بوينغ تتعرض لانتكاسة جديدة مع تأجيل تسليم طلبيات 787 دريملاينر

نيويورك – تعرض صانع الطائرات الأميركي بوينغ إلى انتكاسة جديدة مع تأجيل تسليم طلبيات من طراز 787 دريملاينر ضمن مسار إعادة ترتيب أوضاعه في السوق التي باتت تهيمن عليه المنافسة الأوروبية أيرباص، ويقول خبراء إن الأمر نتيجة التشدد في الإشراف على أدائها.
ورجحت مصادر في قطاع الطيران أن تظل طائرات دريملاينر متوقفة حتى أواخر الشهر المقبل على أقل تقدير بعد أن رفض منظم هذه الصناعة اقتراح التفتيش الأخير للشركة.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال”، لم تكشف عن هويتها، أنه “من المستبعد أن تستأنف عمليات تسليم طائرات بوينغ من طراز 787 دريملاينر، المعلّقة منذ مايو الماضي قبل نهاية أكتوبر في ظل الخلافات مع هيئة السلامة الأميركية”.
وتم تعليق عمليات تسليم طائرات دريملاينر معظم أشهر العام الماضي، بما في ذلك بين نوفمبر ومارس الماضيين، بعدما كشفت بوينغ عن أوجه خلل في التصنيع. كما أعلنت في يوليو الماضي أنها اكتشفت مشاكل إضافية في مقدّمة الطائرة وتعمل على إصلاحها.
وعقد مسؤولون في بوينغ خلال أغسطس الماضي مع مسؤولين في إدارة الطيران الفدرالية لكن الجانبين لم يتفقا على طريقة لضمان جودة طائرات دريملاينر.
وأفادت إدارة الطيران الفدرالية في بيان أنها “تتواصل مع بوينغ في وقت تعمل الشركة على عرض مدى إمكانية الوثوق بأسلوبها المقترح لفحص عدد من طائرات 787 التي لم تُسلّم بعد”. وتابعت “لن توافق إدارة الطيران الفدرالية على عمليات الفحص قبل نيلها رضا خبراء السلامة التابعين لنا”.
وتعهّدت بوينغ بمواصلة جهودها لاستئناف عمليات التسليم. وقالت في بيان “بينما يؤثر هذا العمل على عملياتنا في الأمد القريب، إلا أنه مسار التحرّك الصحيح وسنواصل استغراق الوقت اللازم لضمان استيفائنا أعلى المعايير”.
وتأتي المشكلة الأخيرة التي ظهرت في طائرات 787 ذات الممرين والمعروفة بـ”دريملاينر” بعد عدة أعطال في طائرات الشركة الأكثر مبيعا وخصوصا 737 ماكس المثيرة للجدل.
عملاق صناعة الطائرات الأميركية واجه مشكلات فنية متراكمة طيلة الأشهر الأخيرة من أعطال كهربائية في قمرة قيادة طائرات ماكس وتشوهات في بدن طائرة 787 وتأخير في تسليم 777 إكس
وواجه عملاق صناعة الطائرات الأميركية مشكلات فنية متراكمة طيلة الأشهر الأخيرة من أعطال كهربائية في قمرة قيادة طائرات ماكس وتشوهات في بدن طائرة 787 وتأخير في تسليم 777 إكس.
ولخص كين هربرت الخبير في مجال الطيران لدى كاناكورد جنويتي في يوليو الماضي ذلك الأمر بالقول إن “بوينغ ولسوء حظها هي حاليا تحت عدسة مكبرة”.
واعتبر أن هذا الوضع له ما يبرره فبعد الحادثين اللذين تعرضت لهما طائرتها الجديدة 737 ماكس في عامي 2018 و2019 كانت شركة سياتل العملاقة محور تحقيقات عديدة.
وتولى رئيسها ديف كالهون في يناير 2020 منصبه وأمامه مهمة صعبة تتمثل في استعادة الثقة بالشركة. وسيتعين عليه أن يشرح موقفه الأربعاء عندما تُنشر النتائج الفصلية للمجموعة، بشأن الانتكاسات الأخيرة.
وأعلنت بوينغ في منتصف يوليو الماضي أنها رصدت عيوبا جديدة في طائرة 787 دريملاينر طويلة المدى كانت كفيلة بتقليل معدلات الإنتاج وتأخير تسليم الطائرة. وكانت المجموعة قد اكتشفت عدة عيوب في التصنيع الصيف الماضي، لاسيما في هيكل الطائرة.
وكانت إدارة الطيران الفدرالية قد حذرت في مايو الماضي بوينغ من أنها قد تطلب المزيد من الرحلات التجريبية قبل التصديق على الطائرة 777 إكس ذات الجسم العريض في المستقبل بسبب نقص البيانات الفنية.
وأدت المشكلات الكهربائية في قمرة القيادة في بعض طائرات 737 ماكس في أبريل الماضي إلى التجميد المؤقت لنحو مئة طائرة تم تسليمها للزبائن. كما تخلفت المجموعة عن تسليم النموذجين الجديدين للطائرة الرئاسية إير فورس وان، بينما تواجه طائرة التموين كي.سي.46 مشكلات عدة.
ويقول المختصون إن هناك أسبابا عديدة وراء هذه المشكلات فهي ربما تفاقمت بسبب الوباء إذ تواجه المجموعة وموردوها المشكلات نفسها المتعلقة بالموظفين والإمداد مثل بقية قطاعات الاقتصاد.
وفي المقابل، يعتقد آخرون أن قرار نقل إنتاج طراز 787 إلى موقع واحد في ولاية ساوث كارولاينا قد يكون تسبب أيضا في حدوث إرباكات بالنسبة إلى صناع الطائرات الأميركي.
وإلى جانب ذلك كله، سلط تقرير برلماني نُشر في سبتمبر الماضي حول حوادث ماكس على تغيير طرأ على ثقافة الشركة بعد الاندماج مع ماكدونيل دوغلاس في العام 1997 مع إيلاء المزيد من الاهتمام للأرباح المالية وبدرجة أقل لحل المشكلات الهندسية.