بومبيو: ميليشيات إيران أكبر عائق أمام سلام العراق

بغداد - اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ الهجمات الصاروخية التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد مؤكدا أنها أكبر عائق أمام السلام والازدهار في العراق.
وقال بومبيو في بيان "مرة جديدة تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران بشكل صارخ ومتهور مناطق في بغداد، ما أدى إلى إصابة مدنيين عراقيين".
وأكد أن "نفس الميليشيات التي تستهدف المنشآت الدبلوماسية تسرق موارد الدولة العراقية على نطاق واسع، وتهاجم المتظاهرين والنشطاء السلميين، وتنخرط في أعمال عنف طائفي".
ودعا وزير الخارجية الأميركي العراقيين إلى دعم جهود حكومتهم لتعزيز السيادة في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران وتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات النكراء إلى العدالة وضمان سيطرة الدولة على كل الفصائل المدعومة من إيران.
ويلقي مسؤولون أميركيون باللوم على الفصائل المدعومة من إيران في الهجمات الصاروخية على منشآت أميركية في العراق، بما في ذلك بالقرب من السفارة في بغداد. ولم تعلن أي جماعات مدعومة من إيران مسؤوليتها.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات قرب مجمع السفارة الأميركية ويأتي في خضم توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة قبل أقل من شهر على مغادرة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض.
ويأتي الهجوم كذلك وسط استعدادات عراقية وإيرانية لإحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة أميركية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير الماضي.
وتحولت الساحة العراقية إلى ساحة حرب بالوكالة حيث تتهم واشنطن ميليشيات عراقية موالية لإيران بشن هجمات على قواتها ومصالحها في العراق.
وأكد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي أثناء جولة يجريها في المنطقة الأحد أن بلاده "مستعدة للرد" في حال هاجمتها إيران في الذكرى الأولى لمقتل الجنرال قاسم سليماني.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية (سانتكوم) "نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ونحن مستعدون للرد إن اقتضى الأمر".
وأضاف في اتصال هاتفي من مكان غير محدد في المنطقة "أرى أننا في وضع جيد جدا وأننا سنكون مستعدين، مهما قرر الإيرانيون وحلفاؤهم أن يفعلوا".
وكان الجيش العراقي والسفارة الأميركية في بغداد أعلنا مساء الأحد أن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ كاتيوشا سقطت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية في هجوم استهدف السفارة الأميركية، ما أسفر عن إلحاق أضرار طفيفة بالمجمع.
وقال الجيش إن جماعة "خارجة عن القانون أطلقت ثمانية صواريخ". وأضاف في بيان أن "معظم الصواريخ ضربت مجمعا سكنيا ونقطة تفتيش أمنية داخل المنطقة مما أسفر عن أضرار بأبنية وسيارات وإصابة جندي عراقي".
وهددت واشنطن، التي تخفض قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق تدريجيا، بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المتحالفة مع إيران.
وسُمع في شرق العاصمة العراقية ما لا يقل عن دوي خمسة انفجارات تبعها إطلاق صفارات الإنذار. وبعد لحظات، سُمع صوت إطلاق نيران متتالية وشوهدت أعمدة من التوهجات الحمراء أضاءت سماء المنطقة، ما يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي "سي - رام" الخاص بالسفارة الأميركية تم تفعيله.
وأصدرت قوات الأمن العراقية بيانا ذكرت فيه أن الهجوم أحدث أضرارا مادية لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا. وقال مصدر أمني إن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية فيما أصاب صاروخان آخران أحياء سكنية منفصلة.
وقال عراقي يعيش في مجمع سكني محصّن في الطرف الآخر من الشارع حيث مقر السفارة، إن مبناه أصيب بأضرار، مضيفا دون الكشف عن هويته "الجميع يبكون ويصرخون. زوجتي فقدت أعصابها من كل تلك الأصوات المروعة".
واستُهدفت السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية بالعشرات من الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019.
وحمّل مسؤولون غربيون وعراقيون جماعات متشددة بينها كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران مسؤولية الهجمات.
ووافقت هذه المجموعات في أكتوبر على هدنة مفتوحة، لكن يبدو أن هجوم الأحد يُشكّل ثالث خرق لها.
ووقع الهجوم الأول في 17 نوفمبر وشهد سقوط وابل من الصواريخ على السفارة الأميركية وأجزاء مختلفة من العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل امرأة.
وفي 10 ديسمبر، تم استهداف قافلتين تنقلان معدات لوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في محاربة الجهاديين بعبوات ناسفة.
وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أميركيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات، لكن في خطوة غير عادية، أدانت عدة فصائل هجوم الأحد.
وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على تويتر "ليس من حق أحد استعمال السلاح خارج إطار الدولة". وحتى كتائب حزب الله الجماعة التي تم تحميلها مسؤولية هجمات أخرى، أصدرت بيانا على الإنترنت جاء فيه أن "قصف سفارة الشر في هذا التوقيت يعد تصرفا غير منضبط وعلى الجهات المختصة متابعة الفاعلين وإلقاء القبض عليهم. ندين الرمي العشوائي للثكنة العسكرية في السفارة لما يسببه من تهديد حقيقي على حياة المدنيين".
ولعل الهدف من البيان تهدئة التوتر قبيل الذكرى السنوية الأولى للضربة الأميركية بطائرة مسيرة في 3 يناير الماضي في بغداد التي قتل فيها سليماني والمهندس.
وقال مسؤولون غربيون وعراقيون إنهم يعتقدون بأن إيران تسعى للمحافظة على الهدوء قبيل مغادرة ترامب البيت الأبيض الشهر المقبل.
وانتهج الرئيس الأميركي سياسة "الضغط القصوى" على إيران التي ضغطت أيضا على حلفائها في العراق المجاور.
وصرح مسؤولان عراقيان كبيران في وقت سابق من هذا الشهر بأن البعثة الدبلوماسية الأميركية سحبت بالفعل موظفيها جزئيا بسبب المخاوف الأمنية، ووصفا الخطوة بأنها خفض صغير لأعداد الموظفين بناء على تحفظات أمنية من الجانب الأميركي لا قطيعة في العلاقات الدبلوماسية.