينالي أيضاً إطلاق مجموعة قطع فنية مستلهمة من الخط في الأماكن العامة بدبي وعقد تشكيلة من ورش العمل الفنية والتعليمية تحت إشراف عددٍ من الفنانين والخطاطين المعروفين عالمياً، ترافقها سلسلة من الأنشطة الفنية وورش العمل المختلفة التي تساهم في اكتشاف المواهب الجديدة في هذا المجال.

وينظم الحدث أكثر من 100 جلسة وورشة عمل فنية وتعليمية متنوعة لصالح الفنانين الشباب والمولعين بالخط العربي الذي مازال يستقطب المواهب الجديدة ويقدم لهم إمكانات فنية وإبداعية معاصرة ثرية.

وأكد الأكاديمي سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، أهمية الخط كأحد العناصر المكونة للثقافة العربية والعالمية، مشيراً إلى حرص الهيئة على إبراز مفهوم الخط وفنونه على اختلافها بوصفه أحد أدوات التعبير عن مخزون الثقافة الإبداعي.

وأكد أن هذا الحدث الفني يُشكل منصة عالمية لاكتشاف التفاعل الإنساني مع الخطوط وتحفز على التبادل الثقافي بين المجتمعات. مضيفا “يؤسس بينالي دبي للخط لحدث فني عالمي يجمع تحت مظلته كوكبة من مبدعي وفناني الخط من حول العالم ويعمل على فتح آفاق واسعة أمامهم من خلال برنامجه الغني بالمعارض الفنية والمحاضرات وورش العمل التي تُبرز طرق التفاعل المختلفة مع هذا الفن وجمالياته وتصاميمه المتنوعة، فضلاً عن مساهمته في تشجيع المواهب الناشئة وتوفير بيئة تعليمية وتثقيفية جديدة لهم”.

واصفاً البينالي بـ”علامة فارقة” في تاريخ اهتمام دبي بفن الخطوط كونه يأتي تتويجاً لعشر دورات ناجحة من “معرض دبي الدولي للخط”. وأشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه البينالي في دعم السياحة الثقافية في دبي وتوسيع نطاقها بوصفها إحدى روافد الاقتصاد الإبداعي الذي تطمح الإمارة لأن تكون عاصمته العالمية بحلول 2026.

ولفت بن خرباش إلى أهمية تعزيز مناخات الإبداع في دبي وتشجيع المشاركة الفاعلة من المجتمع الفني لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية. وأضاف “تسعى دبي للثقافة إلى رفع مستوى الاهتمام بفنون الخط وتعزيز حضوره وجاذبيته عبر إتاحتها فرص تعلم أصوله وفلسفته تحقيقاً لالتزاماتها الهادفة إلى خلق بيئة إبداعية مستدامة تُمكّن الخطاطين والفنانين من النهوض بفن الخط وحمايته وتنميته”.

ويضيء “بينالي دبي للخط” في نسخته الافتتاحية على فن الخط العربي ومن ثقافات أخرى مختلفة حيث تعكس الأعمال المشاركة حيوية الخطوط التقليدية والمعاصرة المكتوبة لإبراز تنوعها وجمالياتها الفنية إلى جانب ما يتميز به الخط الطباعي والفن الرقمي والزخرفة.

منصة إبداعية

من جانبها أوضحت فاطمة القرشي، مدير مشروع “بينالي دبي للخط” أن “دبي للثقافة” تسعى من خلال تنظيم البينالي إلى خلق منصة إبداعية جديدة قادرة على تمكين أصحاب المواهب من شتى أنحاء العالم من عرض أعمالهم وتجاربهم في فنون الخط المتنوعة.

من جهة أخرى، كشفت “دبي للثقافة” عن انضمام مجموعة جديدة من المؤسسات الثقافية الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي إلى قائمة الشركاء الداعمين لـ”بينالي دبي للخط”، وهي: مدينة إكسبو دبي، ومكتبة محمد بن راشد، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وبوابة مركز دبي المالي العالمي، و"معرض بوكارا"، ومؤسسة AWC ART WORLD CREATIONS LTD، وهي منصة إبداعية متخصصة في إنشاء المعارض عبر الإنترنت والفن الرقمي.

وقد دعت "دبي للثقافة" في وقت سابق كافة المبدعين محليا وإقليميا وعالميا للمشاركة في “بينالي دبي للخط” حيث بدأت باستقبال طلبات المشاركة ونماذج الأعمال الأولية اعتباراً من مارس 2023 إلى غاية السادس عشر من مايو، بينما تولت لجنة متخصصة تضم مجموعة من القيمين والخبراء عملية فرز الأعمال واختيار الفنانين والمبدعين المؤهلين للمشاركة في هذه الدورة التي ستقام فعالياتها في عدد من المواقع التراثية والثقافية التابعة لـ"دبي للثقافة"، بالإضافة إلى فروع "مكتبات دبي العامة" وعدد من المعارض الفنية المقامة على مستوى إمارة دبي.