بنكيران مجددا على رأس الأمانة العامة للعدالة والتنمية المغربي

"المصباح" يرغب في ترميم صفوفه استعدادا للاستحقاقات القادمة التي ستُنظم في السنة المقبلة.
الاثنين 2025/04/28
طريق مفتوح

الرباط - نجح عبدالإله بنكيران في كسب ثقة أعضاء حزب العدالة والتنمية المغربي من جديد، ليستمر على رأس الأمانة العامة للحزب لولاية إضافية، بعدما نال غالبية الأصوات المدلى بها في المؤتمر الوطني التاسع مساء الأحد.

وحسب النتائج النهائية التي كشف عنها المؤتمر الوطني لحزب "المصباح"، فقد حصل بنكيران على 974 صوتا من مجموع 1390 صوتا صحيحا، بعدما تم إلغاء 12 صوتا من إجمالي عدد المصوتين الذي بلغ 1402 صوت، وبالتالي حصل بنكيران على ما يقرب من 70 في المئة من الأصوات.

وحل إدريس الأزمي في المرتبة الثانية بعدد أصوات بلغ 394 صوتا، ثم حل في المرتبة الثالثة، عبدالله بووانو الذي حصل على 42 صوتا، ومن ثمة يسدل حزب العدالة والتنمية الستار على مؤتمره الوطني التاسع بتجديد الثقة في عبدالإله بنكيران.

وكشفت نتائج الترشيح الأولي، وهو الترشيح الذي يقدمه أعضاء الأمانة العامة السابقة والأمانة العامة الجديدة، عن تصدر عبدالإله بنكيران أصوات الترشيح، بحصوله على 163 صوتا، متبوعا بإدريس الأزمي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي حصل على 160 صوتا، أي بفارق 3 أصوات فقط بين بنكيران والأزمي.

كما كشفت النتائج المتبقية أيضا عن حصول عبدالعزيز العماري، نائب الأمين العام، على 111 صوتا، ثم عبدالله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب بمجلس النواب، الذي حصل على 94 صوتا، في حين حصل عبدالعلي حامي الدين على 31 صوتا، وجامع المعتصم على 30 صوتا.

وخلال إجراءات الاعتذار، قرر كل من عبدالعزيز العماري، وعبدالعلي حامي الدين، وجامع المعتصم، الخروج من سباق التنافس على منصب الأمين العام، ليبقى في التنافس كل من بنكيران والأزمي وبووانو.

ويأتي المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، بعد ما وصفه القيادي البارز في الحزب عبدالعلي حامي الدين بـ”نكسة” الانتخابات الأخيرة، حيث يرغب “المصباح” في ترميم صفوفه استعدادا للاستحقاقات القادمة التي ستُنظم في السنة المقبلة.

الانتخابات تأتي في ظل تحديات يواجهها حزب العدالة والتنمية، الذي لم يتعاف بعد من هزيمته القاسية عام 2021

كما تأتي هذه الانتخابات في ظل تحديات جمة يواجهها حزب العدالة والتنمية، الذي لم يتعاف بعدُ من الهزيمة الانتخابية القاسية عام 2021، بعدما انتقل من قوة سياسية تضم 140 برلمانيا (من نواب ومستشارين) إلى فريق بـ13 مقعدا بمجلس النواب، بالإضافة إلى أزمة مالية لم يتمكن بنكيران من تجاوزها بشكل كامل حيث كادت تؤثر على مسار الإعداد للمؤتمر التاسع.

ويسعى بنكيران والمحيطون به إلى ربط الحزب ببعده الفكري الخارجي كتنظيم إسلامي عبر استضافة ممثلين لأحزاب إسلامية في محاولة لإعادة تمتين الروابط داخل الحزب بالتذكير بهويته ومشروعه بعد أن تحول إلى ساحة للصراعات وتصفية الحساب بين القيادات والمجموعات المتصارعة.

وشهد المؤتمر أيضا انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، الهيئة التي ستضطلع بدور حاسم في اختيار الأمين العام الجديد. وقد لوحظ غياب قيادات مؤثرة ووازنة كالقيادي والوزير السابق عزيز رباح، والقيادي البارز المصطفى الرميد الذي سبق أن أعلن استقالته النهائية من الحزب، ونجيب بوليف الذي ظل يعتبر أن المجلس الوطني للحزب “غير شرعي”.

ويعد غياب الأمين العام السابق للحزب سعدالدين العثماني، الذي ترك الحزب، دليلا إضافيا على عمق التفكك الذي وصل إليه الحزب إذ يعجز عن اجتذاب أمينه العام السابق لحضور أشغال المؤتمر.

ويأتي هذا الاستحقاق في ظل استمرار الحزب في البروز على الساحة السياسية المغربية، رغم وجوده في صفوف المعارضة.

وبحسب الإجراءات الداخلية للحزب، يختار كل عضو في المؤتمر الوطني أسماء 3 مرشحين بطريقة سرية، ومن يحصل على أكثر من 10 في المئة من الأصوات يصبح مرشحا.

وفي المرحلة الثانية، يختار الحاضرون في المؤتمر مرشحا واحدا بطريقة سرية، ومن يحصل على أكبر عدد من الأصوات يصبح الأمين العام الجديد.

وفي الثلاثين من أكتوبر 2021، انتخب المؤتمر الاستثنائي للعدالة والتنمية بنكيران رئيس الحكومة الأسبق (2011 – 2017)، أمينا عاما للحزب لولاية امتدت 4 سنوات.

4