بنك أبوظبي الأول يغير خارطة النظام المصرفي الإماراتي

أبوظبي – أطلقت حكومة أبوظبي أمس، بنك أبوظبي الأول ليصبح أكبر مؤسسة مالية في الإمارات وأحد أكبر البنوك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد اتمام اندماج مصرفي الخليج الأول وأبوظبي الوطني.
ويرى المسؤولون في أبوظبي أن تأسيس بنك كبير سيسهم في تحقيق تطلعات الإمارة إلى أن تصبح مركزا ماليا رئيسا في المنطقة والعالم في السنوات القليلة المقبلة.
وقال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة الكيان المصرفي الجديد إنه “مع توحيد اثنين من أكثر المؤسسات المالية نجاحا في أبوظبي نشهد اليوم بداية فصل تاريخي آخر في مسيرة الإمارات”.
وأضاف “كلنا ثقة بأن بنك أبوظبي الأول سيوفر لبلادنا المزيد من الفرص ويدعم تحقيق طموحات النمو لمساهمينا وعملائنا وموظفينا حول العالم”.
|
وتبلغ أصول البنك الجديد، الذي جاء نتيجة اندماج بنك الخليج الأول وبنك أبوظبي الوطني، نحو 183 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز أصول أكبر بنوك المنطقة قبل إكمال الاندماج، وهو بنك قطر الوطني التي تبلغ حوالي 150 مليار دولار.
وأعطى هذا الإعلان إشارة للكيان الجديد من أجل تداول أسهمه في سوق أبوظبي للأوراق المالية وذلك عقب اكتمال المتطلبات القانونية لعملية الاندماج بين البنكين في الأول من أبريل الجاري.
وقال عبدالحميد سعيد، الرئيس التنفيذي للبنك الجديد إن “هذه اللحظة تشكل تحولا تاريخيا لأبوظبي والمنطقة والعالم وامتدادا لمسيرة البنكين التي تعود جذورها إلى حوالي خمسين عاما مضت”.
وأكد أن البنك باعتباره الأكبر سيكون لديه القدرات المالية والخبرات الواسعة وشبكة العلاقات الدولية اللازمة لوضع عملائه على رأس قائمة أولوياته عبر توفير مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات والحلول المصرفية التي ستساهم في تحقيق أرباح قوية وعوائد متزايدة لمساهميه.
ويبلغ رأس مال الكيان الجديد قرابة 3 مليارات دولار وتصل حقوق الملكية إلى قرابة 26.7 مليار دولار وقيمة سوقية تبلغ حوالي 30.2 مليار دولار.
وقال راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية إن “الاندماج بين مصرفي الخليج الأول وأبوظبي الوطني يشكل نقطة تحوّل جديدة نحو تأسيس أكبر كيان مصرفي في الامارات وأحد أكبر البنوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأكد البلوشي أن التداول على السهم الجديد لبنك أبوظبي الأول يعزز الاستثمار المؤسسي ويزيد السيولة في السوق.
وكشف أن مؤسسة فوتسي خصصت قرابة 112 مليون دولار للاستثمار في سهم الكيان المصرفي الجديد، إضافة إلى اعتزام بنك مورغان ستانلي رفع حجم تعاملاته التداول سوق أبوظبي المالي بنسبة 15 بالمئة.
|
ويشجع السوق الكيانات الكبيرة في بورصة أبوظبي للمنافسة عالميا، وذلك من خلال مثل هذه الإدراجات التي تزيد السيولة والتداول وتستقطب الاستثمارات من الشركات العالمية وخاصة في الأسهم الحرة.
ويقوم فريق الإدارة العليا للبنك الجديد الذي يمتاز بكفاءته وخبراته الواسعة من المؤسستين الماليتين بتنفيذ خطة البنك الاستراتيجية بنجاح لتعزيز عوائد العملاء والمساهمين ضمن مختلف قطاعات الأعمال.
وحدّد مجلس إدارة الكيان المصرفي الجديد التوجهات الاستراتيجية للبنك وأولوياته الرئيسية للمرحلة القادمة ودعا الإدارة العليا للعمل بموجبها وبما يتماشى مع طموحات أبوظبي ودولة الإمارات ورؤيتها التنموية.
وتعليقا على التوجه الاستراتيجي للبنك، قال الرئيس التنفيذي للكيان المصرفي الجديد “لقد بدأنا الآن وبشكل رسمي حقبة جديدة في مسيرتنا مستندين في ذلك إلى سجل النجاحات المتميزة التي حققها البنكان خلال السنوات الماضية بجانب السعي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الرائدة على صعيد دولة الإمارات والعالم”.
وأوضح أن استراتيجية البنك الجديد تتمحور حول بناء مكانته كمؤسسة رائدة في مجال الخدمات المالية تضع عملاءها على رأس قائمة أولوياتها، وتساهم في توفير أفضل قيمة لمساهميها وتعزز مستويات الازدهار والنمو على الصعيدين الفردي والمؤسسي.
وأضاف أن “الخدمات الرائدة والمتميزة للعملاء تتمتع بالإمكانيات والخبرات اللازمة لتمكين بنك أبوظبي الأول من توطيد مكانته القيادية في مجال الخدمات المصرفية في الدولة حيث يوفر أكثر المنتجات والخدمات والحلول المصرفية التكنولوجية ابتكارا في المنطقة”.
ويتيح التوجه نحو الحلول المبتكرة للبنك قيادة القطاع المصرفي في مجالات الخدمات الرقمية والتجارب المصرفية المصمّمة خصيصا لتناسب احتياجات العملاء.
وبفضل شبكة فروعه العالمية المنتشرة في 19 بلدا وخبراته وعلاقاته الممتدة في المنطقة سيعمل البنك الجديد على تطوير أعماله الدولية بما يتيح لعملائه القدرة على الوصول إلى الأسواق العالمية ويساهم في تيسير التدفقات المالية عبر العالم.