بوريس جونسون رئيسا للوزراء رسميا في بريطانيا

لندن - فاز وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الثلاثاء بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.
ويواجه رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون تحدي إخراج بريكست من الطريق المسدود يضاف إليه ضرورة تسوية الأزمة مع إيران.
وتعهد جونسون في خطاب الفوز بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، بتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما تعهد بمراجعة العلاقة مع الشركاء الأوروبيين والعمل على تحقيق طموحات بريطانيا.
وحصل رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق على 92153 صوتا من أصل حوالي 159 ألفا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتا لهانت، وسيتولى بالتالي رئاسة الحزب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد ظهر الأربعاء بعد زيارة للملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه تشكيل الحكومة المقبلة.
وانتهى تصويت أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 160 ألفا بعد ظهر الاثنين، على أن تعلن هيئات الحزب النتيجة صباح الثلاثاء. حيث بدا أن جونسون (55 عاما) يتقدم بفارق كبير على وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت (52 عاما).
وبعد ليلة أخيرة في مقر الحكومة في داونينغ ستريت، ستحضر رئيسة الوزراء تيريزا ماي الأربعاء آخر جلسة استجواب في البرلمان قبل أن تتوجه إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالتها رسميا إلى الملكة إليزابيث الثانية بعيد الظهر.
ويفترض أن يلقي رئيس الوزراء الجديد كلمة بعد ساعات بعد أن يلتقي الملكة التي ستكلفه رسميا تشكيل الحكومة.
والتحدي الملح الأول الذي ينتظر رئيس الحكومة الجديد هو إدارة تصاعد التوتر مع طهران الذي بلغ أوجه مع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.
وردت لندن بالإعلان الإثنين عن قرب تشكيل قوة للحماية في الخليج مع الأوروبيين. لكن جيريمي هانت أكد في الوقت نفسه أن "لندن لا تسعى إلى المواجهة".

والملف الكبير الآخر هو تنفيذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو 2016 وصوت فيه 52 بالمئة من البريطانيين على بريكست.
وأخفقت ماي في هذه المهمة وفشلت ثلاث مرات في الحصول على موافقة النواب على اتفاق الخروج من الاتحاد الذي أبرمته مع المفوضية الأوروبية في نوفمبر، وهذا ما دفعها إلى الاستقالة.
ما زالت الانقسامات عميقة في بريطانيا بين الذين يريدون الرحيل في أسرع وقت ممكن والذين يأملون في أن تتراجع البلاد عن قرارها، عبر تنظيم استفتاء ثان مثلا.
ويعد بوريس جونسون الذي بذل جهودا كبيرة من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي -- يرى معارضوه أنه خيار انتهازي -- بتحقيق بريكست بانتهاء المهلة في 31 أكتوبر المقبل.
وكان هذا الموعد محددا في 29 مارس أولا لكنه أرجىء مرتين بسبب عدم تأييد النواب للاتفاق الذي توصلت إليه ماي وتجنب خروج من دون اتفاق.
وخلال حملته، كرر جونسون أن الانفصال سيتم في نهاية اكتوبر سواء تمت إعادة التفاوض على الاتفاق أم لم تتم، واعدا بلاده بمستقبل مشرق أيا كان السيناريو المقبل.
وقد أكد أنه يفضل التوصل إلى اتفاق جديد لكنه اعترف بأن تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل خلال المهلة المحددة نظرا للعطل البرلمانية وتشكيل هيئات قيادية جديدة في لندن كما في بروكسل.
وتثير رغبته في مغادرة الاتحاد بأي ثمن غضب الذين يرغبون في الإبقاء على علاقات وثيقة مع أوروبا ويخشون العواقب الاقتصادية لبريكست "بلا اتفاق" وعودة الإجراءات الجمركية.
وأعلن وزير المال فيليب هاموند أنه سيفعل "كل شيء" لمنع خروج بلا اتفاق، وبدا كأنه لا يستبعد المساهمة في إسقاط الحكومة المقبلة لجونسون. أما سكرتير الدولة للشؤون الخارجية آلن دانكان فقد توقع لجونسون أو "بوجو" كما يلقب "أزمة حكومية خطيرة".
أما جيريمي هانت، فقد أكد أنه مستعد للتفكير في إرجاء موقت لبريكست إذا بدا أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق. وقد شدد عل خبرته كمتعهد وقدراته التفاوضية للتوصل إلى اتفاق يلقى قبولا من النواب.
لكنه أكد أيضا أنه مستعد مثل بوريس جونسون، لانفصال بلا اتفاق وبلا مرحلة انتقالية لامتصاص الصدمة.