"بورصة البصل".. سخرية ممزوجة بالمرارة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا

نكتة أسعار البصل في بورصة العملات مقارنة بالذهب والدولار واليورو من أبرز النكات التي يتداولها السوريون.
السبت 2023/03/11
كم بلغ سعر صرف البصل

دمشق - يتداول السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، بالسخرية والنكات، وصول أزمات البلاد إلى البصل، لينضم إلى باقي السلع الأساسية التي يتم الحصول عليها بالبطاقة الذكية وبحصة محددة لكل عائلة.

ومنذ أكثر من شهر أصبح البصل مفقوداً في معظم الأسواق السورية، وأصبح ينافس بسعره الفواكه المختلفة إن وجد، ليصدر قرار باستيراده من مصر.

وبدأت الحكومة السورية مؤخرا في بيع البصل عن طريق ما يعرف بـ"البطاقة الذكية" التي يمتلكها نصف من تبقى من السوريين في بلدهم ومخصصة للعائلات، بعد أن وصلت أسعار البصل في العاصمة دمشق إلى أكثر من 22 ألف ليرة سورية (3 دولارات) لسعر الكيلوغرام الواحد من البصل الذي يعتبر إلى جانب الفجل مثالاً لأرخص الخضروات في سوريا، في حين أن معدل راتب الموظف في سوريا يبلغ 20 دولارا.

وفي الأسبوع الماضي أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعميماً، حصرت به بيع البصل المستورد في صالاتها من خلال “البطاقة الذكية”، وشمل التعميم صالات ومنافذ المؤسسة السورية للتجارة، ونصّ على أنه يجب "بيع البصل المستورد على البطاقة الذكية بسعر 6000 ليرة سورية".

ومن النكات الشائعة التي يتبادلها السوريون عبر مواقع التواصل، التي تعد متنفس أغلب المواطنين للتعبير عن آرائهم وهمومهم ومحنهم، نكتة أسعار البصل في بورصة العملات (الذهب، الدولار، اليورو، والبصل).

وتنشر وكالة سانا الرسمية بين الحين والآخر أخبار البصل وأسعاره إلى جانب الأخبار السياسية. وكتبت مغردة:

وعلق ناشط ساخرا:

 

ويحق للعائلة عبر البطاقة الذكية الحصول على كيلوغرام واحد من البصل أسبوعيا. وبعد انتشار صور للطوابير على منافذ المؤسسة السورية للتجارة لشراء مادة البصل، نشرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بيانا بشرت فيه بزيادة الحصة الأسبوعية من البصل لكل بطاقة إلى كيلوغرامين أسبوعيا.

وجاء في تغريدة تهكمية:

 

وبرّرت وزارة التجارة بيع مادة البصل على البطاقة الذكية عبر بيانها بأنه جاء "منعاً للفساد وبيعه للتجار وللتحكم بكمياته في الأسواق من جديد".

وأشارت إلى أن تلك الخطوة مؤقتة ريثما يأتي أوان موسم البصل القادم لتعود الأمور إلى طبيعتها.

وقال مدير المؤسسة السورية للتجارة زياد هزاع لإذاعة "شام أف أم" المحلية "يمكن لكل عائلة الحصول على كيلوغرام واحد من البصل ليتمكن الجميع من الحصول على المادة"، مشيراً إلى أنه بعد النصف الأول من شهر مارس الجاري سيتوفر البصل لأنه يتم البدء بإنتاج البصل الفريك وسيكون الإنتاج وفيراً.

وانتقد ناشطون تقصير الحكومة وعجزها عن حل مشاكل البلاد التي استفحلت وبلغت حدا غير مقبول حتى مقارنة بالدول الأخرى التي تعيش أزمات مماثلة، فكتب ناشط:

 

وربطت وزارة الزراعة، عبر بيان نشرته مؤخراً، فقدان البصل في الأسواق بضعف إنتاج سوريا لهذه المادة خلال هذا العام، حيث بلغ 42 ألف طن وهو أقل من الاحتياج بقليل، مما أدى إلى استغلال التجار لانخفاض الكميات المعروضة في السوق ورفع الأسعار.

لكن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي كان لديهم رأي آخر، إذ تم تداول مقاطع فيديو تظهر فيها عملية تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة داخل البصل ونقلها إلى دول عربية، حسب قولهم.

وأشار المعلقون إلى أن حزب الله هو من يقوم بتهريب المخدرات في سوريا ولبنان إلى الدول الأخرى داخل البصل.

وسخر مغرد قائلا:

 

وأعلنت الحكومة السورية عن استيراد ألفي طن من البصل بعد الموافقة على ذلك لتغطية حاجة السوق المحلية، ليتم توزيع الكميات على صالات المؤسسة السورية للتجارة في المحافظات السورية لتصل إلى المواطنين.

وقال أحمد هلال، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد المزارعين، إن "الفلاح زرع العام الماضي البصل ولقي خسارة كبيرة، نتيجة عدم تصريفه وتصديره للمنتج بالشكل المطلوب، وكان إنتاج البصل أكثر من الحاجة مما أجبر الفلاح على بيعه بأقل من كلفته أو تقديمه كعلف للأغنام، وبالتالي تمنّع الكثيرون عن زراعته هذا العام".

وكانت وزارة التجارة الداخلية أعلنت منذ أيام أنها تستعد لتقديم المساعدات إلى المتضررين من الزلازل عن طريق البطاقة الذكية، مثل الذين فقدوا منازلهم أو أعمالهم.

وبدأت حكومة النظام السوري تعتمد البطاقة الذكية منذ شهر أغسطس عام 2018، ووزعت عبرها المحروقات والعديد من المواد الغذائية، وتنفذ شركة “تكامل” مشروع البطاقة الذكية، وتمنحها فقط للعائلات، ولا يستطيع الأعزب أو من لا يملك دفتر عائلة الحصول على البطاقة.

5