بومبيو في بروكسل لتشديد الخناق على طهران

واشنطن - على وقع تصاعد التهديدات الإيرانية وما يشكله ذلك من خطر على واشنطن وحلفائها في المنطقة، ألغى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارته المقررة إلى موسكو وتوجه إلى بروكسل من أجل إقناع دول الاتحاد الأوروبي لمزيد الضغط على طهران وتضييق الخناق على أنشطتها التخريبية في المنطقة.
ويأتي ذلك فيما أعلنت الرياض عن تعرض ناقلتين للنفط سعوديتين لعمل تخريبي قبالة السواحل الإماراتية، فيما توجه أصابع الاتهام إلى طهران التي سبقت أن هددت بغلق مضيق هرمز وتعطيل حركة الملاحة في المنطقة.
وعلى ضوء هذه التهديدات عززت واشنطن من حضورها العسكري لحماية حركة الملاحة البحرية والتصدي لأي عمل عدائي من جانب إيران.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن مايك بومبيو، الذي غادر من قاعدة أندروز المشتركة القريبة من واشنطن في طريقه إلى بروكسل، سيعقد محادثات مع مسؤولين أوروبيين بشأن إيران وقضايا أخرى قبل أن يتوجه إلى روسيا.
ويرى متابعون أن زيارة المسؤول الأميركي إلى الاتحاد الأوروبي تهدف بالأساس إلى إقناع دول الاتحاد الأوروبي الخروج من الاتفاق النووي مع إيران لمزيد الضغط وتضييق الخناق على إيران.
من جانبه، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين من خطر اندلاع نزاع "عن طريق الخطأ" في الخليج مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وذلك بعد تعرض عدة سفن لأعمال "تخريبية" قبالة سواحل الإمارات.
وأكد هانت لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل كلا الطرفين. سنشارك هذه الأفكار مع شركائنا الأوروبيين ومع (وزير الخارجية الأميركي) مايك بومبيو"، الذي يزور بروكسل الاثنين.
ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين الجهود الرامية لإبقاء استمرار إيران في التزامها بالاتفاق النووي، في أول محادثات لهم منذ أن أعلنت طهران عن خطط الانسحاب الجزئي من اتفاق عام 2015 مع القوى الكبرى.

وسبق أن أكدت دول أوروبية الأسبوع الماضي إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران ورفضت "إنذارات" من طهران بعد أن تحللت من قيود مفروضة على برنامجها النووي وهددت بتحركات قد تشكل انتهاكا للاتفاق.
وجاءت ردة الفعل الإيرانية على خلفية التزام الاتحاد الأوروبي الحياد تجاه العقوبات الأميركية، ما شكل خيبة أمل كبيرة لمسؤولي طهران.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأنه "لا توجد خطط محددة" بشأن المحادثات التي سيتم إجراؤها خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي المفاجئة لبروكسل، حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني.
ويأتي التحرك الأميركي من منطلق مساع لسد جميع المنافذ أمام طهران للالتفاف على العقوبات وعزلها إقليميا ودوليا.
وتقود الإدارة الأميركية حملة شرسة على إيران لما باتت تشكله من خطر على أمن المنطقة وتصاعد أنشطتها العدائية من خلال أذرعها المسلحة في أكثر من عاصمة عربية.
وأبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حزما واضحا في تعاطيها مع الملف الإيراني منذ إعلان انسحابها من الاتفاق النووي العام الماضي.