"بي.بي.سي فارسي" و"إيران إنترناشونال" على القائمة الإيرانية للإرهاب

برلين - قررت إيران إدراج قناتين إخباريتين بالفارسية مقرهما لندن على قائمتها للكيانات الإرهابية، بسبب نقلهما الاحتجاجات المستمرة في البلاد، وهما قناتا “بي.بي.سي فارسي” و”إيران إنترناشونال”.
وقال كاظم غريب عبادي مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية “لا بد من إدراج قناتي ‘بي.بي.سي فارسي’ و’إيران إنترناشونال’ ومنظميهما على قائمة الإرهاب”.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” عن غريب عبادي قوله إن القناتين شجعتا على الإضرابات العنيفة بتغطيتهما ولذلك فهما مسؤولتان عن “أعمال إرهابية” وتدمير منشآت عامة.
وتنقل شبكة “إيران إنترناشونال” للعالم تغطية حصرية لاحتجاجات الإيرانيين تعتمد على مقاطع الفيديو التي يرسلها لها الإيرانيون، بينما يتهم النظام الإيراني السعودية بتمويلها.
وقالت وكالة أنباء “فارس” في مقال عنوانه “إيران إنترناشيونال وحلم تقسيم إيران” “في السنوات الأخيرة استغل الإعلام السعودي الذي يحمل اسم إيران كل جهوده لزيادة الاستياء والضغط على الناس وتقسيم إيران”.
وسبق أن طالب عضو البرلمان الإيراني محمد تقي نقد علي وزارة الخارجية والقضاء الإيراني بمقاضاة القناة وقال “حتى لا يظنوا أنه لا يوجد من يحاسبهم، فالنظام الذي يحظى بدعم الشعب لن يمر دون أن يحاسبهم على أفعالهم”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأسبوع الماضي أنها فرضت عقوبات على عدد من المؤسسات والأفراد في بريطانيا، منها المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني، ومقر الاتصالات الحكومية البريطانية، وشركة “فولنت ميديا”، وقناة “إيران إنترناشونال”، بسبب تغطية الاحتجاجات في إيران.
وتشمل العقوبات الإيرانية حظر إصدار التأشيرات واستحالة دخول الأشخاص والمؤسسات المشمولين بالعقوبات إلى إيران، ومصادرة ممتلكاتهم وأصولهم في الأراضي الإيرانية، وحجب حساباتهم المصرفية في النظام المالي والمصرفي لإيران.
ويأتي هذا التصنيف للقناتين بعد محاولات سابقة لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين في القناتين، فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان “لأكثر من عقد من الزمن، شنت إيران حملة مضايقة وترهيب ضد صحافيي ‘بي.بي.سي نيوز الفارسية’ وعائلاتهم في إيران”. وأوضحت أن ذلك “يشمل تهديدات بالقتل ضد صحافيين من ‘بي.بي.سي’ وعائلاتهم في لندن، وتجميد أصول ومضايقات وهجمات ذات طابع جنسي ضد صحافيات عبر الإنترنت”.
وأردفت أنه “تم اعتقال أفراد عائلاتهم في إيران بشكل تعسفي في ظروف مهينة واستجوابهم وأمرهم بإخبار أقاربهم بالتوقف عن العمل في ‘بي.بي.سي’، وتعرضوا لأشكال أخرى من التمييز، لأن أقاربهم يعملون” في الهيئة البريطانية.
وأكد هذه الأنباء، تقرير لخبراء في الأمم المتحدة نشر في مارس 2020، أن موظفي الشبكة واجهوا ترهيبا من قبل النظام، بما في ذلك تهديدات بالقتل ضد أقاربهم المقيمين في إيران.
العقوبات الإيرانية تشمل حظر إصدار التأشيرات واستحالة دخول الأشخاص والمؤسسات المشمولين بالعقوبات إلى إيران، ومصادرة ممتلكاتهم وأصولهم في الأراضي الإيرانية
ولدى الخدمة الفارسية للشبكة جمهور عالمي يبلغ أسبوعيا نحو 22 مليون شخص، بينهم 13 مليونا تقريبا في إيران، التي حظرت القناة على أراضيها.
أما صحافيو إيران انترناشيونال فقد أعلنت وزارة الإعلام الإيرانية في ديسمبر 2018 مصادرة ممتلكات موظفيها في إيران وهددتهم بملاحقات دولية بحقهم.
ووصف الإعلان أنشطة شبكة “إيران إنترناشيونال” وموظفيها بأنها نموذج للتعاون مع “أعداء الجمهورية الإسلامية” و”الإرهابيين” واتهم هذه الشبكة بـ”التحريض” و”تضخيم الأزمة في مناطق مختلفة” من إيران.
وفي نوفمبر 2019، وأثناء احتجاجات ذلك العام التي اندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين، أعلنت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية تجميد أموال موظفي قناة “إيران إنترناشيونال” في الداخل، مؤكدة أنهم يتلقون تمويلا من دولة أجنبية للعمل على “تحريض الجمهور”. وأفادت الاستخبارات الإيرانية باعتقال مواطنين كانوا على علاقة مع القناة، ويرسلون لها لقطات فيديو.
وأدت وفاة مهسا أميني (22 عاما) الكردية - الإيرانية وهي محتجزة لدى الشرطة إلى نشوب احتجاجات على مستوى البلاد قبل خمسة أسابيع.