بيان للاتحاد الأوروبي يستفز المجلس الانتقالي الجنوبي

إصدار الكتلة الوزارية التابعة للمجلس الانتقالي بيانا منفصلا يعكس عمق الأزمة داخل حكومة معين عبدالملك وقد تتجه الأمور إلى تقديم هذه الكتلة لاستقالتها.
الجمعة 2022/12/16
مجلس القيادة الرئاسي مهدد بالتفكك

عدن (اليمن) – انتقد المجلس الانتقالي الجنوبي الخميس بيانا صادرا عن الاتحاد الأوروبي، لمّح فيه إلى وجود دور سلبي للمجلس الانتقالي في ترسيخ استقرار مجلس القيادة الرئاسي.

وقالت الكتلة الوزارية للمجلس الانتقالي الجنوبي في بيان “نتابع باهتمام بالغ ما جاء في البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي، والبيان الحكومي المؤيد له دون توافق أو ترو”.

وشدد البيان على “احترام الكتلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تعبر عن أسفها لما جاء في بيانه من إشارات سلبية حول ما يشاع من تباينات داخل مجلس القيادة الرئاسي، والتلميح السلبي إلى دور ممثل شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وأضاف أن “الكتلة الوزارية للمجلس الانتقالي الجنوبي ومؤيديها من الوزراء الجنوبيين حرصوا كل الحرص منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة على الحفاظ على التجانس والانسجام داخل الحكومة والعمل بروح الفريق الواحد لضمان توفير الأمن والاستقرار وانسيابية الخدمات رغم كل الصعوبات والعراقيل”.

وأشارت الكتلة إلى أن “هناك جهات استغلت علاقاتها والثقة التي منحت لها لكي تقدم معلومات مغلوطة ولا تخدم الشراكة التي تأسست على مداميكها حكومة المناصفة”.

ويرى متابعون أن إصدار الكتلة الوزارية التابعة للمجلس الانتقالي بيانا منفصلا يعكس عمق الأزمة داخل حكومة معين عبدالملك، غير مستبعدين أن تتجه الأمور إلى تقديم هذه الكتلة لاستقالتها.

وأعرب المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري في وقت سابق عن رفضه لأي تصريحات أو تلميحات من شأنها الإضرار بتماسك مجلس القيادة الرئاسي والإخلال بالشراكة التي نتجت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي.

وأكد الكثيري “على ضرورة احترام القضايا الوطنية والسياسية التي قامت عليها الشراكة، وفي طليعة ذلك قضية شعب الجنوب وحقه في الاستقلال”. وكان الاتحاد الأوروبي أصدر الاثنين الماضي بيانا شدد فيه على أنه “ملتزم بسلامة ووحدة الأراضي اليمنية وبالحاجة إلى تسوية شاملة”.

الخلافات في المجلس القيادي الرئاسي تنحصر بين المجلس الانتقالي الجنوبي وغريمه حزب الإصلاح الذي يرى أنه أبرز المتضررين من التغييرات

وقال الاتحاد في بيانه إنه “يدعم جهود الرئيس رشاد العليمي ويدعو جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الإقرار بالأهمية الجوهرية لوحدة مجلس القيادة الرئاسي من أجل السلام المستدام في اليمن”. ورحبت الحكومة اليمنية ببيان الاتحاد الأوروبي الذي دعا أيضا إلى ضرورة تمديد الهدنة، فيما أعلن الحوثيون رفضهم للبيان.

ويشهد اليمن حربا مستمرة بين الحكومة المدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.

وهناك خلافات بين مكونات المجلس القيادي الرئاسي الذي تشكل في أبريل الماضي برعاية خليجية ودعم دولي. وتنحصر هذه الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وغريمه حزب الإصلاح الذي يرى أنه أبرز المتضررين من التغييرات التي جرت.

ويرى مراقبون أن اندفاعة المجلس الانتقالي الجنوبي في الاستفادة قدر الإمكان من الوضع الجديد، لعبت دورا سلبيا داخل مجلس القيادة، وأنه على المجلس الانتقالي التخفيف من هذه الاندفاعة واعتماد سياسة المراحل إذا ما أراد لمشروعه أن يتحقق.

3