بوتفليقة يحسم الجدل ويعلن ترشحه لولاية خامسة

الجزائر- علن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رسميا الأحد عزمه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والمقررة في 18 ابريل المقبل
وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية انها ستبث لاحقا رسالة للرئيس بوتفليقة يعلن فيها ترشحه ويقترح "اثراء الدستور".
وافادت الوكالة أن بوتفليقة "أعلن عن ترشحه لرئاسيات ابريل 2019 في رسالة موجهة للأمة ستبثها الأحد" الوكالة.
وتابعت ان الرئيس "يعتزم في رسالته المبادرة، 'بدءا من هذه السنة'، و في حالة انتخابه، بتنظيم ندوة وطنية شاملة تهدف الى اعداد 'أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية' وامكانية 'اقتراح اثراء الدستور'".
وقال بوتفيلقة في الرسالة إنه يعتزم في حالة انتخابه تنظيم ندوة وطنية شاملة تهدف إلى إعداد أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية .
ضعف المعارضة
والتزم بوتفليقة الصمت حول نيته الاستمرار في الحكم رغم ضغوط معسكره منذ عدة اشهر، وذلك قبل أقل من شهر من انتهاء مهلة تقديم الترشيحات منتصف ليل الثالث من مارس المقبل.
وتعززت فرضية ترشحه منذ اسبوع بعد اعلان اربعة احزاب تشكل التحالف الرئاسي الحاكم في الثاني من فبراير اختياره مرشحا للانتخابات الرئاسية.
ويستخدم بوتفليقة كرسيا متحركا ونادرا ما شوهد علناً منذ تعرضه لجلطة في الدماغ عام 2013. وجاء الإعلان بعد يوم من إعلان حزب الموالاة جبهة التحرير الوطني، ترشيح بوتفيلقة لولاية خامسة.
وأفاد المختص في الدستور عبدالغني بادي بأن الرسالة التي سيبعث بها بوتفليقة ستحسم نيته للترشح، ذلك أن كل ما تم تداوله سابقا كان في ظل المطالب على اعتبار أن الدستور الجزائري لا يقبل بالنيابة في الترشح "وإنما يجب على من يخوض غمار الرئاسيات أن يعلن بنفسه وأن يقدم أوراق ترشحه في المجلس الدستوري بنفسه".
ويتولى بوتفليقة (81 عاما) رئاسة الجزائر منذ عام 1999 ولم يظهر علنا إلا نادرا منذ أُصيب بجلطة في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك. ومن المرجح أن يفوز بولاية خامسة حيث أن المعارضة الجزائرية لا تزال ضعيفة ومتشرذمة.
وقال معاذ بوشارب القيادي في لاحزب الحاكم ، السبت أمام نحو 2000 من أنصار الحزب إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم قرر اختيار بوتفليقة مرشحا له في الانتخابات الرئاسية في أبريل.
وأضاف أن الاختيار جاء من منطلق الرغبة في الاستمرارية والاستقرار وأن الحزب يستعد للحملة الانتخابية. وتابع "يشرفني أن أعلن أن جبهة التحرير الوطني ترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة".
الرئيس المريض
وعلى مدى أشهر سادت حالة من عدم اليقين حول ما إذا كان بوتفليقة سيخوض الانتخابات مرة أخرى وذلك بسبب سوء حالته الصحية.
وستوفر إعادة انتخابه نوعا من الاستقرار على الأمد القصير بالنسبة للنخبة في حزب جبهة التحرير والجيش وكبار رجال الأعمال ويؤجل موضوع الحديث عن خلافته المثير للجدل.
لكن سيتعين على الرئيس أيضا إيجاد وسيلة للتواصل مع شعب الجزائر الذين تقل أعمار نحو 70 في المئة من أفراده عن الثلاثين عاما.
والجزائر، عضو منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك)، ومُصدر أساسي للغاز إلى أوروبا وحليف للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.
وبوتفليقة أحد أعضاء النخبة التي شاركت في استقلال الجزائر عن فرنسا من عام 1954 إلى عام 1962 والتي تدير الجزائر منذ ذلك الحين.
ولا يزال الرئيس "المريض" يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الجزائريين الذين ينسبون له الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد من خلال عرض العفو عن مقاتلين إسلاميين سابقين.
ويقول أنصاره إن ذهنه لا يزال حاضرا وإن كان يحتاج خلال التحدث إلى مكبر للصوت. وتقول المعارضة إنه ليس لائقا للترشح مرة أخرى ويقول عدد من المرشحين بينهم ضابط كبير سابق إنهم سينافسون بوتفليقة.