بهدلة دبلوماسية لحسان دياب تثير سجالا لبنانيا واسعا

تصريحات السفيرة الفرنسية ترند لبناني على مواقع التواصل الاجتماعي ردا على قطع البث.
الخميس 2021/07/08
طبقة سياسية مرفوضة

أثارت كلمة السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو سجالا لبنانيا على منصات التواصل الاجتماعي بعد تعقيبها على كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رافضة كلامه حول حصار خارجي على لبنان.

بيروت - أثار إسقاط السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو “نظرية الحصار” التي تلجأ إليها قوى السلطة في لبنان لتبرير فشلها في معرض الردّ على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خلال لقاءٍ جمعه بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية ترحيبا لبنانيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت آن غريو “المخيف يا سيادة رئيس الوزراء هو أن هذا الانهيار القاسي اليوم (…) هو النتيجة المتعمدة لسوء الإدارة والخمول على مدى سنوات”. وأضافت “هو ليس نتيجة لحصار خارجي، بل هو نتيجة لمسؤولياتكم أنتم جميعا في الطبقة السياسية. هذا هو الواقع”.

وفيما كانت السفيرة غريو تتابع كلمتها قُطع البث المباشر من السراي، الأمر الذي حجب ما أضافته السفيرة من ملاحظات قاسية. لكن السفارة الفرنسية وزعت تصريحات مسجلة للسفيرة الأربعاء.

ويتولى دياب رئاسة حكومة تصريف الأعمال منذ استقالته في أعقاب كارثة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي. ومنذ ذلك الحين عجز الساسة الطائفيون المتشبثون بمواقفهم عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.

ويطالب المانحون منذ فترة طويلة بتنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد والهدر اللذين يعتبران على نطاق واسع أسبابا رئيسية للأزمة.

وأشار دياب إلى الدعوات المتكررة لربط المساعدات بالإصلاح، لكنه أضاف أن “الحصار المفروض” على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، في إشارة إلى الساسة في ما يبدو. وقال إن صبر اللبنانيين بدأ ينفد وإن ربط مساعدة لبنان بتشكيل حكومة جديدة أصبح يمثل تهديدا لأرواح اللبنانيين والكيان اللبناني، مضيفا أن بلاده أمامها بضعة أيام قبل أن تشهد انفجارا اجتماعيا.

وتداول مغردون على نطاق واسع تصريحات السفيرة وسط سجال واسع في ما بينهم بين من يؤكد أن فرنسا ساهمت في “تعويم السياسيين الفاشلين والفاسدين”، وبين من رفض اللغة التي خاطبت بها السفيرة الفرنسية حسان دياب. وأجمع اللبنانيون على أن تصريحات الدبلوماسية الفرنسية تندرج في ما يطلق عليه تسمية “البهدلة الدبلوماسية”. واحتلت العبارة الترند على تويتر في لبنان.

وقال مغردون إن السفيرة فاتها أن رئيس بلادها إيمانويل ماكرون زار لبنان بعد انفجار المرفأ محاولاً تعويم الطبقة الحاكمة نفسها.

وقال مغرد:

Joe_kareh_LBCI@

حضرة السفيرة الفرنسية مش مختلفين إنو دولتنا فاسدة ولكن بالمقابل وقبل ما توبخينا تذكري إنّو دولتك وعلى مدى سنوات طويلة دعمت كثيرا من رموز الفساد في لبنان وأصحاب نظرية مدّ اليد والاقتصاد الريعي الهدّام ومؤتمرات الشحادة.

واعتبر آخر:

FalafelOfficial@

السفيرة الفرنسية وبّخت الطبقة السياسية بلبنان اللي الرئيس الفرنسي إلو الفضل الأكبر بتعويمها بآخر 10 شهور عالقليلة.

ورفض مغردون في المقابل طريقة مخاطبة السفيرة لدياب.

واعتبر مغرد:

MNJisr@

دياب ما صرلو بالقصر من مبارح العصر. مع ذلك كان عليه أن يُسكت السفيرة الفرنسية. لا يجوز لسفيرة أن تُخاطب رئيس حكومة ولو كانت حكومة تصريف أعمال بهذا الأسلوب. الإهانة صعبة جدّاً. والسكوت عليها أشدّ مهانة. #لبنان #فرنسا

وتساءل مغردون إن كان حسان دياب “سيستقيل للمرة الثانية ردا على الإهانات التي تلقاها من السفيرة الفرنسية”.

ورفضت شخصيات محسوبة على حزب الله خاصة كلام السفيرة.

 وكتب معمم:

Sayed_Samikhdra@

المشهد الذي رأيناه بعد كلمة رئيس الوزراء اللبناني مع سفراء الدول الغربية حيث ردت عليه بكل صلافة السفيرة الفرنسية، هذا المشهد أين نراه في أي دولة من العالم؟ فالمباردة لمثل هؤلاء باتت واضحة في خنق لبنان والتآمر عليه، وبوقاحة!

في المقابل عد مغردون تصريحات السفيرة “لقاحا للحقيقة”.

واعتبر مغرد:

kh_andd@

رد السفيرة الفرنسية على دعوة ما يسمى برئيس الحكومة الدول لمساعدة لبنان جاء مدوياً خربط كيان دياب وأسباب صمته، إما لأنه لم يفهم عليها أو خجل من نفسه أو أنه اعترف بخطئه وفي كل الأحوال نتوجه للسفيرة بالتحية لأنها حقنته بلقاح حقيقة “أن كل العهد مسؤول عن الإنهيار”.

وأكد آخرون أن هذا اللقاح لن ينفع أيضا.

 وكتب مغرد:

BassamAbouZeid@

تكشف الصباح عن بهدلة دبلوماسية غير مسبوقة لمن شاركوا في حكم لبنان سنوات وسنوات وأدت سياساتهم إلى خراب لبنان. ولكن كل ذلك لن ينفع، سيستمر هؤلاء في تدمير ما تبقى وإفقار كل الناس وفي مقدمهم أنصارهم. في هذا فقط يخططون وينفذون ويبرعون.

وأطلق مغردون حملة سخرية من دياب مؤكدين أن السفيرة الفرنسية “مسحت السراي الحكومي” بالطبقة السياسية في لبنان.

ووصف معلقون حسان دياب بالساذج كما وصفوا خطابه بالمضلل.

وقال مغرد:

ArakjiBilal@

حسان دياب الساذج ماذا كان ينتظر بعد خطابه المضلل؟ أتى الرد من السفيرة الفرنسية أقل ما يقال فيه أنه صاعق! روح طم حالك وخلص نفاق أنت وغيرك. فيك تكذب بعض الوقت على بعض الناس بس ما فيك تكذب كل الوقت على كل الناس. #لبنان_ليس_بخير

وقال إعلامي:

salmanonline@

بعد “مرجلة” حسان دياب أمام السفراء جاء الرد من السفيرة الفرنسية التي حملت الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار وليس الحصار المالي كما قال حسان دياب قبل أن ينقطع البث المباشر من السراي الحكومي. حاول دياب التشاطر بخطاب شعبوي منسوخ من القوى التي أتت به، فأتاه الرد بوضوح. بهدلة هذا البلد.

ولطالما كانت الكوميديا السوداء علامة على قوة التحمل والمقاومة في بلد يعاني مشاكل اقتصادية واجتماعية معقدة. ويعتبر مغردون أن الردود الساخرة هي “آلية للدفاع” النفسي هدفها التخفيف من حالة الاحتقان والحالة السلبيّة التي يعيشونها.

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تجاوزاً للمحظورات ضد الرموز السياسية خاصة في بلد يعاني المحاصصة الطائفية ويعد “الزعيم الرمز أهم من أي شيء آخر”.

وقال مغردون إن لبنان يقبع تحت الاحتلال الإيراني.

وكتب معلق:

FaresSouaid@

حسناً فعلت سفيرة فرنسا في مطالعتها أمام الرئيس دياب حين حمّلت المسؤولين اللبنانيين أعباء الانهيار، وأخطأت السفيرة عندما برّأت المجتمع الدولي من مسؤولياته تجاه لبنان، سيدتي لبنان تحت الاحتلال الإيراني وهو يخضع لحصار مزدوج من قبل المجتمع الدولي ومن غالبية لبنانية صامتة.

وتضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات تدعو إلى تطبيق “الوصاية الدولية” على لبنان باعتباره “دولة فاشلة”.

وكانت عريضة إلكترونية على موقع “أفاز” نشرت العام الماضي للمطالبة بعودة الانتداب الفرنسي إلى البلاد أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

19