بومبيو يحمّل وكلاء إيران في العراق فشل تشكيل الحكومة

وزير الخارجية يشدد على ضرورة تخلي الزعماء العراقيين عن نظام المحاصصة الطائفية وتقديم تنازلات تؤدي إلى تشكيل حكومة من أجل مصلحة الشعب العراقي.
الأربعاء 2020/04/29
طائفية إيران سبب مشاكل العراق

واشنطن - تراقب الولايات المتحدة عن كثب تطورات ملف تكليف مصطفى الكاظمي بمهمة تشكيل الحكومة العراقية، والدور السلبي الذي تلعبه الأحزاب العراقية الموالية لإيران في عرقلة حسم هذا الملف الشائك.

وفي الوقت الذي دخل فيه الكاظمي أسبوعه الثالث في محاولة تشكيل حكومة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن على الزعماء العراقيين التخلي عن نظام المحاصصة الطائفية وتقديم تنازلات لمساعدة الكاظمي وتعزيز العلاقة الثنائية بين واشنطن وبغداد.

وحمّل بومبيو بصفة غير مباشرة في تصريحاته وكلاء إيران في العراق مسؤولية الفشل في تشكيل حكومة عراقية جديدة، على خلفية منعها تقدم المفاوضات مع الكاظمي ورغبتها في نيل نصيب الأسد من الكابينة الحكومية.

فيما خولت القوى السنية والكردية رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي صلاحية اختيار المرشحين للوزارات التي تقع ضمن استحقاقها بحرية كاملة.

وتقف القوى الشيعية في العراق حجر عثرة أمام تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن لتحديد أولويات العراق والخروج من عنق الزجاجة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وتصاعد السخط الشعبي من الطبقة السياسية الحاكمة.

وترى الإدارة الأميركية أن النظام الإيراني ووكلائه في العراق يسعون إلى تكليف رئيس حكومة على مقاس نظام طهران ويخدم أهدافه السلطوية في العراق.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في وقت سابق من الشهر الحالي رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، وهو ثالث شخصية تٌكلف بهذه المهمة في غضون عشرة أسابيع فقط، بينما يواجه العراق صعوبات جمة في تشكيل حكومة بعد استقالة الحكومة السابقة العام الماضي إثر احتجاجات عنيفة دامت لأشهر.

وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب في الوقت الذي دخل فيه الكاظمي أسبوعه الثالث في محاولة تشكيل حكومة.

وشدد على ضرورة تخلي الزعماء العراقيين عن نظام المحاصصة الطائفية وتقديم تنازلات تؤدي إلى تشكيل حكومة من أجل مصلحة الشعب العراقي ومن أجل الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق".

Thumbnail

وأضاف وزير الخارجية "يجب على الحكومة العراقية أيضا أن تستمع إلى نداء كثير من عناصر المجتمع العراقي بوضع كل الجماعات المسلحة تحت سيطرة الدولة، ونحن نرحب بالخطوات التي اتخذت في الأيام الماضية في هذا الصدد".

وطيلة الأيام الماضية، منعت القوى السياسية الشيعية الموالية لإيران مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة من التقدم، بعدما اشترطت ترشيح شخصيات لحقائب محددة في كابينة الكاظمي، متذرعة بأن القوى السنية والكردية فعلت الأمر نفسه.

وكشف إصرار هذه القوى على نيل حصة الأسد في كابينة الكاظمي أن الإجماع السياسي الشيعي على تخويل المكلفِ اختيارَ الوزراء، كان مجرد دعاية إعلامية.

وذكرت مصادر سياسية عراقية أن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يقود محور الضغط المقرب من إيران لانتزاع أكبر قدر من وزارات كابينة الكاظمي، يدعمه في ذلك زعيمُ حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وزعيم كتلة السند الوطني أحمد الأسدي وحزبُ الفضيلة الذي يرعاه رجل الدين الشيعي محمد اليعقوبي.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وبغداد، حيث عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من إخفاق القوات العراقية في حماية القوات الأميركية المتمركزة في العراق.

وتعرضت القوات الأمريكية لعدة هجمات صاروخية هذا العام، ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على مسلحين تدعمهم إيران، غداة تصفية قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.