بومبيو في مسقط في خضم جولته لتوسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل

مسقط - أنهى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، جولة في الشرق الأوسط سعى فيها لتشجيع دول عربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات.
وسعى بومبيو في جولته التي قادته إلى البحرين وسلطنة عمان والسودان بشكل خاص إلى حث هذه الدول على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاق التاريخي في هذا الإطار بين الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة، ولكنه بدا وكأنه غادر خالي الوفاض، أقله في الوقت الحالي، حيث لا يبدو أن هذه الدول مستعدة للاقدام على ذلك.
وبحث وزير الخارجية الأميركي مع المسؤولين العمانيين مسألة العلاقات العمانية الأميركية وملفات مجلس التعاون الخليجي وآفاق السلام في المنطقة على خلفية الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واجتمع عند وصوله مسقط، الخميس، مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، لبحث توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر بعد اجتماعه بالسلطان هيثم بن طارق "التقيت اليوم مع سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد لمناقشة أهمية بناء السلام والاستقرار والازدهار عبر مجلس تعاون خليجي موحد".
وأكد بومبيو على امتنانه “لشراكتنا الأمنية القوية والعلاقات الاقتصادية”.
ويعد بومبيو أول مسؤول غربي رفيع يلتقي السلطان هيثم الذي خلف السلطان قابوس الذي توفي في يناير الماضي بعد توليه حكم السلطنة نحو 50 عاما.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء العمانية إنه "خلال المقابلة تم استعراض أوجه التعاون الثنائي القائم بين السلطنة والولايات المتحدة في إطار العلاقات الوطيدة التي تربطهما والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين".
وتندرج الجولة التي يقوم بها بومبيو في عدد من دول الشرق الأوسط في خانة تشجيع دول عربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاق التاريخي في هذا الإطار بين الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة التي زارها لوقت قصير بعد لقاءات في البحرين قبل العودة للمنامة.
ومن المرجح أن تكون سلطنة عمان على رأس البلدان المرشّحة للسير على خطى الإمارات في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
وكانت مسقط قد أعربت عن تأييدها قرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل ودعت إلى ضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أكتوبر 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس في مسقط. وجاءت الزيارة بعد 24 عاما من زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه اسحق رابين. وكانت مسقط رحبت بقرار الإمارات في 13 أغسطس الماضي مؤكدة في ذات الوقت دعمها للفلسطينيين.
وفي وقت سابق تلقى وزير شؤون الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، بعد يوم واحد من اتصال مماثل أجراه الوزير الإسرائيلي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، دشنا فيه فتح خطوط الاتصالات بين البلدين في أول اتصال علني بين سلطنة عمان وإسرائيل منذ إعلان الإمارات الخميس تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
ووصل وزير الخارجية الأميركي سلطنة عمان قادما من الإمارات حيث التقى بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
وكان بومبيو قد بحث في اتصال هاتفي، يوم الثلاثاء مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
كما التقى وزير الخارجية الأميركي بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أكد التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الملك تشديده خلال الاجتماع مع بومبيو على “أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
ويشكّل الموقف البحريني رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب. ويستبعد أن تقدم البحرين، وهي حليف وثيق للسعودية ومقرّ للاسطول الخامس الأميركي، على إقامة علاقات مع إسرائيل من دون مباركة الرياض الرافضة للتطبيع قبل التوصل الى حلّ مع الفلسطينيين.
وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تطبع علاقاتها مع الدولة العبرية بعد مصر والأردن.
أما في السودان، أكدت الحكومة الانتقالية لبومبيو أنها “لا تملك تفويضا” لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، كونها حكومة تدير مرحلة انتقالية يفترض أن تنتهي في العام 2022 بانتخابات تنتج عنها حكومة يمكن أن تنظر في الموضوع.