بوتين يتهم واشنطن بإطالة أمد النزاعات في أوكرانيا وآسيا وأفريقيا

لم يخف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهامه لواشنطن بأنها تعرقل الحسم في أوكرانيا في إشارة إلى الأسلحة التي وجهتها لكييف، وهو ما تزامن مع عمليات نوعية باتت تطال مواقع روسية مثلما جرى الثلاثاء في منشأة روسية جديدة بالقرم.
كييف - اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن الثلاثاء بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، بينما هزّت انفجارات منشأة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو.
وانتقد بوتين بشكل عام الولايات المتحدة لسعيها لـ”زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم” عبر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة “يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرّفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية”.
واعتبر الزيارة “تعبيرا صارخا عن عدم احترام سيادة الدول الأخرى والتزامات واشنطن الدولية”.
يأتي هذا الاتهام فيما اندلع حريق في مخزن للأسلحة في منطقة دجانكوي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
الوضع في أوكرانيا يظهر أن الأميركيين يسعون لإطالة النزاع ويتصرفون بالطريقة ذاتها في آسيا وأفريقيا
واندلع الحريق صباحا في مخزن مؤقّت للمعدّات العسكرية بالقرب من بلدة مايسكوي في منطقة دجانكوي تسبّب بانفجار ذخائر، حسبما جاء في بيان لوزارة الدفاع نقلته وكالات الأنباء الروسية.
وأُصيب مدنيان بجروح، وفق ما قال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف الذي زار موقع الحريق. وجرت عملية إجلاء للسكان في قرية مجاورة.
وأكدت الوزارة في بيان نقلته وكالات إخبارية روسية أن الانفجار كان “نتيجة عمل تخريبي” دون أن تحمل أي جهة المسؤولية.
وكشفت أن “أضرارا لحقت بعدد من المنشآت المدنية، بما في ذلك خطوط كهرباء ومحطّة توليد كهربائي وسكة حديد، فضلا عن عدد من المباني السكنية”.
وردا على هذا الانفجار، رحب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريتش إيرماك على تطبيق تلغرام بـ”عملية نزع سلاح أنجزتها القوات المسلحة الأوكرانية” التي، ستتواصل، وفق قوله “حتى التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية”.
ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع على انفجار ذخائر تُستخدم في الطيران العسكري في مستودع يقع في أرض تابعة للمطار العسكري في ساكي في غرب شبه جزيرة القرم، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
وفي حين وصفت روسيا ما حصل بأنّه حادث، يقول خبراء إنّ صورا ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وكذلك تسجيلات فيديو أرضيّة توحي بأنّه هجوم أوكراني.
ومنذ غزو أوكرانيا، تلعب القرم دورا رئيسيا في الاستراتيجية الروسية. فقد بدأ الهجوم على جنوب أوكرانيا الذي سمح لموسكو بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي في الأسابيع الأولى من الحرب.
وتقلع طائرات روسية أيضا بشكل شبه يومي من شبه جزيرة القرم لضرب أهداف في المناطق الخاضعة لسيطرة كييف؛ وتقع العديد من مناطق شبه الجزيرة هذه في مرمى المدافع والطائرات المسيرة الأوكرانية.
وشبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود، التي استولت عليها روسيا وضمتها من أوكرانيا عام 2014 في خطوة لم تعترف بها معظم الدول، هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود وتشتهر بأنها منتجع لقضاء العطلات في الصيف.
ورغم النزاع، لا تزال شبه جزيرة القرم وجهة مفضلة بالنسبة إلى العديد من الروس الذين يقضون إجازتهم الصيفية على شواطئها.
وشكلت محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا، مصدر توترات شديدة لعدة أيام، حيث استُهدفت المنشأة، وهي الأكبر في أوروبا، بعدة ضربات تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالوقوف خلفها.
إذ ساد الخوف من حدوث كارثة نووية ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع الخميس الماضي، إلا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاول الثلاثاء بث الطمأنينة في ما يتعلق بالنوايا الروسية في المجال النووي.
وأكد شويغو أن “الهدف الأساسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع أي هجوم نووي”.
وحذّر رئيس بلدية المدينة التي تقع فيها محطة زابوريجيا من أن خطر وقوع كارثة في المحطة النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية “يزداد كل يوم”، إذ تقصف القوات الروسية “البنى التحتية التي تضمن عمل المحطة بشكل آمن”.
وبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيا الثلاثاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع في محطة زابوريجيا. وجرى الاتصال الهاتفي “في الصباح” واستمر “ساعة وعشرين دقيقة”، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية التي من المقرر أن تكشف في وقت لاحق عن فحوى المحادثة.
وفي الوقت الذي أدى فيه الصراع إلى عرقلة صادرات الحبوب الأوكرانية لشهور، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية، انطلقت أول سفينة للأمم المتحدة محملة بالحبوب إلى أفريقيا الثلاثاء.
وأعلنت الوزارة الأوكرانية للبنى التحتية أن السفينة غادرت ميناء بيفديني في جنوب أوكرانيا محمّلة بـ”23 ألف طنّ من القمح” إلى إثيوبيا.
ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن 345 مليون شخص، وهو رقم قياسي، في 82 بلدا، يواجهون اليوم انعداما في الأمن الغذائي، فيما تُهدّد المجاعة نحو 50 مليون شخص في 45 بلدا إن لم يحصلوا على مساعدات إنسانية.
وغادرت أول سفينة تجارية في الأول من أغسطس، وانطلقت 16 باخرة من أوكرانيا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفق تعداد للسلطات الأوكرانية، لكن لم تكن قد غادرت بعد أي باخرة إنسانية تابعة للأمم المتحدة الميناء.
وكان وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف قد قال الأحد في ميناء بيفديني “آمل أن تصل بواخر أخرى مستأجرة في إطار برنامج الأغذية العالمي إلى موانئنا، وآمل أن تكون هناك قريبا باخرتان أو ثلاث إضافية”.