بنغازي الدولي للكتاب يهتم بالأدب النسوي ودوره في الحركة الثقافية

الدورة تخصص ندوة حوارية حول دور المرأة في إثراء الحركة الثقافية بليبيا.
الأربعاء 2022/10/26
حضور خجول في القطاع الثقافي

بنغازي – اختتمت الثلاثاء فعاليات الدورة الأولى من معرض بنغازي الدولي للكتاب الذي انعقد بمشاركة حوالي مئتي دار نشر عربية، تعرض أكثر من مئة وثلاثين ألف عنوان، بينما حلّت مصر ضيف شرف الدورة التأسيسية.

وحملت الدورة اسم الشاعر الليبي أحمد رفيق المهدوي (1898 – 1961)، الذي وُلد في بلدة فساطو (شمال غربي البلاد)، وعاش في بنغازي، حيث عمل في بلديتها، لكن جرى عزله بسبب قصائده الوطنية ضدّ سلطات الاحتلال الإيطالي، ما اضطره للهجرة إلى تركيا عام 1934، قبل أن يعود إلى ليبيا سنة 1946، وُجمعت قصائده في ديوان شعري، كما كتب مسرحية بعنوان “غيث” والعشرات من المقالات الصحافية. وأطلق عليه في العام 1960 لقب “شاعر الوطن”.

أسماء الأسطى: الأدب النسائي نشأ في فترة متقاربة مع ما كتبه الرجال
أسماء الأسطى: الأدب النسائي نشأ في فترة متقاربة مع ما كتبه الرجال

وشهدت هذه الدورة اهتماما بالأدب النسائي والإنتاجات النسائية، حيث خصصت ندوة حوارية حول الأدب النسائي ودور المرأة في إثراء الحركة الثقافية بليبيا.

وجاءت هذه الندوة كتقييم لحضور المرأة في القطاع الأدبي والثقافي في البلاد، فالمرأة الليبية لم تحظ بعد بمكانة كبرى في الحراك الثقافي محليا وعربيا وحتى دوليا، ولا تزال خاضعة للمجتمع الذكوري والتقاليد الاجتماعية المحافظة التي لم تتقبل بعد تحرر المرأة وخوضها العديد من المجالات وخاصة منها الثقافية والفنية. في حين ترى شريحة واسعة من الليبيين أنه حان الوقت لمواكبة الثورة المعلوماتية، والحقوقية واضطلاع المرأة بدورها الفكري والتثقيفي اللازم لتثبت أنها قادرة على أن تلعب دورا مهما في المشهد الثقافي الليبي والارتقاء به إلى مرتبة تمكنه من المنافسة والتعريف بالخصوصية المحلية.

وكانت أول من تحدثوا من المشاركين في الندوة الكاتبة والمؤرخة الليبية أسماء الأسطى حيث قدمت لمحة عن بدايات الأدب النسوي بليبيا من خلال مساهمات أسماء برزت مثل زعيمة الباروني (1910 – 1970)، وكتابها “القصص القومي”.

ورأت الأسطى أن الأدب النسائي الليبي نشأ في فترة زمنية متقاربة مع ما كتبه الكتاب الرجال، وبعض الكاتبات كن ينشرن بأسماء نسائية مستعارة، حيث مثلا لم تتعد الفترة الزمنية بين ظهور القاص عبدالقادر بوهروس، وزعيمة الباروني، ثلاث سنوات، وهي التي اختارت الظهور بهويتها الحقيقية في حين كانت بداية بعض الكاتبات الليبيات تحت أسماء مستعارة خوفا من سطوة الرجل.

سعاد الجهاني: هناك نقاب يغطي عقل المرأة ويفصل بينها وبين الرجل
سعاد الجهاني: هناك نقاب يغطي عقل المرأة ويفصل بينها وبين الرجل

وعن الريادة التي حظيت بها المرأة في هذا الجانب تقول المؤرخة الليبية إن أسماء كثيرة تحصلت على وسام الريادة أمثال الكاتبة مرضية النعاس في مجال الرواية، عن روايتها “شيء من الدفء” الصادرة عام 1972، وفوزية شلابي أيضا حملت وسام الشعر، وغيرهن كثيرات.

وتوضح أن النساء تمتعن بحضور أكبر في المشهد الأدبي عندما أصبحن يمتلكن مقومات التعبير، وعندما سعى الرجل الليبي لتعليم بناته فتلقين التعليم كالسيدة خديجة الجهمي، وحميدة العنيزي. ثم ظهرت جمعية النهضة الليبية في الخمسينات، تلتها العديد من الجمعيات الأدبية، وهذا كان له الدور في تشجيع المرأة فخرجت وشاركت في الاجتماعات وكان لها تأثيرها الذي أردفته بدخولها إلى الكليات الجامعية.

وأضافت أسماء “وفرت مجلة البيت التي أسستها الجهمي مجالا آخر للنشر والإبداع، ولاقت قبولا كبيرا مما ساهم في ظهور الكثير من الأسماء والمبدعات في الأدب النسوي بليبيا”.

ورأت المخرجة سعاد الجهاني أن أهمية الكتاب تتجسد في أهمية الكاتب، سواء كان رجلا أو امرأة، ومدى اقترابه من الجمهور والواقع، فالإبداع هو الإبداع، وليس حكرا على رجل أو امرأة، والمرأة تبدع كالرجل وأكثر، وهناك أسماء نساء عديدات عرفن عربيا ومحليا في المشهد الأدبي، وقالت “لقد غادرت المرأة جدران الحريم، ولكن لا يزال هناك نقاب يغطي عقلها وهو نظام اجتماعي يفصل بين المرأة والرجل”.

واعتبرت أن تصنيف الأدب بـ”نسوي” إنما هو تعبير يقلل مما تكتبه المرأة .

وشاركت الإعلامية عواطف الشهيبي بمداخلة حول حضور المرأة في الشعر قائلة “الأدب النسوي ليس وليد اللحظة، فهو ضارب في التاريخ وقبل العصر الإسلامي، فقد اهتم بأدب المرأة من خلال جمع الشعر والتراجم، لكن لم تفرد لها مصنفات، وحتى كل المعلومات التي وصلت خلت من شاعرات العرب وعملهن الأدبي، وأشعار النساء التي وصلتنا قليلة جدا، بسبب عدم اهتمام النساء بالشعر، والمرأة في العصر الجاهلي كانت تقرض الشعر، وسايرت الرجل في الشعر والأدب والنقد، مثل أول نقد قدمته أم جندب زوجة امرؤ القيس لشعره وشعر علقمة، فما كان منه إلا أن طلقها، كما شاركت المرأة في العصر العباسي في الحركة الفكرية”.

12