بوتين يتهم واشنطن بالسعي لإطالة أمد النزاع الأوكراني

وزير الدفاع الروسي يستبعد استخدام الأسلحة النووية مع نشوب خطر نووي شرقي أوكرانيا، إثر احتدام أعمال القتال في محيط محطة زابوريجيا.
الثلاثاء 2022/08/16
بوتين: المغامرة الأميركية بتايوان جزء من إستراتيجية لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في العالم

موسكو - اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء واشنطن بالسعي لإطالة أمد النزاع في أوكرانيا، وإشعال الخلافات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بينما استبعد وزير دفاعه سيرغي شويغو، إمكانية استخدام السلاح النووي في أوكرانيا.

وقال بوتين في خطاب ألقاه أمام المشاركين في مؤتمر موسكو الدولي للأمن "يظهر الوضع في أوكرانيا أن الولايات المتحدة تسعى لإطالة أمد هذا النزاع، وهي تتصرف كذلك تحديدا من طريق إشعال بؤر النزاعات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية".

وأشار إلى أن "المغامرة الأميركية المرتبطة بتايوان ليست مجرّد رحلة فردية لسياسية لا تتحلى بالمسؤولية (يقصد رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي)، بل هي جزء من إستراتيجية لها أهداف تتبعها الولايات المتحدة عن وعي لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم".

وأكد أن الولايات المتحدة تحاول صرف انتباه المواطنين عن المشكلات الحادة، بينما تحاول نخب العولمة الغربية تحويل اهتمام العالم عن انخفاض مستويات المعيشة والبطالة والفقر، لتحويل الإخفاقات إلى روسيا والصين، اللتين تدافعان عن رؤيتهما، وتدافعان عن وجهة نظرهما في تبني تنمية سيادية وليس الخضوع لإملاءات النخب فوق الوطنية.

وأضاف أن روسيا والصين لن تسمحا بانتهاك سيادتهما وتكافحان الهيمنة الغربية، واعتبر أن الدول الغربية تسعى لمدّ "نظام شبيه بحلف شمال الأطلسي" إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تُشكَّل تحالفات عسكرية سياسية عدوانية لهذا الغرض، مثل تحالف "أوكوس"، ويسعى الغرب بذلك لـ"توسيع نظام كتلته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وتابع "من الواضح أن من الممكن تقليل التوتر في العالم، والتغلب على التهديدات والمخاطر في المجالين العسكري والسياسي، وزيادة مستوى الثقة بين البلدان وضمان تنميتها المستدامة فقط من خلال تعزيز نظام العالم متعدد الأقطاب بشكل جذري"، مؤكدا أن نموذج العولمة الحالي للعالم محكوم عليه بالفشل، بغض النظر عن مدى تمسك المستفيدين منه بالوضع الراهن، وشدد على أن روسيا سوف تعمل جنبا إلى جنب مع حلفائها وشركائها والدول ذات التفكير المماثل على تحسين الآليات الراهنة للأمن الدولي وإنشاء آليات جديدة. 

وأشار إلى إصرار روسيا على تعزيز قواتها المسلحة، وغيرها من الهياكل الأمنية، واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في بناء عالم أكثر ديمقراطية، يحمي حقوق جميع الشعوب، ويضمن التنوع الثقافي والحضاري لها.

وحمّل بوتين الغرب المسؤولية عن إعداد مصير "علف المدافع" للشعب الأوكراني، مضيفا "للحفاظ على هيمنتها، تحتاج (الدول الغربية) إلى نزاعات. لذلك تحديدا أعدت مصير 'علف المدافع'، وحققت مشروع 'الدولة المناهضة لروسيا'، وغضت الطرف عن انتشار الأيديولوجيا النيونازية والاغتيالات واسعة النطاق بحق سكان دونباس، وشحنت النظام في كييف بالأسلحة، بما فيها الثقيلة منها، ولا تزال".

و"علف المدافع" تعبير يُستخدم لوصف الجنود الذين لا تقدّر القيادة حياتهم على الإطلاق، ومصيرهم معروف.

وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى مستويات جد متدنية منذ أن بدأت روسيا أواخر فبراير تدخلا عسكريا في أوكرانيا الموالية للغرب.

وسعى بوتين الذي فُرضت على نظامه سلسلة عقوبات غربية غير مسبوقة، لتعزيز العلاقات مع دول في أفريقيا وآسيا، على رأسها الصين.

وتضامنت موسكو بشكل كامل مع حليفتها بكين عندما زارت بيلوسي في أوائل أغسطس تايوان، التي تحظى بحكم ذاتي ديمقراطي وتعتبر الصين أنها جزء من أراضيها.

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريحات أدلى بها أثناء المؤتمر الأمني أن موسكو لا تنوي استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

وقال "من وجهة النظر العسكرية، ليست هناك ضرورة لاستخدام السلاح النووي في أوكرانيا لتحقيق الأهداف المحددة".

وأوضح الوزير أن المهمة الرئيسية للقوات النووية الروسية هي ردع الهجوم النووي، مضيفا "يقتصر استخدامها على الظروف الطارئة المحددة في الوثائق الإرشادية الروسية، وهي متاحة للاطلاع عليها".

وتتزامن تصريحات شويغو عن استبعاد استخدام الأسلحة النووية مع نشوب خطر نووي شرقي أوكرانيا، إثر احتدام أعمال القتال في محيط محطة زابوريجيا النووية، التي تُعدّ الأكبر في أوروبا، وجهود أممية ودولية حثيثة لمنع وقوع كارثة نووية في المنطقة.