بوركينا فاسو تعاني من عنف الجهاديين

أعمال العنف المتزايدة أدت إلى سقوط أكثر من ألفي قتيل ونزوح 1.4 مليون شخص.
الاثنين 2022/01/24
جيش متعثّر

واغادوغو - تشهد بوركينا فاسو منذ 2015 عمليات خطف وهجمات للعشرات من الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية المحلية المتحالفة معها.

وأدت أعمال العنف الجهادية التي اشتدت في 2019 وتداخلت مع نزاعات بين مجموعات سكانية إلى سقوط أكثر من ألفي قتيل ونزوح 1.4 مليون شخص.

ورغم العمليات العسكرية في أنحاء المنطقة لاحتواء أنشطة الجماعات المتشددة إلا أنها تواصل نموّها هناك.

وتبدو قوات الأمن غير قادرة على وقف هذا العنف ما أدى إلى تظاهرات غاضبة في العديد من المدن، بينما يتعذّر الوصول إلى أجزاء كاملة من البلاد بسبب انعدام الأمن.

وأسس المتشددون جبهة في شمال بوركينا فاسو وأدت هجماتهم المتكررة في المنطقة وما بعدها إلى اضطراب الحياة الطبيعية.

رغم العمليات العسكرية لاحتواء أنشطة الجماعات المتشددة إلا أنها تواصل نموّها المطّرد

وتنشط في شمال بوركينا فاسو أيضا حركة أنصار الإسلام التي يقودها الإمام المتشدد الذي يسميه المسؤولون إبراهيم ديكو وهو من مدينة جيبو الشمالية.

وتفيد المعطيات أن ديكو كان يقاتل في مالي في صفوف الإسلاميين قبل تأسيس جماعته.

وبعد قضائه فترة قصيرة في السجن بمالي عقب اعتقال القوات الأجنبية له عام 2013 عاد ديكو لبوركينا فاسو، حيث أسس جماعة أنصار الإسلام.

وجاء المقاتلون في صفوف حركته من الجمهور المعجب بخطبه الدينية الحماسية.

ويعتبر ديكو حاليا عدوا للدولة في بوركينا فاسو وتسعى الحكومة إلى قتله للقضاء على تأثيره. وخلال العامين الأخيرين تعرضت بوركينا فاسو لسلسلة من الهجمات من قبل الجهاديين مما ضاعف القلق إزاء قدرتهم على الهجوم في أي وقت وأي مكان.

يزعج حكومة الرئيس روك مارك كريستيان كابوري أن حركة أنصار الإسلام محلية ولدت ونمت داخل بوركينا فاسو ولكن أكثر ما يقلق أن المسؤولين الاستخباراتيين يعتقدون أن جنودا سابقين في قوة النخبة الرئاسية يساعدون مقاتلي الحركة.

ونسبت إحدى الصحف لمسؤولين مؤخرا القول إنهم اعترضوا اتصالا بين بوباكار ساوادوغو، الهارب من قوة النخبة، وزعيم أنصار الإسلام.

وأكد ذلك ما تشك فيه الحكومة منذ وقت طويل من أن أعضاء سابقين بالقوة الرئاسية يشاركون في هجمات في مالي وبوركينا فاسو.

ولأكثر من 27 عاما ظلت القوة الرئاسية بمثابة الكابوس في بوركينا فاسو. وكان قد أسسها الرئيس السابق بليز كومباوري لضمان أمنه الشخصي.

ويعتقد أغلب سكان بوركينا فاسو أن الحكومة لا تقوم بما يلزم للتصدي لخطر جماعة أنصار الإسلام. ويسود شوارع واغادوغو ومنصات التواصل الاجتماعي شعور بالإحباط إزاء رد فعل الدولة تجاه هذا التهديد.

ودأب المسؤولون على إدانة الهجمات ولكنهم بالكاد ما يفعلونه أكثر من القول إنهم يتخذون خطوات للتصدي لها. ويقول منتقدون إن ما تم بالفعل هو إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والأمن وهو أمر غير كاف.

قوات أمن بوركين فاسو غير قادرة على وقف العنف ما أدى إلى تظاهرات غاضبة في العديد من المدن وتعذّر الوصول إلى أجزاء كاملة من البلاد بسبب انعدام الأمن

ورغم ذلك فإن أيدي الحكومة مقيدة بقلة الموارد المالية والبشرية. ومؤخرا بدا وكأن المسؤولين خرجوا بخطة أكثر وضوحا وهي سحب قوات بوركينا فاسو المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية في مناطق مثل السودان ومالي لتقاتل جماعة أنصار الإسلام في الشمال.

كما ستستفيد بوركينا فاسو حاليا من وجود قوة غرب أفريقية متعددة الجنسيات تستهدف الجهاديين في منطقة الساحل، إلا أن نجاحها في كبح عنف الجهاديين محلّ تشكيك.

وكانت مجموعة الأزمات الدولية قد حذرت في وقت سابق من إمكانية تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية في معاقل التنظيم بقارة أفريقيا نتيجة لجماعات الأمن الأهلية المحلية، التي تؤجج مظاهر الظلم.

وقالت المجموعة إن صعود المجموعات المناهضة، من شأنه أن يوفر لداعش المزيد من المقبلين على الانضمام للتنظيم.

وبعد سقوط ما يسمى بـ”خلافة داعش” ومقتل زعيمها أبوبكر البغدادي، وتفرق عناصرها، وجد التنظيم المتطرف شريان حياة جديدا في أفريقيا عبر التحالف مع جماعات مسلحة محلية تعتقد أنها مضطهدة، ما عزز قوة التنظيم في جمع الأموال وتجنيد المقاتلين.

وأقام داعش علاقات مع العديد من حركات التمرد المحلية، في ما يصفه المحللون بأنه “زواج مصلحة”.

وهذا “الزواج”، يعني أن الجماعات المتشددة المحلية ستحصل على الشرعية اللازمة لتنفيذ عملياتها وكذلك يعني أن الحكومات ستعترف بوجودها على الأرض.

5