بوريس جونسون يواجه مطالب متزايدة لحجب الثقة عنه

لندن - يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مطالب متزايدة داخل حزبه لحجب الثقة عنه، فيما تراجعت شعبيته داخل حزب المحافظين مع خسارته أربعة من معاونيه المؤثرين على إثر فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت.
وقال المشرع البريطاني وعضو حزب المحافظين الحاكم آرون بيل الجمعة، إنه قدم طلبا لحجب الثقة عن جونسون، مشيرا إلى أن تعامل رئيس الوزراء مع قضية الحفلات التي أقيمت في داونينغ ستريت أثناء فترة الإغلاق جعلت موقفه غير مقبول ولا يمكن الدفاع عنه.
وأضاف بيل إنه يشعر بخيبة أمل شديدة بعد ما دعم جونسون ليصبح زعيما للحزب. وأضاف في بيان نُشر على تويتر “ومع ذلك، فإن خيانة الثقة التي تجلت في ما شهده داونينغ ستريت من أحداث، وطريقة التعامل معها، تجعل موقفه غير مقبول”.

آرون بيل: قدمت طلبا لحجب الثقة عن بوريس جونسون
ومن أجل إزاحته عن زعامة حزب المحافظين وتاليا عن رئاسة الحكومة ينبغي أن يرسل 54 نائبا من المحافظين رسالة إلى “لجنة 1922” مطالبين بتصويت على حجب الثقة.
وحتى الآن كشف تسعة نواب أنهم قاموا بذلك لكن نحو ثلاثين بالفعل أقدموا على هذه الخطوة، على ما ذكرت الصحف التي تساءلت حول ما إذا ما كان تمرد النواب الشباب داخل حزب المحافظين سيؤمن هذا العدد.
ويعتبر نواب حزب المحافظين هؤلاء الذين يمثلون دوائر انتزعت من الحزب العمالي خلال انتخابات العام 2019، أنهم جمعوا ما يكفي من أصوات للإطاحة بجونسون، في عملية أطلقت عليها الصحافة اسم “مؤامرة فطيرة لحم الخنزير” وهي طبق تشتهر به إحدى دوائر هؤلاء النواب. ويشدّد نواب أعضاء في حزبه المحافظ على فقدانهم الثقة به، ويتوقّع أن يزداد عدد هؤلاء.
وستؤدي الإطاحة بجونسون إلى تعليق القرارات في بريطانيا لشهور في وقت يتعامل فيه الغرب مع الأزمة الأوكرانية وتكافح فيه بلاده صاحبة خامس أكبر اقتصاد في العالم موجة تضخمية لا تحدث سوى مرة كل نحو 30 عاما تسببت فيها الجائحة.
وشكّلت فضيحة حفلات داونينغ ستريت أكبر تهديد لمصير جونسون منذ تولّيه رئاسة الحكومة في العام 2019 مدعوما بتأييد عارم لمشاريعه المتّصلة ببريكست.
وخسر جونسون أربعة من مساعديه المؤثرين الخميس في أعقاب فضيحة الحفلات التي أقيمت خلال مرحلة الإغلاق المتعلق بكوفيد - 19 في مقر الحكومة، ما يزيد من ضعف موقفه.
وأعلن داونينغ ستريت، مقر رئيس الحكومة في بيان أنهُ وافق على استقالتي مارتن رينولدز السكرتير الأول لجونسون الذي أرسل بريدا إلكترونيا إلى مئة شخص لدعوتهم لتناول مشروب في مايو 2020، ومسؤول مكتبه دان روزنفيلد بعد عام على تسلمه هذا المنصب.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء في بيان إن جونسون شكرهما على “مساهمتهما الكبيرة في الحكومة” بما في ذلك عملهما بشأن الجائحة والتعافي الاقتصادي، موضحا أنهم “سيبقون في مناصبهم حتى تعيين من يخلفهم”.
فضيحة حفلات داونينغ ستريت تشكل أكبر تهديد لمصير جونسون منذ تولّيه رئاسة الحكومة في العام 2019
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت منيرة ميرزا مسؤولة السياسات في داونينغ ستريت ورئيس الاتصالات جاك دويل الذي شارك على ما يبدو في إحدى الحفلات التي أثارت الجدل استقالتهما.
وانتقدت ميرزا جونسون توجيهه اتهاما “مضللا” إلى زعيم المعارضة عندما كان يدافع عن نفسه في البرلمان بعد نشر تقرير داخلي حول اللقاءات التي جرت في مقر الحكومة، تحدث عن “أخطاء في القيادة”.
وكان رئيس الوزراء قد اتهم زعيم حزب العمال كير ستارمر بالسماح لجيمي سافيل نجم البي.بي.سي السابق المتهم بالتحرش بالأطفال بالإفلات من القضاء، عندما كان على رأس النيابة العامة البريطانية.
وأثار استخدام هذا الاتهام الذي انتشر على نطاق واسع في أوساط نظرية المؤامرة واليمين المتطرف، موجة غضب.
وكتبت ميرزا المسؤولة عن السياسة في داونينغ ستريت في خطاب استقالتها “لم يكن هناك أساس معقول أو عادل لهذا التأكيد”. وقالت إنها كانت “إشارة حزبية وغير لائقة لقضية مروعة تتعلق باستغلال جنسي لأطفال”.
وتابعت أنه على الرغم من دعوة وجهتها في هذا الاتجاه، لم يقدم رئيس الوزراء “أي اعتذار عن الانطباع المضلل الذي تركته”.