بوتين يرفض استمرارية "حكم الرئيس" مدى الحياة في روسيا

الرئيس الروسي يرفض نموذج تولي الرئاسة في روسيا مدى الحياة، ويدعو إلى ضمان انتقال الحكم في بلاده.
الأحد 2020/01/19
زعيم مدى الحياة

موسكو- يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تمهيد الأرضية قبل انتهاء ولايته الرئاسية عام 2024.

وأكد، الأحد، أنه من المهمّ ضمان "انتقال للحكم" في روسيا رافضاً نموذج القائد مدى الحياة الذي يعود تاريخه للحقبة السوفييتية.

ويحكم بوتين روسيا منذ عشرين عاما، وليس لديه الحق بالترشّح مرة جديدة في ظل القوانين الحالية، ويراوغ حتى الآن بخصوص نواياه، ولم يسم قط خليفة له.

واقترح هذا الأسبوع، مراجعة الدستور، للمرة الأولى منذ تبنيه عام 1993، وأحيا بذلك التكهّنات بشأن تحضير مصيره السياسي بعد انتهاء ولايته الرئاسية الأخيرة.

وسُئل بوتين خلال لقاء مع مقاتلين سابقين في الحرب العالمية الثانية في مسقط رأسه سان بطرسبورغ، عما إذا كان من الممكن أن يفكر في إلغاء القيود على الولاية الرئاسية في الدستور وبدا أنه يرفض هذه الفكرة.

وقال بوتين "برأيي، ستكون مقلقةً جداً العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينات، عندما كان القادة يبقون في الحكم حتى آخر أيامهم ويرحلون من دون التأكد من إقامة الشروط الضرورية لانتقال السلطة".

وأضاف "إذاً أشكركم جداً لكنني أعتقد أنه من الأفضل عدم العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينات".

إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات رئيس البلاد وتمنح سلطات أوسع للبرلمان
إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات رئيس البلاد وتمنح سلطات أوسع للبرلمان

وتوفي القادة السوفييت ليونيد بريجنيف ويوري أندروبوف وقسطنطين تشيرنينكو عندما كانوا لا يزالون في الحكم.

وكان آخر رئيس للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشيف، الذي خلف تشيرنينكو في مارس 1985، مهندس التحرير من خلال سياسته الإصلاحية "البيريسترويكا" أي إعادة الهيكلة و"الغلاسنوت" أي الشفافية.

وأكد بوتين البالغ 67 عاماً أنه يتفهم ما وصفه بأنه "مخاوف" الشعب حيال استمرارية الحكم. وقال "بالنسبة لكثيرين هذا مرتبط بمخاوف بشأن استقرار مجتمعنا واستقرار الدولة- الاستقرار في الخارج كما في الداخل- أتفهم ذلك تماماً".

وفاجأ بوتين الأربعاء الروس بإعلانه سلسلة إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات رئيس البلاد وتمنح سلطات أوسع للبرلمان.

وفي خطابه السنوي أمام البرلمان والنخب السياسية في البلاد، قال بوتين إنه يرى "بوضوح ظهور مطلب التغيير في قلب المجتمع".

وتلت هذه الاقتراحات استقالة رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف. وعيّن بوتين مدير مصلحة الضرائب ميخائيل ميشوستين، رئيساً جديداً للحكومة.

واعتبر المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني أن بوتين يسعى إلى أن يبقى "الزعيم مدى الحياة" مهما كانت الوظيفة الرسمية التي سيتولاها.

وسبق أن عيّن الرئيس الروسي، أثناء ولايتيه بين عامي 2000 و2008، عدة مسؤولين غير معروفين على رأس الحكومة، على غرار ميخائيل فرادكوف عام 2004 الذي كان حينها سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي.

التمسك بالتغيير
التمسك بالتغيير

وتهدف اقتراحات الإصلاح التي أعلنها إلى تقوية حكام الأقاليم ومنع أعضاء الحكومة والقضاة من الحصول على إقامة في الخارج وفرض أن يكون جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية قد أمضوا الأعوام الـ25 الأخيرة في روسيا.

واعتبر أن روسيا تتعطش لإحداث "تغييرات"، وأنها باتت "ناضجة" لنظام يحظى فيه البرلمان بثقل أكبر.

وسيحافظ رئيس الدولة على حق إقالة أي عضو في الحكومة وتسمية قادة جميع الأجهزة الأمنية.

ويأتي رحيل ديمتري مدفيديف عن السلطة في وقت انحصرت فيه شعبيته في نسبة تتراوح بين 30 إلى 35 بالمئةـ في مقابل حوالي 70 بالمئة لبوتين- على خلفية هشاشة اقتصادية وتراجع مستوى المعيشة.

وبسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو نتيجة ضمها شبه جزيرة القرم في 2014، عانى الاقتصاد الروسي من الركود، كما شهد معظم الروس تقلص دخلهم المتاح للإنفاق.

وواجه الكرملين الصيف الماضي أكبر حملة احتجاجية، قمعت بقوة، منذ عودة يوتين إلى الرئاسة عام 2012. وتلقى مرشحو السلطة في أعقابها صفعة خلال الانتخابات المحليّة في موسكو.