بيرنرز لي يدعو لإنهاء الإساءة للنساء على الإنترنت

لندن – صرح مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية تيم بيرنرز – لي الخميس بأن هناك حاجة إلى تحرك عالمي لمنع الإساءة المنتشرة عبر الإنترنت إلى النساء والفتيات من إعاقة المساواة العالمية بين الجنسين.
ودعا بيرنرز – لي الحكومات وقادة الأعمال إلى التعاون على وقف “اتجاه خطير… لا يجدي نفعا للنساء والفتيات”.
وكتب في مقال بمناسبة الذكرى السنوية الـ31 لاختراع شبكة المعلومات العالمية “أحرز العالم تقدما مهما بشأن المساواة بين الجنسين بفضل الدفعة المستمرة للأبطال الملتزمين في كل مكان”.
واستشهد بيرنرز – لي (64 عاما) ببحث يشير إلى أن أكثر من نصف اليافعات “مررن بعنف عبر الإنترنت” بما في ذلك التحرش الجنسي بهن وإرسال رسائل تهديد لهن أو مشاركة صورهن الخاصة دون موافقتهن.
يأتي هذا التحذير بعد عام من إطلاق بيرنرز – لي لـ“عقد الإنترنت”، وهو خطة عمل عالمية لإنقاذ الويب من القوى التي تهدد بسحب العالم إلى “ديستوبيا رقمية”. وقال إنه دون معالجة الانتهاكات المعادية للمرأة على الإنترنت، لا يمكن تحقيق أهداف العقد.
وتقول رسالة بيرنرز – لي “إن الأمر متروك لنا جميعًا لجعل الويب يعمل لصالح الجميع”. وتضيف “يتطلب ذلك اهتمام جميع الذين يشكلون التكنولوجيا، من الرؤساء التنفيذيين والمهندسين إلى الأكاديميين والمسؤولين الحكوميين”.
وسلط بيرنرز – لي الضوء على ثلاثة مجالات تحتاج إلى اهتمام “عاجل”، وفق تعبيره. يتمثل المجال الأول في الفجوة الرقمية التي تبقي أكثر من نصف نساء العالم بلا اتصال بالإنترنت، ويرجع ذلك أساسا إلى أنه مكلف للغاية، أو أنهن لا يستطعن الوصول إلى المعدات أو لا يمتلكن المهارات اللازمة لاستخدامها.
أما المجال الثاني، وفق بيرنرز – لي، فهو الأمان على الإنترنت. ووفقًا لمسح أجرته مؤسسته “ويب فونداشيون”، تعرض أكثر من نصف الشابات للعنف عبر الإنترنت، بما في ذلك التحرش الجنسي والتهديد عبر الرسائل ومشاركة الصور الخاصة دون موافقة.
وتعتقد الغالبية العظمى من الفتيات اليافعات أن المشكلة تزداد سوءًا. ويأتي التهديد الثالث من أنظمة الذكاء الاصطناعي سيئة التصميم التي تؤدي إلى تفاقم التمييز. ويقول بيرنرز – لي “تعمل عدّة شركات بجد لمعالجة هذا التمييز. ولكن ما لم يخصصوا الموارد وينوعوا الفرق لتخفيف التحيز، فإنهم يخاطرون بتوسيع التمييز بسرعة وعلى نطاق لم يسبق له مثيل”.
وقالت أماليا توليدو -وهي محامية وناشطة في مؤسسة “فونداشيون كاريزما” (مجموعة مقرها كولومبيا تضغط من أجل إنترنت أكثر أمانًا)، “تتعرض الغالبية العظمى من المدافعات عن حقوق المرأة والصحافيات للإساءة”.
وتضيف “إذا كن يتحدثن عن قضايا ملحة في البلاد، أو يتساءلن عن الوضع الراهن، أو يستنكرن ما تفعله الدولة، فسوف يتلقين الكثير من الهجمات المنسقة من المتصيدين”. وتابعت “حتى آراؤهن لا تُناقش”.
ودعا بيرنرز – لي الشركات والحكومات إلى معالجة إساءة استخدام الإنترنت كأولوية قصوى هذا العام. وقال إن هناك حاجة إلى جمع المزيد من البيانات المتعلقة بتجارب النساء عبر الإنترنت، في حين يجب تصميم جميع المنتجات والسياسات والخدمات بناءً على البيانات وردود الفعل من النساء من جميع الخلفيات، حاثا الحكومات على تعزيز القوانين التي تحاسب المسيئين عبر الإنترنت، والجمهور على التحدث كلما رأى انتهاكات على الإنترنت.