بوادر التهرّم السكاني لا توقف خطط تقليص الإنجاب في تونس

الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري يسعى لتكثيف الفرق المتنقلة في المحافظات التي تشهد ارتفاعا في مؤشرات الخصوبة.
السبت 2023/11/04
المجتمع التونسي يشهد تحوّلات واضحة في سياسة الإنجاب

تونس - مازالت خطط تقليص الإنجاب في تونس مستمرة رغم تحذيرات الخبراء من مخاطر تنامي ظاهرة التهرّم السكاني التي باتت تهدد المجتمع بعدما كان يشهد فتوّة سكانية.

وقال الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري في تونس محمد الدوعاجي إن الديوان يسعى لتكثيف الفرق المتنقلة في بعض المحافظات والمعتمديات التي تشهد ارتفاعا في مؤشرات الخصوبة وذلك بغرض التوعية في ما يخص الصحة الجنسية والإنجابية.

وأكد الدوعاجي أن وسائل منع الحمل ستكون متوفرة بالكميات اللازمة خلال السنة المقبلة في كامل تراب الجمهورية، مشيرا إلى أن الديوان وضع كميات منها في مراكزه التابعة له وفي الإدارات الجهوية التابعة لوزارة الصحة دون تسجيل أي نفاد في المخزون المرصود لهذه الوسائل.

سياسة الدولة التونسية واضحة في ما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية وضمان حق الأفراد في التمتع بحقوقهم وتوفير الرعاية والخدمات الصحية اللازمة

وأضاف أن سياسة الدولة التونسية واضحة في ما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية وضمان حق الأفراد في التمتع بحقوقهم وتوفير الرعاية والخدمات الصحية اللازمة.

ويشير الخبراء إلى أن المجتمع التونسي يشهد تحوّلات واضحة في سياسة الإنجاب تتجلى في تقلص عدد الأطفال بعد أكثر من 60 عاماً من بدء السلطات تنفيذ سياسة تحديد النسل، إذ أصبح الأزواج الشبان أكثر اقتناعاً بإنجاب طفل واحد أو طفلين على الأكثر، رغبة في توفير ظروف حياة أفضل لأبنائهم.

وتفيد أحدث الإحصائيات الرسمية بأن نسبة الخصوبة انخفضت بشكل متكرر خلال السنوات الأخيرة، وصولاً إلى 1.8 طفل في سنة 2021، مقارنة بـ2.4 طفل في عام 2013، وفق بيانات معهد الإحصاء الحكومي، وتعد المباعدة بين الولادات وتأخر سن الزواج من بين أبرز المؤشرات في هذا السياق.

ونسبة الخصوبة تعني عدد الولادات الجديدة لكلّ ألف امرأة في سنّ الإنجاب في الفئة العمرية من 15 إلى 49 سنة أيا كانت حالتهن المدنية، سواء كن عازبات أو متزوجات أو أرامل أو مطلقات.

وكان الدوعاجي قد أكد في تصريحات إعلامية أن 10 في المئة من التونسيين تتجاوز أعمارهم 60 سنة، مشددا على أن النسبة ستشهد ارتفاعا خلال الأعوام المقبلة (بعد 10 أو 20 سنة) لتتجاوز 20 في المئة.

ويوجد حاليا في القطاع العمومي بتونس 2.9 في المئة من المنخرطين النشطين المنتفعين بجراية التقاعد.

وسبق أن كشف المعهد الوطني للإحصاء بتونس أن المجتمع التونسي تهرم وأصبح عدد الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عامًا، 800 ألف حاليا وأن العدد مرشح لبلوغ حوالي المليونين بعد 20 عاما.

هناك تحولات وتغيرات عميقة في المجتمع التونسي من بينها عزوف الفئة العمرية 35 – 40 عاما عن الارتباط وتغير نظرتهم لمؤسسة الزواج

من جهته أشار المختص في الديموغرافيا حافظ شقير إلى وجود تحولات وتغيرات عميقة في المجتمع التونسي من بينها عزوف الفئة العمرية 35 – 40 عاما عن الارتباط وتغير نظرتهم لمؤسسة الزواج فضلا عن ضعف وعي الشباب بالحقوق الجنسية والإنجابية والأطر المتعلقة بالمسألة ما يستوجب مزيدا من التوعية والتثقيف.

وكشف مسح قامت به مجموعة توحيدة بالشيخ حول الجنسانية والصحة الإنجابية، ضعف مكانة الأولياء كمصدر للمعلومة في مجال الجنسانية بالنسبة إلى الشباب.

وقد أظهر المسح الذي شمل 5837 شابا وشابة ما بين 19 و29 سنة من العمر أن 4.4 في المئة من الشباب فقط يلجؤون إلى الوالدين (الأب والأم) للحصول على المعلومات المتعلقة بالجنسانية والصحة الإنجابية.

وقال شقير المشارك في إنجاز الدراسة إن شبكة الإنترنت تمثل المصدر الأول للمعلومات بالنسبة إلى الشباب بنسبة 48.3 في المئة وتليها وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 28.7 في المئة.

وأشار إلى أن حوالي 20 في المئة من الشباب المستجوبين يطلبون هذه النوعية من المعلومات من المعلمين وبنسبة أقل في حدود 11 في المئة من مقدمي الخدمات الصحية في حين تأتي الكتب والحملات التوعوية في مرتبة أقل بنسبة لم تتجاوز 9.9 في المئة كمصدر للحصول على معلومات حول الجنسانية.

15