بوينغ تنتزع صفقة طائرات للسعودية من أيرباص

الرياض – استطاع عملاق صناعة الطيران شركة بوينغ الأميركية الفوز بصفقة لبيع طائرات جديدة لشركة طيران أديل السعودية، بعد منافسة شرسة مع شركة أيرباص الأوروبية.
وستتمكن طيران أديل، ثالث أكبر مشغل جوي وأحدث طيران اقتصادي في السعودية، بهذه الصفقة من الدخول في سوق الطيران المحلي بقوة عبر تعزيز أسطولها بطائرات من نوع 737 ماكس ليبلغ العدد 38 طائرة.
ويقول محللون إن الصفقة ستعطي دفعا قويا لتطوير قطاع النقل الجوي السعودي، لا سيما وأنها تندرج ضمن استراتيجية التحول الوطني التي أطلقتها الرياض قبل عامين ونصف العام.
وقالت بوينغ في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنها “عقدت صفقة مع شركة فلاي أي ديل، التابعة للخطوط السعودية، لبيعها 30 طائرة من طراز 737 ماكس ذات الممر الواحد بنحو 3.49 مليار دولار”.
وكانت وكالة رويترز قد نسبت للرئيس التنفيذي للشركة، كون كورفياتيس، قوله الشهر الماضي إن “طيران أديل تستهدف البت في طلبية لشراء 30 طائرة أي 320 نيو من أيرباص أو بوينغ 737 ماكس بنهاية ديسمبر”.
وذكرت بوينغ أنه في حين تشغل فلاي أي ديل طائرات أيرباص جديدة من طراز أي 320 نيو تقول الشركة السعودية، التي تأسست في أبريل 2016، إنها اختارت للمستقبل طائرات 737 ماكس.
وتتسع طائرات 737 ماكس لحوالي 189 راكبا، وكلفتها التشغيلية أقل بنسبة 8 بالمئة من طراز أيرباص أي 320 نيو ولذلك ركزت أديل للرحلات الجوية منخفضة التكلفة على هذا النوع من الطائرات لتعزيز العوائد الربحية السنوية.
وتتفاخر الشركة الأميركية العملاقة بأنها زودت شركات الطيران السعودية منذ 1945 بأسطول متنوع، وأن طائرتها من طراز دي.سي 3، ساهمت في انطلاق قطاع النقل الجوي التجاري للدولة الخليجية.
ويبدو أن الصفقة ستساعد بوينغ في التفوق على منافستها الأوروبية أيرباص في السباق السنوي للطلبيات الجديدة، خاصة وأنها ستعزز مبيعاتها قبل نهاية العام بخمسين طائرة من نفس الطراز إلى شركة غرين أير النيجيرية.
وأعلنت بوينغ، ومنذ إطلاق طائرتها من طراز 737 ماكس، عما يقارب 5 آلاف طلبية شراء من أكثر من 100 شركة حول العالم، في حين أعلنت منافستها الأوروبية أيرباص في ديسمبر الجاري، أنها تلقت بين يناير ونوفمبر الماضيين، 830 طلبية لشراء طائراتها سلمت منها 673 طائرة.
وقال المدير العام للخطوط السعودية صالح بن ناصر الجاسر إن “الطلب على خدمات النقل الجوي في السوق المحلية في المملكة يسجل نموا مطردا، وإن طيران أديل تطمح لتوسيع وجهاتها مستقبلا لتغطية أسواق خارج السعودية”.
وتريد الرياض توسعة قطاعي الطيران المدني والسياحة في أعقاب النجاح الذي حققته جارتها الإمارات بشركتيها العملاقتين الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي وطيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي من أجل اللحاق بهما ومنافستهما في السوق، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل وعلى مستوى العالم أيضا خاصة بعد انحسار زخم الخطوط الجوية القطرية.
وانطلقت رحلات شركة طيران أديل السعودية الناشئة، التي توفر نحو 400 فرصة عمل داخل البلاد في شهر سبتمبر العام الماضي، بهدف دعم القطاع السياحي ضمن خطة التنويع الاقتصادي.
وكانت شركة دبي لصناعة الطيران قد سلمت في أغسطس 2017 أول طائرة أيرباص أي 320 نيو لشركة فلاي أديل من ضمن أسطول ضم 8 طائرات فقط.
وشكلت الاتفاقية الأولية للاستحواذ على تلك الطائرات من شركة أيرباص بمثابة لبنة أولى وقاعدة أساسية لأسطول الشركة، حيث أسهمت بجدارة في انطلاق ونمو العمليات التشغيلية طيلة العام الحالي.
ويتوقع كورفياتس أن يرتفع عدد طائرات أسطول طيران أديل إلى 50 طائرة بحلول عام 2023، الأمر الذي سيمكن الشركة من التوسع أكثر في عمليات التشغيل من خلال فتح وجهات جديدة، إضافة إلى زيادة عدد الرحلات بين الوجهات الحالية.
ونجحت طيران أديل في نقل مليوني مسافر خلال 13 شهرا منذ بداية انطلاقتها، إذ شهدت الشركة ارتفاعا مطردا في إقبال المسافرين، مدعومة بشبكة رحلات داخلية متنامية، فضلا عن تقديم أسعار تنافسية لتلبية الطلب المتزايد على خيارات السفر الاقتصادية داخل السعودية.
واعتبر الرئيس التنفيذي لطيران أديل نقل ذلك العدد من المسافرين على متن حوالي 15 ألف رحلة جوية خلال حوالي 400 يوم، رقما قياسيا غير مسبوق على مستوى شركات الطيران الناشئة في البلاد.
وتشغيل الشركة 56 رحلة يومية، وبحسب الخطط المستقبلية للشركة فهي تبحث عن المزيد من التوسع لوجهات جديدة خلال الفترة المقبلة وإضافة محطات دولية.
وكانت شركة طيران ناس للرحلات المتدنية الكلفة المملوكة لرجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال قد أبرمت في يناير العام الماضي صفقة بقيمة تقدر بنحو 8.6 مليار دولا لتعزيز أسطولها بستين طائرة من أيرباص أي 320 نيو.