بوينغ تراهن على سبيريت لإنقاذها من ورطة التعثر في المنافسة

نيويورك - أعاد عملاق تصنيع الطائرات الأميركية بيونغ ضم شركة سبيريت إيروسيستمز المتخصصة في إنتاج مكونات الطائرات، في محاولة للخروج من ورطة مشاكل السلامة التي تعاني منها بعض الطرز مع العمل تحسين جودة طرزها التي باتت تحت المراقبة.
وستؤدي الصفقة البالغ 4.7 مليار دولار، التي تخضع للموافقات التنظيمية، إلى تفكك سبيريت، مع بعض أصول المورد الذي يقع مقره في كانساس، بينما ستعمل بوينغ على حل بعض القضايا العالقة بما في ذلك أعمال أيرباص التي قد تتضرر نتيجة ذلك.
وتشكل التحركات المزدوجة بمثابة تفكك عبر المحيط الأطلسي لأكبر شركة مستقلة لتصنيع هياكل الطائرات في العالم، والتي تفرعت لتصنيع قطع غيار للمصنع الأوروبي أيرباص وغيرها منذ أن انفصلت عنها بوينغ قبل ما يقرب من عقدين من الزمن.
وانفصلت سبيريت، الشركة المصنعة لسدادات أبواب الطائرات، عن بوينغ في العام 2005 في واحدة من سلسلة من التحركات، التي يقول النقاد إنها كانت رمزا للتركيز على خفض التكاليف على حساب الجودة.
وقالت بوينغ في بيان إن القيمة “الإجمالية للصفقة تبلغ 8.3 مليار دولار شاملة الديون، على أن يحدث تبادل لكل سهم من أسهم سبيريت العادية مقابل ما يتراوح بين 0.18 و0.25 سهم من أسهم بوينغ، وبذلك تقييم أسهم سبيريت بنحو 37.25 دولار للسهم الواحد”
ومن شأن عملية الشراء أن تعكس إستراتيجية شركة بوينغ طويلة الأمد المتمثلة في الاستعانة بمصادر خارجية للأعمال الرئيسية في طائرات الركاب الخاصة بها.
وتعرض هذا النهج لانتقادات لأن المشاكل في سبيريت عطلت إنتاج وتسليم طائرات بوينغ الشهيرة بما في ذلك طائرات 737 و787.
وقال ديف كالهون الرئيس والمدير التنفيذي لبوينغ في بيان نشر في وقت متأخر الأحد الماضي “نعتقد أن الصفقة تصب في مصلحة جمهور الطيران زبائن شركات الطيران وموظفي سبيريت وبوينغ والمساهمين لدينا والدولة على نطاق أوسع”.
وتحاول بوينغ تجاوز عام من الصعوبات، بعدما وصلت المخاوف بشأن السلامة إلى ذروتها بعد انفجار لوحة في يناير الماضي على متن طائرة خطوط ألاسكا الجوية 737 ماكس 9 على ارتفاع 4876 مترا فوق ولاية أوريغون.
وفي حين أدت هذه المشكلة إلى تباطؤ كبير في الإنتاج، ما انعكس على هذه الصناعة عالميا، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بعد فترة وجيزة من ذلك الحادث عن زيادة الرقابة على بوينغ وسبيريت، اللتين زودتا جسم الطائرة بالأنظمة.
وتتعرض بوينغ لضغوط من وزارة العدل الأميركية للاعتراف بالذنب في جريمة الاحتيال فيما يتعلق بحادثي تحطم طائرتين مميتين لطائرتين من طراز 737 ماكس قبل أكثر من خمس سنوات.
4.7
مليار دولار قيمة استحواذ بوينغ على أكبر شركة مستقلة لتصنيع هياكل الطائرات في العالم
وأمام الشركة مهلة حتى نهاية هذا الأسبوع لقبول أو رفض عرض يتضمن موافقتها على مراقب مستقل يشرف على امتثالها لقوانين مكافحة الاحتيال، وفقا لمصادر مطلعة سمعت المدعين الفيدراليين يعرضون تفاصيل العرض المقترح الأحد.
وأقالت سبيريت رئيسها التنفيذي في أكتوبر الماضي واستبدلته باتريك شاناهان، وهو مسؤول تنفيذي سابق في بوينغ شغل منصب وزير الدفاع بالإنابة في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وكشفت الشركة في مايو الماضي أنها ستسرح 450 عاملا في مصنعها في ويتشيتا بسبب تباطؤ الإنتاج منذ حادثة يناير. وكان إجمالي قوتها العاملة يزيد قليلا عن 13 ألف شخص.
وقال شاناهان إن “الجمع بين سبيريت وبوينغ معا سيمكن من تحقيق تكامل أكبر بين القدرات التصنيعية والهندسية لكلا الشركتين، بما في ذلك أنظمة السلامة والجودة”.
وفي علاقة بشكل جزئي مع الصفقة، حددت أيرباص الشروط التي تخطط بموجبها لشراء بعض الأنشطة الخاسرة لسبيريت، وتتضمن تولي الشركة الأوروبية العمل في مصانع تزوّد الأجزاء الرئيسية لطائرات الركاب أي 220 وأي 350.
وستدير أيرباص الأنشطة في 4 مصانع سبيريت في كل من الولايات المتحدة وأيرلندا الشمالية وفرنسا والمغرب، التي تنفذ أعمال بناء الطرازين، كما ستتولى أيضا الأنشطة الصغيرة التي يتم تنفيذها لطائرة أي 220 في ويتشيتا.
وأشار عملاق تصنيع الطائرات الأوروبية في بيان إلى أنه سيعوض عن موافقته على تولي العمل بدفعة قدرها 559 مليون دولار من سبيريت، بينما ستدفع مبلغا رمزيا قدره دولار واحد مقابل الأصول.
وأوضحت الشركة، التي خفّضت الأسبوع الماضي توقعاتها للتسليم والإنتاج بسبب التكاليف واضطراب سلاسل الإمداد، أن الصفقة ستضمن استقرار الإمدادات لبرامج طائراتها التجارية من خلال طريقة أكثر استدامة من الناحية التشغيلية والمالية.
ومن المتوقع أن تستمر المناقشات الأخيرة بشأن الصفقة، على أن تغلق بشكل كامل بحلول منتصف عام 2025، بحسب ما ذكرته بوينغ.