بناء صناعة دفاعية ضخمة مطمح تسعى الإمارات لترسيخه

مجموعة إيدج تطور استثماراتها بهدف زيادة المبيعات لتتجاوز أكثر من 5 مليارات دولار سنويا.
الخميس 2021/11/18
نبتكر منتجات تنافسية وبأياد محلية

يجذب التركيز المتزايد للإمارات على تنمية الصناعات الدفاعية اهتمام الكثير من المتابعين والخبراء الذين يقفون على واقع المسار الذي اتخذه البلد الخليجي في عمليات التطوير عبر ذراعه في هذا المجال، وهي مجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج” حتى يصبح مركزا عالميا يستقطب المزيد من الاستثمارات والشراكات ولجني الكثير من الإيرادات.

دبي - تنكب الإمارات أحد أكبر مشتري الأسلحة في العالم، على تطوير الصناعة العسكرية محليا من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة عن بعد، لتقليل اعتمادها على الصادرات الباهظة، في منطقة غالبا ما تعصف بها الأزمات.

ويبدو أن الأمر كان أكبر من مجرد إضافة شعارات وجني عائدات بالنسبة إلى البلد، بل تدور استراتيجيته بالأساس حول كيفية نقل عمليات التصنيع المتطورة إلى الداخل عبر استقطاب المئات من الشركات سنويا في معارض تم تخصيصها لذلك لاكتساب الخبرات وعقد الشراكات.

وتدرك الإمارات أن الصناعات الدفاعية المتطورة قطاع حيوي يساعد على تعزيز الاستثمارات وفي العمل التنموي مع مختلف بلدان العالم، ولذلك لم تترك الأمر للصدفة حتى تصل إلى ما هي عليه اليوم.

ويشخص فيصل البناي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج” مستقبل عمل ونشاط هذا الكيان على المدى المنظور.

فيصل البناي: الأنظمة الجديدة والذكية وذاتية التحكم في صميم تركيز إيدج
فيصل البناي: الأنظمة الجديدة والذكية وذاتية التحكم في صميم تركيز إيدج

وأكد في اليوم الأول من معرض دبي للطيران أن الأنظمة الجديدة والذكية وذاتية التحكم في صميم تركيز إيدج على الابتكار والقدرات العصرية، وهو ما تعكسه استثمارات المجموعة المستمرة في البحث والتطوير ضمن ذلك المجال.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عنه القول “نسعى باستمرار للحفاظ على تفوقنا في مجال القدرات غير المأهولة، لأننا ملتزمون بتقديم منتجات وتكنولوجيا متطورة جديدة إلى السوق بسرعة”.

وقبل عامين، تم إنشاء إيدج، التي تتّخذ من أبوظبي مقرا لها، لتقود هذه الجهود، وأصبحت تضم 25 شركة محلية لتصنيع أسلحة لدرجة أن خالد البريكي رئيس أحد الأقسام الخمسة في المجموعة قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن ذلك يمثّل “نضج صناعة الدفاع لدينا”.

وصعدت إيدج سريعا لتصبح واحدة من أكبر 25 شركة تصنيع دفاعي على مستوى العالم العام الماضي بعائدات تزيد عن خمسة مليارات دولار، وفقا للمعهد الدولي لأبحاث السلام (سيبري) في ستوكهولم.

وقال البريكي رئيس قطاع دعم المهام في المجموعة “أدركنا أنه يتعيّن علينا تجميع قدراتنا معا تحت سقف واحد للتركيز على ما نريد تصنيعه في الدولة، والآن يمكننا القيام بذلك على صعيد عالمي أيضا”. وتابع “لدينا عقلية مجموعة ناشئة، ولكن مع قدرات هائلة”.

وتوظّف المجموعة 13 ألف شخص “من جميع أنحاء العالم”، لكنها تعمل على توظيف المزيد من الإماراتيين، لاسيما من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات في الدولة الثرية أو في الخارج.

وفي معرض دبي للطيران الذي انطلق الأحد الماضي، يعرض جناح إيدج الضخم مجموعة من المنتجات المصنوعة في الإمارات، من القنابل الموجهة إلى أنظمة الأمن السيبراني.

ويسعى الجناح لاستقطاب العقود التي تكاد تكون حصرية لصالح القوات المسلحة الإماراتية، ولاسيما لصيانة الطائرات العسكرية للقوات الجوية بقرابة 4 مليارات دولار أو توفير الذخائر الموجّهة بقيمة إجمالية تصل إلى 880 مليون دولار.

وتعتبر دولة الإمارات الغنية بالنفط على غرار جارتيها السعودية وقطر، من بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، وتسعى لتنويع اقتصادها عبر الاستثمار في قطاعات لم تكن قبل سنوات ضمن دائرة اهتماماتها.

وقال البريكي “لدينا بالفعل 20 منتجا تم تصنيعها في إطار مبادرة ‘صنع في الإمارات’ وتم الإعلان عن 13 منتجا منها هذا العام”.

وأضاف “نطمح إلى العمل ضمن القدرات الوطنية (فقط)، لكن ليست لدينا درجة كافية من النضج للاستغناء عن الشركاء” بعد.

وبالتالي، تعمل المجموعة المصنّعة على زيادة عدد الاتفاقيات مع الشركتين الأميركيتين لوكهيد – مارتن ورايثون على سبيل المثال، أو امبراير البرازيلية ومجموعة أيرباص الأوروبية.

وبينما تقوم الشراكات على منح إيدج تراخيص إنتاج لمنتجات معيّنة، فإن المجموعة تبرم عقودا أخرى أكثر طموحا، إذ يقول البريكي إن “الشريك يشتري منتجاتنا ويبيعها” بالنيابة عن المجموعة.

وفتح توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل العام الماضي فرصا جديدة أمام المجموعة للتقرّب من المصنّعين العسكريين الإسرائيليين، الحاضرين بأعداد كبيرة لأول مرة في معرض دبي للطيران. وقال البريكي “نتناقش معهم ونوقع العقود، نحن نتّبع سياسة حكومتنا”.

خالد البريكي: لدينا في إيدج عقلية مجموعة ناشئة، ولكن مع قدرات هائلة
خالد البريكي: لدينا في إيدج عقلية مجموعة ناشئة، ولكن مع قدرات هائلة

وفي هذا السياق، أعلنت شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية العملاقة في مجال التسلح والتي تصمّم طائرات دون طيار الأحد الماضي عن إنشاء شركة تابعة في الإمارات تهدف بشكل خاص إلى “نقل التقنيات إلى الشركاء المحليين”.

وتأمل شركة إيدج، التي حصدت حوالي عشرين عقد تصدير للخدمات أو الذخيرة، في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية.

وفي الوقت الحالي تقوم أي.بي.آي، أحد كياناتها المتخصصة في الهندسة الدقيقة للملاحة الجوية، بتصدير أكثر من 60 في المئة من إنتاجها.

ورأى البريكي أنّ “التصدير مهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضا من ناحية إظهار جودة الأسلحة الإماراتية”، مضيفا “إذا كان لدينا منتج جيد، فيجب أن نكون قادرين على بيعه في الخارج”.

وأعلنت الطارق، إحدى شركات إيدج، والمتخصصة في تصميم وتصنيع أنظمة توجيه الذخائر بدقة الثلاثاء الماضي عن سلسلة من التطورات الجوهرية في مدى منتجاتها.

كما قامت بدمج مجموعة الميزات التشغيلية لأحدث تقنياتها والتي يمكنها أن تعزز قدرات أداء المهام بشكل كبير لمنتجات الشركة من أنظمة توجيه الذخائر بدقة ذات المدى البعيد.

وفي فبراير الماضي قال البناي إن “حجم مبيعات الشركة من الصناعات العسكرية يزيد على خمسة مليارات دولار”.

وتوقع حينها أن تنمو المبيعات بشكل أكبر في السنوات القادمة مع تطلعات المجموعة لزيادة قدراتها ومنتجاتها القائمة على التكنولوجيا المتقدمة بما ينعكس على نمو الإيرادات خلال العام الجاري والقادم.

10