بن غفير يستعجل حربا على حزب الله

القدس/بيروت - انتقد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي ايتمار بن غفير اليوم الثلاثاء وزير الدفاع يوآف غالانت بعدما أطلق حزب الله أكثر من مئة صاروخ على شمال إسرائيل، مطالبا بشن حرب الآن على الجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال بن غفير في بيان "غالانت، الجيش مسؤوليتك. ماذا تنتظر؟"، مضيفا "تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ على دولة إسرائيل وأنتم تجلسون في هدوء ؟، بحسب ما نقلت عنه صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.
وتابع "يتعين علينا أن نبدأ بالرد وشن هجوم - الحرب ، الآن". وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي رد بشن العديد من الهجمات على البنية التحتية لحزب الله في لبنان.
وقالت قناة المنار" التابعة لحزب الله اللبناني أن "الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية بالصواريخ استهدفت منطقة "ضهور العيرون" في خراج بلدة "سرعين" في البقاع شرق لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء بأنه استهدف نحو 4500 هدف لحزب الله خلال الأشهر الخمسة الماضية في لبنان وفي سوريا، وأوقع 300 قتيل بين مقاتلي الحزب و750 إصابة.
وقال في بيان إن الأهداف ضُربت من الجو ومن الأرض وشملت "منشآت تخزين أسلحة ومنشآت عسكرية مخصصة للأنشطة الهجومية لحزب الله ومراكز قيادة وسيطرة عملياتية".
وأوضح البيان أن الجيش قام "خلال الأشهر الخمسة الماضية، تحت إشراف مركز التحكم في النيران التابع للقيادة الشمالية والقوات الجوية الإسرائيلية، بضرب أكثر من 1200 هدف لحزب الله من الجو وأكثر من 3100 هدف لحزب الله من الأرض" في لبنان وسوريا.
وقال إن الجيش قضى منذ بداية الحرب على "أكثر من 300 وأصاب أكثر من 750" من مقاتلي حزب الله "من بينهم خمسة من كبار القادة"، وأنه ضرب عشرات الخلايا التي "وجهت أو أطلقت صواريخ مضادة للدبابات والقذائف الصاروخية على إسرائيل"، مضيفا أن هذه الضربات أدت "إلى إضعاف قدرات حزب الله الجوية والبرية، فضلا عن تسلسل قيادته".
وأوضح أن عملياته جاءت ردا على "هجمات المنظمة المستمرة ضد المدنيين وبلدات شمال إسرائيل" وأنها ستتواصل "لطرد حزب الله وقواته من جنوب لبنان لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم بأمان".
وطالت ضربات إسرائيلية مجددا الثلاثاء محيط بلدتين في شرق لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "مقري قيادة" تابعين لحزب الله وأوقعت وفق مصدر أمني قتيلا على الأقل وعشرة جرحى.
والقتيل هو لاعب كرة قدم لبناني في فريق محلي. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "اللاعب في فريق شباب بعلبك مصطفى غريب، ارتقى شهيدا متأثرا بجروح أصيب بها خلال الغارة التي استهدفت مبنى في بلدة أنصار البقاعية".
وأوضحت أن غريب قُتل بجوار منزل صديق له كان يزوره، مضيفة أن المبنى الذي استهدفته الغارة "يوجد فيه مركز لوزارة الصناعة".
ومساء الثلاثاء ذكرت صحيفة النهار اللبنانية أن حزب الله وأهالي مدينة بعلبك شيّعوا جثمان غريب الذي تأهل فريقه قبل 3 أسابيع إلى مصاف أندية الدرجة الأولى.
وأمّ رئيس الهيئة الشرعية في الحزب محمد يزبك صلاة الجنازة. وقال إن "المقاومة لم تستخدم إلا جزءا من قدراتها، وهي حاضرة لمواجهة أي طيش وأي عدوان"، وفقا للصحيفة، مضيفا "إننا أقوياء وسنبقى نساند أهلنا وشعبنا في فلسطين، في الضفة وفي غزة، سنبقى معهم ولا يمكن للمقاومة أن تتخلى عنهم مهما كانت التضحيات". وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض لبنانية في الجنوب.
و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ الثامن من ذلك الشهر، مما أسفر عن قتلى وجرحى على الجانبين، غالبيتهم في لبنان.
وجاءت الضربات الإسرائيلية بعيد إعلان حزب الله إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على قصف طال ليلا محيط مدينة بعلبك، أبرز معاقله في شرق لبنان.
ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 318 شخصا على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة إلى 54 مدنيا في لبنان، بحسب بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وقضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب بيانات رسمية.
ويمثل هذا العنف تصعيدا للصراع بين حزب الله وإسرائيل والذي يأتي بالتزامن مع حرب غزة ويثير مخاوف من نشوب صراع شامل بين الخصمين المدججين بالسلاح.