"بيكاسو في طهران".. نظرة على المسيرة الفنية لرائد التكعيبية

معرض فني يقدم أكثر من 60 عملا من أعمال الفنان الإسباني من فترات مختلفة في مسيرته الفنية.
الخميس 2025/03/13
أعمال تزور إيران للمرة الأولى

طهران - لأول مرة في إيران، يستضيف متحف الفنون المعاصرة في العاصمة الإيرانية طهران معرضا فنيًّا خاصا بأعمال الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو الذي يُعد من رواد المدرسة التكعيبية في العالم ويستمر حتى 21 مايو القادم.

يمتد المعرض الذي يحمل عنوان “بيكاسو في طهران” عبر صالات العرض التسعة في المتحف، مستعرضًا أعمال بيكاسو، وقطعًا من أعمال معاصريه، وأعمالًا فنية مستوحاة من أسلوبه الثوري، حيث يعرض أكثر من 60 عملا من أعمال الفنان الإسباني من فترات مختلفة في مسيرته الفنية، بعض منها لم يُعرض من قبل.

كما يُسلّط هذا الحدث الفريد الضوء على التأثير العالمي لإرث بيكاسو، مُتيحًا لمحبي الفن التشكيلي بطهران فرصة نادرة لاستكشاف تطوره الفني وتأثيره في فنانين عالميين وإيرانيين.

وقال حسن نوفرستي مدير العلاقات العامة لمتحف طهران للفنون المعاصرة في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن معرض “بيكاسو في طهران” يستعرض حياة الفنان الإسباني بابلو بيكاسو وفتراته الفنية المختلفة، ويتيح الفرصة لعرض عينات من أعمال الفنانين المعاصرين لبيكاسو الذين كانوا معه في الأسلوب والرؤى الفنية.

هذا الحدث الفريد يسلط الضوء على التأثير العالمي لإرث بيكاسو مُتيحًا لمحبي الفن التشكيلي فرصة لاستكشاف تطوره الفني

وأضاف أن الهدف الرئيس للمعرض تشكيل رواية عن بيكاسو، لافتا إلى أن عددًا من المتخصصين والباحثين الفنيين ومؤرخي الوثائق عملوا على التحضير لهذا المعرض.

ووضح مدير العلاقات العامة لمتحف طهران للفنون المعاصرة أن المعرض يقوم بعرض أكثر من 60 عملا من أعمال بابلو بيكاسو، منها 26 عملا من تقنية الأكواتينت أو الحفر المائي التي لم تعرض من قبل، إلى جانب مجموعة من الأعمال الأخرى لهذا الفنان البارز.

وأشار إلى أن من بين الأعمال المعروضة هي مجموعة “تاوروماكيا” أو “فن مصارعة الثيران” التي تعد واحدة من الأعمال القيمة لبيكاسو، وتم إصدارها في شكل بورتفوليو يتكون من 261 نسخة وتُحفظ هذه المجموعة في المتاحف الكبرى حول العالم.

و”تاوروماكيا” مجموعة نادرة ورائعة من إبداع بيكاسو، تتألف من 26 مطبوعة مائية، أُنتجت عام 1957. تُعد هذه المجموعة من أشهر أعماله في عالم الطباعة، حيث تُظهر شغفه العميق بالثقافة الإسبانية، وخاصةً مشهد مصارعة الثيران الدرامي والطقوسي.

استُلهمت هذه السلسلة من كتاب خوسيه ديلغادو الصادر في القرن الثامن عشر بعنوان “لا تاوروماكيا أو فن مصارعة الثيران”، والذي شرح بالتفصيل تاريخ وتقنيات مصارعة الثيران. وأعاد بيكاسو، الذي كان شغوفًا بمصارعة الثيران منذ طفولته، تفسير هذه الروايات التاريخية بصريًا من خلال أسلوبه الفني الفريد.

وقد استخدم تقنية الطباعة المائية، وهي عملية طباعة تتيح تنوعات لونية غنية، مما يمنح الصور تأثيرًا دراميًا يكاد يكون أشبه بالرسم. تتميز أعماله بالبساطة والتعبير، وغالبًا ما تتميز بتباينات جريئة بالأبيض والأسود تُبرز الحركة والتوتر والطاقة الخام لمصارعة الثيران.

حدث ثقافي مميز

وقال حسن نوفرستي إن عددًا من الأعمال البارزة لهذا الفنان تعرض في هذا المعرض من بينها “الرسام ونموذجه” و”نافذة مفتوحة على شارع بونتي يور” و”المرأة الباكية” وهي من مقتنيات متحف الفن المعاصر في طهران.

وأوضح أن المعرض يشمل أيضا أعمالا لفنانين إيرانيين مرتبطين بأعمال بيكاسو إضافة إلى لوحات من رواد المدرسة التكعيبية في العالم بينهم جورج براك وروبرت ديلوني وفرناند ليجيه وخوان ميرو.

جديرٌ بالذكر أن بابلو بيكاسو (1881-1973) يُعدّ من أهم الفنانين في القرن العشرين، حيث كان رسامًا ونحّاتًا ومصمّمًا ومتخصّصًا في الطباعة اليدوية، ومن مؤسسي المدرسة التكعيبية في العالم. كما يُعرف بابتكاره فن النحت المُركّب، ومشاركته في ابتكار فن الكولاج، بالإضافة إلى تنوع الأساليب الفنية التي ساهم في تطويرها واستكشافها.

وتعد لوحة “آنسات أفنييون” (1907) أول عمل تكعيبي، وإن كان لا يزال حينها في قالب بدائي.

ومن أشهر أعماله لوحة “غرنيكا” التي رسمها بطلب من الحكومة الإسبانية الثانية وتعد أيضا من أشهر الأعمال في القرن الـ20، ورسمها بيكاسو مباشرة بعد قصف مدينة غرنيكا في إقليم الباسك بإسبانيا. ويعدها النقاد دليلا على رفضه الواقع وسعيه نحو التعبير عن رفضه من خلال الفن.

14