بيتهوفن ضيف دمشقي احتفالا بذكرى ميلاده

احتفالات عشاق الموسيقى بمرور 250 عاما على ميلاد الموسيقي الألماني الشهير بيتهوفن المتمرد الأصم، تجاوزت حدود موطنه الأصلي ألمانيا ورمت بظلالها على الأنشطة الثقافية في العالم العربي.
دمشق – تتواصل في دمشق فعاليات الاحتفاء بالموسيقار العالمي لودفيغ فان بتهوفن، وتستمر على مدار العام حيث ستقدم العديد من الحفلات الموسيقية بمشاركة العديد من الفرق والشخصيات الفنية السورية والعربية.
وقال أندريه معلولي، مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق)، عن ذلك “الحدث في عام 2020 هو الاحتفاء عالميا بذكرى ميلاد هذا الموسيقي العبقري، وهنالك تنسيق دولي بإقامة فعاليات ومعارض ومتاحف تخص هذه المناسبة. ونحن في أوبرا دمشق سنكون ضمن هذه الفعالية الكبرى”.
وأضاف “كانت البداية اليوم مع الفنان زركلي الذي قدم مقطوعات بالعزف على البيانو منفردا وكذلك مع الفرقة السيمفونية، وستكون هنالك بعد أيام حفلة موسيقية كبرى للفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، ستقدم فيها تآليف للفنان بيتهوفن. وسوف ننظم مسابقة عزف موسيقي ضمن إطار الفعالية. والفكرة من العمل هي مشاركة أوبرا دمشق في تظاهرة موسيقية عالمية تحتفي بقمة موسيقية عملاقة كان لها تأثير كبير على الموسيقى في العالم كله”.
وعن فكرة وجود زركلي في افتتاح هذه الفعالية الموسيقية التكريمية وهو العازف السوري العالمي على آلة البيانو قال “زركلي قامة موسيقية وهو موسيقي خبير بما يقدمه في حفلاته، كانت خياراته في البرنامج الذي سيقدمه واضحة وجاهزة، فأردنا أن نبدأ الاحتفالية بقوة وكان هذا الحفل الجميل”.
وقدم زركلي في القسم الأول مجموعة من المصنفات الموسيقية على آلة البيانو في عزف منفرد (سوناتات وباغاتيلات)، وقدم إيقاعات مختلفة هادئة حينا وحيوية حينا آخر. القسم الثاني بدأه بمعزوفة منفردة على البيانو (ست لحظات عابرة)، ثم ألحقه بالكونشرتو الرابع للبيانو والأوركسترا الذي بين فيه أن بيتهوفن ألفه بين عامي 1805 و1806 ثم قدمه في حفل خاص به بعد عام واحد وقاد الفرقة بنفسه.
وفي هذا الكونشرتو يخالف بيتهوفن المعنى الدلالي للموسيقى الآلية الجماعية، بحيث تكون العلاقة بين العازف والفرقة ندية تعتمد على الحالة التصاعدية في بناء حوار موسيقي متصاعد وليس مجرد كون الفرقة سندا للعازف الأساسي. هذا الكونشرتو قفزة تطويرية هامة في البعد الفلسفي للتأليف الموسيقي.
وستقام كذلك في أبوظبي العديد من الفعاليات المحتفية بالمناسبة.
ولم يكن لودفيغ فان بيتهوفن الذي يحتفي العالم في العام الجاري بمرور مئتين وخمسين عاما على ميلاده بالموسيقي العادي والشخصية الفنية العابرة، بل كان وضعا جديدا أوجد عصرا موسيقيا جدل باسمه.
بيتهوفن الذي ولد في مدينة بون الألمانية عام 1770 ومات في فيينا عام 1827 وبما يحمله من عبقرية موسيقية متمردة وذهنية خاصة وطباع غريبة، حقق وجودا طاغيا في تاريخ الموسيقى البشرية.
وفي ذكرى ميلاده تحتفي الفعاليات الفنية في العديد من دول العالم به، وكان الأهم وطنه ألمانيا التي خصصت العديد من المعارض والحفلات الفنية التي تفوق ميزانيتها الخمسين مليون دولار ستنفذ من خلالها ترميما لعدد من البيوت التي سكنها في حياته في فيينا وألمانيا، كما ستنظم العديد من الحفلات التي تشارك بها فرق سيمفونية شهيرة وعازفون ومغنون عالميون.