بيرهوف يؤكد استمرار الثقة في المدرب يواخيم لوف

مني المنتخب الألماني بأكبر هزيمة على الإطلاق منذ 89 عاما، وذلك بسقوطه الكبير على يد مضيفه الإسباني على ملعب لا كارتوخا، في ختام مشوار الفريقين بدور مجموعات دوري أمم أوروبا. وأججت هذه الهزيمة الثقيلة الانتقادات الموجهة لمدرب المانشافت، يواخيم لوف، خاصة لإصراره على استبعاد نجمي بايرن ميونخ توماس مولر وجيروم بواتينغ.
برلين- أكد أوليفر بيرهوف، مدير الاتحاد الألماني لكرة القدم، أن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (المانشافت) لا يزال يحظى بثقة الاتحاد رغم الهزيمة الثقيلة 0-6 التي مني بها المنتخب أمام نظيره الإسباني في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة بدوري القسم الأول في بطولة دوري أمم أوروبا، ليتأهل المنتخب الإسباني إلى نهائيات البطولة التي تقام في أكتوبر 2021. وهذه هي أسوأ هزيمة للمنتخب الألماني منذ نحو تسعة عقود وبالتحديد منذ عام 1931.
وقال بيرهوف في تصريحات صحافية “الثقة موجودة. هذه المباراة لن تغير أي شيء” في إشارة إلى أن الاتحاد لم يفقد الثقة في لوف الذي يقود الفريق منذ 14 عاما ومني في هذه المباراة بأسوأ هزيمة له خلال قيادته للفريق.
ورفض لوف نفسه التعليق على الاستفسارات بشأن مستقبله مع الفريق وما إذا كانت هذه الهزيمة وضعت استمراره مع الفريق على المحك. وقال لوف في المؤتمر الصحافي بعد المباراة “إذا كان علي أن أقلق بشأن مستقبلي، عليكم أن تستفسروا من الآخرين عن هذا الأمر”.
ويرى بيرهوف أن عملية استعادة توازن الفريق ستأخذ بعض الوقت بعدما مني المانشافت بثاني أسوأ هزيمة في تاريخه. وقال بيرهوف “أولا، يتعين التخلص من آثار هذه الهزيمة. سيأخذ هذا بعض الوقت. بشكل ما، كل شيء سار بشكل خاطئ”.
وهذه هي ثاني أكبر هزيمة وثالث أكبر حصيلة من الأهداف في مرمى المانشافت على مدار تاريخه الذي شهد خوض 968 مباراة حتى الآن، حيث كانت أسوأ هزيمة سابقة للفريق عندما خسر 0-9 أمام المنتخب الإنجليزي في 1909 كما خسر الفريق أمام المنتخب المجري 3-8 في دور المجموعات لبطولة كأس العالم 1954. وطالب بيرهوف باعتبار هذه الهزيمة وحيدة من نوعها وأنه يتعين على الفريق أن يتعلم منها.
وردا على سؤال حول استمرار لوف في منصبه حتى بطولة أوروبا، قال بيرهوف “نعم بكل تأكيد. هذه المباراة لن تغير شيئا. لا نزال نثق في يواخيم لوف ولا شك في ذلك”. وأضاف “مع المنتخب الوطني، يجب التفكير والتحليل من بطولة إلى أخرى. نريد تحقيق أشياء ممكنة في بطولة أوروبا العام المقبل”.
وكان من المفترض إقامة بطولة أوروبا في منتصف العام الجاري لكن البطولة تأجلت إلى 2021 بسبب جائحة كورونا. واحتاجت ألمانيا إلى التعادل فقط للتأهل إلى قبل نهائي دوري الأمم لكن الهزيمة منحت إسبانيا صدارة المجموعة والتأهل للدور الأخير.
محل شك
على غرار صحيفة “بيلد”، شكّكت وسائل الإعلام الألمانية في بقاء مدرب منتخب كرة القدم في منصبه الذي يحتله منذ العام 2006. وذكّر موقع بيلد اليومية الرياضية الأكثر متابعة في البلاد، بودية خسرتها ألمانيا ضد النمسا 0-6 “عانى المنتخب الوطني أسوأ هزيمة له منذ 1931”.
وتابعت “قبل سبعة أشهر فقط من كأس أوروبا، يتعيّن على الاتحاد الألماني لكرة القدم الإجابة على هذا السؤال: هل يواخيم لوف هو الرجل المناسب لهذه البطولة؟ هل يمكننا الوثوق به لوضع الفريق على سكة النجاح في كأس أوروبا؟”. وأسف موقع “سبورت 1” من “الفرص النادرة التي حصلت عليها ألمانيا في الدقائق التسعين في إشبيلية. شاهد لوف تقطع أوصال تشكيلته المفترض أن تكون قوية”.
وتوقّع موقع “إكسبرس” أن “فضيحة إشبيلية ستكون لها تداعيات.. هل لا يزال يواخيم لوف المدرب المناسب للمنتخب الوطني؟ أجاب بعد المباراة: ‘هل يجب أن أبحث عن وظيفة جديدة؟ لا يجب طرح هذه السؤال عليّ أنا”.
وبالنبرة عينها، كتبت صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” واسعة الانتشار في ميونخ “جاءت هذه المباراة مع إسبانيا لتؤجج نقاشا أطلقه أوليفر بيرهوف (مدير المنتخب) حول موضوع: ‘كم بقي من الوقت مع يواخيم لوف؟”. ومباشرة على قناة “آ.أر.دي” الناقلة للمباراة، لم يتضامن قائد الوسط السابق باستيان شفاينشتايغر مع مدربه السابق الذي تمتع معه بعلاقة طيبة. ولم يخف رغبته في عودة الثلاثي توماس مولر وجيروم بواتينغ وماتس هوملس الذين استبعدهم لوف بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال 2018.
وقال “شفايني”، المتوج مع لوف بلقب مونديال 2014، “هذا منتخب ألمانيا، يجب أن يجمع أفضل اللاعبين. للمدرب رأيه، لكن أنا أختلف معه. في مباريات مماثلة تحديدا، افتقدنا للاعبين قادرين على التواصل والضرب على الطاولة”. آراء نقدية مماثلة عبرت عنها وسائل الإعلام الألمانية، على غرار “تاغيتسايتنوغ” في ميونخ “استسلمت تشكيلة لوف وتلقت خسارة تاريخية أمام إسبانيا المذهلة”.
تغييرات مرتقبة
أبدى لوثار ماتيوس ويورغن كلينسمان ومسعود أوزيل، الذين سبق لهم التتويج بلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني لكرة القدم، تأييدهم لعودة واحد على الأقل من الثلاثي المستبعد من قائمة المنتخب. ورغم تلقي المنتخب الألماني أسوأ هزيمة، يبدو يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني آمنا في منصبه. لكنه واجه انتقادات مكثفة بشأن قراره بالاستبعاد النهائي لتوماس مولر وجيروم بواتينغ لاعبي بايرن ميونخ وماتس هوملز لاعب بوروسيا دورتموند، من قائمة المنتخب منذ فترة.
وقال لوثار ماتيوس، المتوج مع المنتخب بلقب كأس العالم 1990، “لم أر من قبل مثل هذا الإخفاق التام. ستكون هناك المزيد من النقاشات بشأن هوملز وبواتينغ. أنت بحاجة إلى قادة مثلهما بعد مثل هذه الهزيمة. وعند الحديث عن قيادة الفريق، يجب أن يشمل مولر أيضا”.
يواخيم لوف يرفض التعليق بشأن مستقبله مع الفريق وما إذا كانت هذه الهزيمة وضعت استمراره مع الفريق محل شك
وكذلك أبدى لاعب المنتخب السابق أوزيل، الذي اعتزل اللعب الدولي في 2018 بعد الجدل الذي أثير حول الاجتماع والتقاط الصور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغبته في عودة أحد زملائه في المنتخب المتوج بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل. وقال أوزيل “حان الوقت لعودة جيروم بواتينغ”.
وصرح كلينسمان المتوج مع المنتخب بلقب كأس العالم 1990 والمدير الفني السابق له، بأن افتقاد القيادة على أرض الملعب كان أبرز مشكلة، وقد يشكل مولر الحل لذلك. وذكر كلينسمان “ليست هناك حاجة لمدرب جديد”.
وأضاف “علامة الاستفهام الأبرز تتمثل بالتأكيد في القيادة داخل الملعب. من هو القائد الفعلي للمنتخب؟، لا أحد باستثناء مانويل نوير باعتباره حارس مرمى، اتخذ هذه الخطوة خلال آخر عامين”.