بنسودا: المتورطون في جرائم دارفور يجب أن يقدموا للعدالة

الخرطوم - قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا خلال زيارة للسودان، الثلاثاء، إن المشتبه بهم السودانيين المطلوبين للمحكمة يجب أن يواجهوا العدالة بشأن الجرائم في إقليم دارفور.
وأضافت بنسودا للصحافيين أن مناقشات تجرى مع السلطات السودانية بشأن الخيارات المتعلقة بمحاكمة المشتبه بهم، ومن بينهم الرئيس المخلوع عمر البشير.
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بمكتبه بالقصر الجمهوري بوفد المحكمة الجنائية الدولية برئاسة بنسودا.
وأكدت بنسودا أن اللقاء بحث سبل التعاون بين الحكومة السودانية والمحكمة الجنائية الدولية، وأكدت أنها لمست خلال اجتماعاتها في الخرطوم استعدادا ورغبة المسؤولين السودانيين في التعاون مع المحكمة الجنائية وإيجاد الطريقة المثلى لإنجاز هذا التعاون.
وتابعت "لقد حصلت اليوم على تأكيدات من رئيس مجلس السيادة الانتقالي ومعاونيه من أجل تحقيق العدالة لمصلحة الضحايا ومحاسبة مرتكبى الجرائم في دارفور"، مشيرة إلى أن التعاون سيستمر بين الطرفين في هذا الصدد.
وأوضحت أن هذه هي المرة الأولى التي تطلع فيها والفريق المعاون لها على الأوضاع والقضايا على أرض الواقع عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 5093، وأوضحت أن هذه الزيارة ليست خاتمة المطاف ولكنها بداية لجهود التعاون بين السودان والمحكمة من أجل تحقيق العدالة لضحايا الحرب في إقليم دارفور.
ووصلت بنسودا، السبت، إلى السودان في زيارة تستمر لغاية الأربعاء المقبل، حيث أعلنت أن الهدف من زيارتها هو التنسيق مع السلطات السودانية حول عمل المحكمة بالمواضيع ذات الصلة بإقليم دارفور غربي البلاد.
وكانت المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق الرئيس السابق عمر البشير واثنين من مساعديه بتهم ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية أثناء النزاع في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي استمر بين 1989 و2004 وأسفر عن 300 ألف قتيل والملايين من النازحين.
ويطالب ضحايا النزاع بتسليم المطلوبين للمحكمة. ورحبت هيئة محامي دارفور، الأحد، بزيارة المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية وفريقها المساعد ووصفت الزيارة بـ"الحدث التاريخي المهم" لأسر الضحايا.
وفي 10 يونيو الماضي، أبلغت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، مجلس الأمن الدولي، بأن "علي كوشيب"، أحد زعماء ميليشيا "الجنجويد" السودانية، بات رهن الاحتجاز بمقر المحكمة في مدينة لاهاي.
وطالبت بنسودا في الشهر نفسه كافة أعضاء المجلس ببذل كل الجهد لتسليم 4 متهمين سودانيين آخرين، بينهم الرئيس السابق، عمر البشير (1989: 2019)، ليمثلوا أمام المحكمة.
وفي 9 يونيو الماضي أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أن "علي كوشيب" بات قيد الاحتجاز لديها بعد تسليمه نفسه طوعا في أفريقيا الوسطى.
وأوضحت في بيان أن الرجل أحتجز بناء على أمر القبض الصادر عن المحكمة في 27 ابريل 2007.
وأعلنت الحكومة السودانية، في فبراير الماضي، أنها اتفقت مع حركات التمرد في دارفور، خلال محادثات سلام بجوبا، على ضرورة مثول المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية أمام المحكمة.