"بيروت تبدع".. معرض عن الديناميكية الثقافية في لبنان

معرض فني وثقافي يدفع قدما لمقاومة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تلاحق البلاد.
الاثنين 2022/10/03
حركة فنية تدفع لتجاوز الصعوبات

بيروت - يريد الفنانون اللبنانيون أن يكون الفن حافزا جديدا للبلد المنهار، الذي لم يستطع مقاومة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لتشجيعه على التركيز على اقتصاد المعرفة والثقافة بصفته صورة حقيقية عن الحياة والذاكرة الشعبية. وهو قوة ناعمة، تنبض بالألم والابتكار وتكشف الوجه الحقيقي للبنان واللبنانيين الذين ترك انفجار المرفأ والأوضاع الاقتصادية والسياسية جرحا غائرا في نفوسهم.

وانطلاقا من أهمية الحراك الفني والثقافي في لبنان، افتتح معرض “بيروت تبدع”، بمبادرة من المركز الفرنسي في لبنان، في مصانع ابرويان - برج حمود في بيروت. وتضم الفعالية التي تستمر حتى التاسع من أكتوبر معرضًا من ثلاثة أجزاء يعكس الديناميكية الثقافية لمدينة بيروت.

وجمع معرض “بيروت تبدع” ثلاثة آفاق مختلفة وهي العروض المخصصة للعامة وغيرها للفن وأخرى للشباب وهي برامج تبناها المركز الفرنسي في لبنان على مدى السنوات الأربع الماضية ولم تُعرض للجمهور بسبب أزمات متعددة يمر بها البلد.

ويشارك في المعرض مشروع “ري دو فيل” كانعكاس معماري وحضري للمدينة كما نراها على الأرض، وهو مشروع بحث دولي بتنسيق من المصمم الحضري الفرنسي دافيد مانجين بمساهمة من طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية، وبإشراف المهندسة المعمارية هالة يونس للقسم المخصص لمدينة بيروت. بالإضافة إلى مجموعات إبداعية وبحث حول المساحات الجماعية في بيروت قدمته وكالة بلاتو في سياق فعاليات معرض بينال سيول في العام 2019.

المعرض جمع ثلاثة عروض مخصصة للعامة وغيرها للفن وأخرى للشباب وهي برامج تبناها المركز الفرنسي في لبنان

من خلال جولة في المعرض، سيكتشف الزوار ورش عمل الفنانين انطلاقا من اثنتي عشر مقابلة صُورت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت من إنتاج باسكال أوديل ووسام شرف. وتشهد هذه المقابلات على تصميم الفنانين وأصحاب المعارض في بيروت الذين يعرضون قصصهم الشخصية وأسئلتهم وآمالهم ويأسهم من مستقبل البلاد.

كما سيقدَّم عرضان للبنانيين “فو لي زادوليسان” (أنتم المراهقين) وهو فيلم وثائقي للفنانة فاليري مريجين سيعرض باستمرار، تم تصويره في 11 معهداً في أنحاء لبنان. ويعطي الفيلم صوتًا للمراهقين الذين يتحدثون عن مستقبلهم ورغباتهم ومخاوفهم.

أما العرض الثاني فهو بعنوان “كذلك، يا لبنان!” وهو معرض فوتوغرافي للفنان فريديريك ستوسين، ويحاول من خلاله وقف الزمن بين مرحلة الطفولة والبلوغ في فترة شهدت الأزمات السياسية والاقتصادية والوباء.

إلى جانب ذلك، تقدم منصة ويبلاي عرض ديابوراما لمجموعة مختارة من الصور التي تم التقاطها كجزء من مسابقة “إيستوار دادوليسانس” (قصص مراهقين).

وسيقترن المعرض الدائم بالعديد من اللقاءات والعروض التي ستجمع بين الفنانين والمهندسين المعماريين المشهورين. وتسلط سلسلة العروض والمناقشات الضوء على قدرة بيروت على إعادة ابتكار ذاتها من خلال المهندسين المعماريين الذين يطمحون إلى رؤية مستقبلية لها، والفنانين الذين يستوحون منها، والمراهقين الذين يحلمون بها.

وفي هذا الإطار، افتتح مدير فرقة مسرح “لا ماشين” المتجّول فرانسوا ديلاروزيير، معرضا بعنوان “ماشين دو فيل“، عرض فيه آلات المدينة والهندسة المعمارية المتنقلة والضخمة التي تهدف إلى تنشيط المساحة الحضرية.  بعد الافتتاح جرى نقاش حول أزمة الأماكن العامة في المدن التي صممها ديفيد مانجين وساندرا فريم من أجل السيارة، وأدارته المهندسة المعمارية والقيمّة الفنية على المعرض هالة يونس.

15