بمشاعر متباينة.. العالم يتساءل ماذا بعد الخروج من العزل

لندن- بدأ سكان العالم يتذوقون طعم الحرية من جديد بعد خروجهم من عزلتهم المفروضة جراء انتشار فايروس كورونا المستجد الذي أودى بـ345 ألف شخص في العالم.
وبعد أن بدأ قطاع عريض من سكان الكرة الأرضية الخروج من فترة العزل، حانت لكثيرين فرصة النظر للوراء لتأمل الوقت الذي قضوه بعيدا عن الأصدقاء والأقارب والزملاء أو التطلع للأمام لاستشفاف ما سيحدث بعد ذلك.
وفي تحقيق لبعض من هذه التأملات من مختلف أنحاء افريقيا والشرق الأوسط فقد تباينت الآراء بين الذين يتطلعون إلى التغيير وكانوا سعداء بالحجر المنزلي الذي جعلهم يتواصلون مع أفراد العائلة أكثر وبين من سجن خانق.
وقال إديتونا أوموكاني المصور البالغ من العمر 29 عاما الذي يعيش في لاجوس "الإغلاق كان فترة عظيمة لكي أتنفس فيها وأعيد تقييم الكيفية التي عشت بها حياتي وأحاول التركيز بدرجة أكبر على الأمور التي تهمني حقا".
كما نظر ألكسندر كايافاس الذي يعيش في المدينة النيجيرية المزدحمة ذاتها إلى الجانب المشرق في فترة انعزاله في البيت. وقد أصبح كايافاس الذي يعمل محلل بيانات وعمره 25 عاما يعتز بالوقت الذي يقضيه مع أسرته وفي دراساته وفي التواصل مع الأصدقاء عبر الانترنت.
إلا أن زوديدي ديسيوولا وهي ربة بيت في إقليم كيب الشرقي الريفي في جنوب أفريقيا لم تجد راحة تذكر في الأسابيع التي قضتها في كوخها الصغير المستدير.
وقالت ديسيوولا "أصبحنا أنا وزوجي عالقين في هذا البيت المكون من غرفة واحدة عاجزين عن الذهاب للعمل. وكنا نكافح للحصول على الطعام لأننا لم يكن لنا مصدر دخل".
وفي رأي كثيرين غيرها هناك في الوقت نفسه سلبيات كثيرة للحياة بعيدا عن الأصدقاء والعمل.
ففي العاصمة المصرية القاهرة وصفت الطالبة ندا ماجد (20 عاما) فترة الإغلاق "بالسجن".
وقالت "عندما اتطلع للخارج أرى نفس المشهد لكني أحس بشعور مختلف. الشوارع أكثر حزنا وغموضا ولا أمل في الخروج قريبا".
وقالت زينب محمد (أم هاني) التي تعيش في القاهرة أيضا إنها تفتقد التواصل المنتظم مع أقاربها وأصدقائها.
وتعمل أم هاني (59 عاما) حارسة عقار وتعيش في غرفة بها القليل من الأثاث ويبدو فيها جهاز التلفزيون مصدر الضوء في العتمة.
وقالت "أريد الذهاب إلى حديقة الحيوان مع أحفادي. وأريد أيضا أن أسافر بهم إلى البحر وأحلم بذلك مرات كثيرة".
أما لمى نادر (28 عاما) التي تطل نافذتها على البحر في مدينة صور اللبنانية القديمة فتتمتع برؤية صفحته الزرقاء كل يوم.
وقالت "أحب الهدوء والابتعاد عن ضوضاء العاصمة بيروت"، مضيفة أنها تريد السباحة من جديد بمجرد أن تتمكن من التنقل مرة أخرى.
وبالنسبة لها ستعني نهاية فترة العزل تقلص فرص رؤية أفراد أسرتها، وقالت "شقيقي سيعود إلى دبي وأنا إلى بيروت وسأنفصل عن أبي وأمي أيضا".
غير أن الجائحة لم تجلب بالنسبة لكثيرين تغييرا ملحوظا يذكر.
فأبو غازي يعيش في خيمة مؤقتة على أطراف مقبرة في بلدة معرة مصرين في شمال سوريا وهو يتوق للعودة إلى بيته شأنه شأن ملايين من أبناء وطنه النازحين في الحرب التي بدأت قبل تسع سنوات.
وقال أبو غازي (29 عاما) "حجرنا على نفسنا مع الموتى. فنحن ننام ونصحو على رؤية القبور".