بيروت تحيي ذكرى مرور شهرين على فاجعة انفجار المرفأ

بيروت - أحيا عشرات الأشخاص ذكرى مرور شهرين على انفجار مرفأ بيروت معربين عن غضبهم إزاء تحقيق يراوح مكانه ومسؤولين لا يحرّكون ساكنا إزاء تداعيات الفاجعة التي خلفت جراحا لن تندمل ونقمة شعبية إزاء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.
وأطلق لبنانيون في أجواء العاصمة اللبنانية ومن أمام ركام المرفق المدمّر بالونات ترمز إلى الضحايا الذين سقطوا في انفجار الرابع من أغسطس والذي خلف أكثر من 190 قتيلا و6500 جريح، ودمّر أحياء بكاملها.
وبعد مرور شهرين على الانفجار لم يتوصّل التحقيق اللبناني إلى كشف ملابساته كما لم يتم الإعلان عن أي نتائج.
والأحد، بعيد الساعة السادسة عصرا وفي التوقيت نفسه من الانفجار الذي دمّر مناطق شاسعة من العاصمة اللبنانية، أطلقت في سماء بيروت عشرات البالونات البيضاء التي كتبت عليها أسماء الضحايا من منطقة مطلة على المرفأ.
وبثت عبر مكبّرات الصوت أغان لبنانية على غرار "لبيروت" للسيدة فيروز.
ورفع المشاركون في إحياء الذكرى من نشطاء وأقارب الضحايا صور أحبائهم الذين قضوا في الانفجار، وقد قطعوا الطريق لفترة وجيزة.
وأعربوا عن غضبهم إزاء القادة السياسيين، وقد حمّلوهم مسؤولية الفاجعة بسبب فسادهم وانعدام كفاءتهم.
وقالت سامية وهي أم لتوأمين يبلغان تسع سنوات أفقدها الانفجار زوجها الذي كان يعمل في المرفأ "نعيش العذاب كل يوم. يستكثرون علينا أن نعرف من ارتكب هذه الجريمة ضد الإنسانية".
وتابعت "إنها حرقة العمر. أولادي حرموا من كلمة +بابا+ كل العمر".
من جهتها قالت سلوى التي فقدت خالها في انفجار المرفأ حيث كان يعمل "خالي بالنسبة لي كان مثل ابي".
وقالت سلوى بالعامية "الله يسامحكن"، وأضافت "نطالب بمعاقبة كل المسؤولين عن هذا الانفجار"، قبل ان تقاطعها امرأة بالعامية "الله ينتقم منهن".
وتابعت سلوى "نطالب بمعاقبة كل من تسبب بهذا الانفجار، بهذه الكارثة".
وقال ابراهيم حطيط الذي فقد شقيقه ثروت في الانفجار "كنا ننتظر إشارة منهم (أن يبيّنوا لنا) انهم مهتمون بمطالبنا التي تتمثل بكشف نتائج التحقيقات ومحاسبة المتسببين بهذه المجزرة الكارثية"، مضيفا "انتم قتلتم أبناءنا مرتين، مرة بفسادكم والأخرى باهمالكم لمطالبنا".
وبحسب الرواية الرسمية وقع الانفجار في مستودع كانت تخزّن فيه كميات ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم منذ أكثر من ست سنوات "من دون تدابير احترازية".
وبعدما رفضت السلطات اللبنانية الدعوات المطالبة بإجراء تحقيق دولي في الانفجار، فتحت تحقيقا محليا أفضى إلى الآن إلى توقيف نحو عشرين شخصا.
وتبيّن أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها كانت على علم بالمخاطر التي تشكلها هذه المواد الكيميائية المخزّنة على مقربة من الأحياء السكنية في بيروت.
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون في السابع من أغسطس، أي بعد 3 أيام من وقوع الانفجار، عدم علمه بوجود هذه الكميات من نترات الأمونيوم في المرفأ، قائلا “هذه المواد دخلت إلى لبنان عام 2013، لم أكن على علم بها ولا بمدى خطورتها”.
ورفض عون إجراء تحقيق دولي في الانفجار الذي أودى بحياة 154 شخصا، وتسبّب في إصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين بجروح، ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.
ويقول محللون إن الانفجار الذي جد ستكون له ارتدادات خطيرة على الوضعين الاجتماعي والسياسي في لبنان، مع تحول الصدمة إلى حالة من الغضب قد تفجر موجة احتجاجات جديدة ضد السلطة الحاكمة.