بوتين لأردوغان: الوضع في إدلب أصبح متوترا

موسكو - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوضع في إدلب أصبح متوترا إلى درجة أنه تطلب تدخل موسكو المباشر.
وأكد الرئيس الروسي لنظيره التركي أن ما حصل في إدلب بشأن العسكريين الأتراك لم يكن معلوما، معتبرا أن العلاقات بين الدولتين الروسية والتركية ثمينة ووطيدة.
كما أشار بوتين إلى أن الوضع في إدلب السورية بحاجة إلى نقاش عن الوضع برمته حتى لا تتكرر الأحداث الأخيرة التي باستطاعتها إفساد العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن المباحثات بينهما في بادئ الأمر ستكون ثنائية وبعدها سينضم إليهما الوفدين للتباحث بمجمل الأمور.
من جانبه، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدى وصوله إلى موسكو عن أمله في أن تسهم القرارات التي سيتمخض عنها اجتماعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في تهدئة الوضع في إدلب.
وقال أردوغان إن العلاقات التركية الروسية الآن في ذروتها ونود أن تزداد متانة.
وكان صل أردوغان، على رأس وفد رفيع المستوى العاصمة الروسية موسكو للقاء نيظره الروسي فلاديمير بوتين، أملا في التوصل إلى اتفاق يوق نزيف الخسائر التي لحقت بالجيش التركي شمال غرب سوريا.
ويرافق أردوغان في زيارته التي تستغرق يوماً واحداً، كل من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، إلى جانب عدد من المسؤولين الآخرين.
ويعوّل الرئيس التركي بشكل كبير على لقاء بوتين من أجل التوصل إلى اتفاق جديد في إدلب، حيث قال أمس إنه يتوقع أن تسفر المحادثات عن التوصل سريعا إلى وقف لإطلاق نار في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا.
وعشية اللقاء المرتقب، عمدت موسكو إلى تعزيز تواجدها العسكري في سوريا، حيث أظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات الرحلات الجوية ومراقبة المراسلين للملاحة في مضيق البوسفور في شمال غرب تركيا أن روسيا بدأت في زيادة الشحنات البحرية والجوية إلى سوريا في 28 فبراير، أي بعد يوم من مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية بسوريا.
وقال أحد المصادر التي تعمل عن قرب مع القوات الروسية في سوريا إن مساعي موسكو تهدف إلي بعث رسالة لأنقرة كما أنها "استعراض عضلات".
وأضاف المصدر ذاته أن الحشد السريع هو بطاقة ضمان في حال فشل اجتماع بوتين وأردوغان وفرضت أنقرة قيودا على مضيق البوسفور أو مجالها الجوي.
وتبدي موسكو قلقها من احتمال أن تغلق تركيا مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية وتمنع طائرات النقل العسكرية الروسية من استخدام المجال الجوي التركي، على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين.
وتعمل روسيا على تعزيز وجودها في سوريا بأسرع معدل لها منذ أكتوبر الماضي، حين انسحبت القوات الأميركية من بعض أنحاء سوريا وسارعت موسكو لملء الفراغ.
وتظهر مراقبة رويترز للبوسفور منذ 28 فبراير أن روسيا أرسلت خمس سفن حربية باتجاه سوريا خلال ستة أيام. ويتجاوز ذلك الحد المعتاد وهو إرسال سفينة حربية واحدة أو اثنتين في الأسبوع.
وأعلن الجيش الروسي عن انطلاق الفرقاطة الأميرال جريجوروفيتش والفرقاطة ماكاروف إلى سوريا لكن ثلاث سفن حربية أخرى تبعتهما في تحرك لم يعلن عنه.
إحداها هي السفينة أورسك القادرة على حمل 20 دبابة و50 شاحنة أو 45 ناقلة جند مدرعة وما يقرب من 400 جندي. والسفينتان الأخريان، نوفوتشيركاسك وسيزار كونيكوف، تقدران على حمل أكثر من 300 جندي ودبابة ومدرعة.
ويأتي ذلك في أعقاب وصول 12 طائرة عسكرية أخرى خلال 18 يوما. ويمثل ذلك أكبر نشاط عسكري جوي روسي في سوريا منذ أكتوبر.
ولا تقدم بيانات التعقب المتاحة علنا سوى لمحة عن الرحلات العسكرية الروسية لسوريا لأنه ليس بالإمكان تعقب كل هذه الطائرات.