بولندا تحذر من سياسة الباب المفتوح بشأن الهجرة

برلين - تقع بولندا في قلب أزمة الهجرة المتصاعدة بأوروبا، حيث تقطّعت السبل بالآلاف من المهاجرين عند حدودها، فيما يقول الكثيرون إن مينسك قد قامت بجلب هؤلاء المهاجرين إلى هناك عمدا ردّا على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وفي ظل تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة، زار رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي برلين للتحدث مع المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل والمستشار المحتمل أولاف شولتس، لمناقشة سبل الاستجابة للأزمة.
إلا أن هذا لا يعد مصدر القلق الوحيد بالنسبة إلى وارسو، بحسب ما قاله مورافيسكي حيث يخشى أن تستغل روسيا الغاز من أجل كسب نفوذ لها في أوروبا.
وعن سبب عدم قبول بولندا المساعدة من الاتحاد الأوروبي لحماية حدودها مع بيلاروسيا، من جهة مثل وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي “فرونتكس”، قال رئيس الوزراء البولندي “يمكننا قبول جميع الأنواع المختلفة للدعم، ولكننا لسنا بحاجة إليه في الوقت الحالي، لأن لدينا 15 ألف فرد من قوات حرس الحدود، وهناك لدى وكالة فرونتكس ما يصل إلى 1200 من أفراد قوات حرس الحدود والسواحل الخاصة بجميع الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “إضافة إلى قوات حرس الحدود، فإن لدينا أيضا 15 ألف جندي. لذلك فإن حدودنا مُحكمة المراقبة للغاية، وإننا ندافع عن أوروبا من حدوث أزمة هجرة أخرى. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون قادرا على حماية حدوده”.
وعما إذا كان حديث المستشارة الألمانية مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حول كيفية حل الأزمة، فكرة جيدة، قال مورافيسكي “يجب أن يتدخل الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد حل دبلوماسي.
ولكن عندما اتصلت المستشارة ميركل بالسيد لوكاشينكو، فقد ساهمت في إضفاء الشرعية على نظامه، بينما يستمر النضال من أجل بيلاروس الحرة منذ 15 شهرا وحتى الآن. كما أساء لوكاشينكو استغلال حديثه مع ميركل، حيث تظاهر بأنها وافقت على نقل 2000 مهاجر عبر ممر إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى. وهو أمر غير صحيح”.
وعن توقعاته بشأن استعداد دول في الاتحاد الأوروبي، أو التكتل الأوروبي بأكمله، إلى تقديم المساعدات المالية من أجل دعم إعادة المهاجرين في بيلاروسيا إلى بلادهم الأصلية، مثلما أعرب عن استعداد بولندا لذلك، قال “نعم. أعتقد أنه أمر شائع، لأن المهاجرين لا يرغبون في التوقف ببولندا، ولكنهم يريدون الذهاب إلى ألمانيا وهولندا. ولكننا لا نريد أن ننتظر الاتحاد الأوروبي. إذا كانت هناك نية حسنة من جانب لوكاشينكو، فإننا سنتبنى فورا هذه الإشارة الإيجابية وسنتعاون لتمويل إعادة المهاجرين إلى أوطانهم في العراق ودول أخرى. يجب أن يكون جهدا مشتركا، ولكن يمكننا أيضا أن نعمل بسرعة كبيرة جدا من جانبنا”.
وعما إذا كان من الممكن لهذه الأزمة أن توحّد أوروبا المنقسمة بسبب سياسة اللاجئين منذ فترة طويلة، قال رئيس الوزراء البولندي “نعم. في المقام الأول: يجب أن تكون سياسة اللجوء من حق دولة ذات سيادة.. وفي هذا الصدد، فإن الوحدة في أوروبا هي أكبر بكثير مما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أعوام. لقد ثبت أن سياسة اللاجئين السابقة كانت خطأ، حيث أدركت معظم دول الاتحاد الأوروبي – باستثناء دولة أو دولتين – أننا لا يمكن أن تكون لدينا سياسة الباب المفتوح والثقافات المتعددة”.
وعما إذا كان يقصد من خلال حديثه عن سياسة اللاجئين السابقة، تلك السياسة التي كانت ميركل مسؤولة عنها، قال “ليس هي فقط، ولكن العديد من قادة دول أوروبا الغربية كانوا يرغبون في اتباع سياسة الباب المفتوح. ولكنهم لم يأخذوا العواقب في الاعتبار”.
وأما عما يبدو من نشر روسيا لقوات إضافية حول أوكرانيا، وكيف يرغب في أن يكون رد فعل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على ذلك، قال مورافيسكي إن “هناك بعض التحركات الإضافية للقوات الروسية حول أوكرانيا.
رئيس الوزراء البولندي: يمكننا قبول جميع الأنواع المختلفة للدعم، ولكننا لسنا بحاجة إليه في الوقت الحالي، لأن لدينا 15 ألف فرد من قوات حرس الحدود
ولكن هناك جانب آخر لم تتم مناقشته كثيرا، وهو أن هناك احتمالا بحدوث أزمة متعلقة بالطاقة في أوكرانيا. فإنهم يعتمدون على شحنات روسيا من النفط والغاز وحتى الفحم. وبحسب بعض التحليلات، فإنه من الممكن أن يؤدي الابتزاز الروسي في ما يتعلق بالطاقة، إلى انقطاع التيار الكهربائي في أوكرانيا”.
وأعرب رئيس الوزراء البولندي عن أمله في أن تغير الحكومة الألمانية الجديدة مسارها في النزاع حول خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2”، وقال في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية “أتوقع من الحكومة الألمانية الجديدة أن تفعل كل شيء من أجل الحيلولة دون أن يصير /نورد ستريم 2/ أداة في ترسانة الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين”، مضيفا أنه “من الممكن استخدام خط الأنابيب من أجل الضغط على أوكرانيا ومولدوفا.. إنه أيضا أداة للتلاعب بأسعار الطاقة”.
وتم الانتهاء من خط الأنابيب البالغ طوله 1230 كيلومترا من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، لكن لم يتدفق أي غاز طبيعي عبر الخط حتى الآن. وعلقت الشبكة الاتحادية لشؤون الكهرباء والغاز والاتصالات والبريد والسكك الحديدية عملية التصديق الضرورية في الأسبوع الماضي .
ولم يتم التطرق بشكل مباشر لخط أنابيب نورد ستريم 2 في اتفاق ائتلاف “إشارة المرور” بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر المحتمل أن يتولى حكم ألمانيا في السنوات الأربع المقبلة خلفا لحقبة ميركل.