بي.بي.سي ترفض انتقادات البيت الأبيض لتغطيتها أحداث غزة

لندن - نفت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي اتهامات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بالانحياز لرواية حماس في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة، عند نشرها تقريراً عن عدد القتلى في استهداف موقع لتوزيع المساعدات الأحد الماضي.
وقال متحدث باسم بي.بي.سي “إن الادعاء بأن الهيئة حذفت خبراً بعد مراجعة اللقطات خاطئ تماماً. لم نحذف أي خبر، ونتمسك بمصداقيتنا الصحفية،” وفقاً لصحيفة تليغراف.
وأضاف المتحدث “تم تحديث قصصنا الإخبارية وعناويننا الرئيسية حول حادثة مركز توزيع المساعدات الأحد على مدار اليوم، بأحدث أرقام القتلى كما وردت من مصادر مختلفة.”
وجاء رد بي.بي.سي، بعد أن قالت ليفيت، في مؤتمر صحفي إن المسؤولين الأميركيين يحاولون التحقق من تقارير إطلاق القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون استلام المساعدات، ثم هاجمت هيئة الإذاعة البريطانية قائلة “خلافاً لبعض وسائل الإعلام، لا نأخذ كلام حماس على أنه حقيقة مطلقة. نفضل التدقيق في كلامهم.. على عكس بي.بي.سي.”
ثم لوحت بنسخة مطبوعة من تقارير نشرت على موقع هيئة الإذاعة البريطانية في اليوم السابق، ووصفت كيف تغيرت العناوين من القول إن دبابة إسرائيلية قتلت 26 شخصاً، إلى إطلاق نار أسفر عن مقتل 31 شخصاً. وأضافت “أوه، انتظر، كان عليهم أن يصححوا ويحذفوا قصتهم بأكملها، قائلين إننا راجعنا اللقطات ولم نتمكن من العثور على أي دليل على أي شيء.”
المتحدثة باسم البيت الأبيض اعتبرت أن بي.بي.سي تأخذ كلام حماس على أنه حقيقة مطلقة بشأن عدد القتلى
وأضافت “لذا سنتحقق من التقارير قبل اتخاذ أي إجراء. وأقترح على الصحافيين المهتمين بالحقيقة أن يفعلوا الشيء نفسه للحد من انتشار المعلومات المضللة حول العالم.”
ورغم تصريحات ليفيت عن حذف الخبر، فإن النسخة النهائية من التقرير موجودة على موقع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث ذكرت أن عدد القتلى بلغ 21.
وأكدت الهيئة البريطانية التزامها الحياد، فيما نقلت عن شهود عيان قولهم إنهم أحصوا عدداً من الجثث على طول طريق الوصول إلى مركز مساعدات في رفح.
وتأتي تعليقات البيت الأبيض بعد حوادث متكررة، شملت مقتل عشرات الفلسطينيين حول مراكز توزيع المساعدات التي تسيطر عليها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة جديدة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث اتُهمت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على المدنيين.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية بشكل منفصل تقريراً على موقع “بي.بي.سي.فيرفي” قالت فيه إن مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع يُعتقد أنه تم التقاطه في أعقاب إطلاق النار عند مركز تقديم المساعدات، لكن يعود إلى مكان وزمان مختلفين.
ويُعد هجوم متحدثة البيت الأبيض، أحدث انتقاد لتغطية بي.بي.سي للصراع، ففي الشهر الماضي، أبرز برنامج “توداي” على قناة بي.بي.سي تصريحاً لتوم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن 14 ألف رضيع في غزة قد يموتون خلال 48 ساعة.
ولاحقاً، أصدرت الهيئة تصحيحاً، عندما اتضح أن الرقم كان تقديراً لعدد الأطفال المعرضين لخطر “سوء التغذية الحاد” بحلول مارس من العام المقبل.