بلينكن يكشف موقف نتنياهو من مقترح وقف إطلاق النار

وزير الخارجية الأميركي يؤكد أن نتنياهو ملتزم بالطرح الإسرائيلي معتبرا رد حماس علامة تبعث على الأمل.
الثلاثاء 2024/06/11
بلينكن ينتظر الرد الأهم من قادة حماس داخل غزة

تل ابيب - قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أعاد تأكيد التزامه" بمقترح وقف إطلاق النار في غزة خلال لقائهما في القدس، فيما تحذر الأمم المتحدة من استمرار العنف في القطاع، معربة عن "صدمتها الشديدة" إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية لتحرير الرهائن.

وقال بلينكن "التقيت برئيس الوزراء نتنياهو الليلة الماضية وأكد مجددا التزامه بالاقتراح"، مضيفا أن ترحيب حماس بقرار وقف إطلاق النار الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي الإثنين إشارة تبعث على "الأمل ".

وأضاف "إنها علامة تبعث على الأمل، مثلما كان البيان الذي صدر بعد أن قدم الرئيس (جو) بايدن مقترحه قبل عشرة أيام باعثا للأمل". وقال "ننتظر الرد من حماس".

ولم تعلن إسرائيل أيضا رسميًا بعد عن قبولها لاقتراح وقف إطلاق النار، الذي كشف عنه بايدن في 31 مايو.

وعرض بايدن ما وصفها بأنها خطة إسرائيلية من ثلاث مراحل من شأنها إنهاء النزاع وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة من دون وجود حماس في السلطة. لكن وبعد وقت قصير من ذلك قال نتنياهو إنها "غير مكتملة".

وبحسب وزير الخارجية الأميركي فإن النهج العسكري لم يكن "كافياً ويجب وضع خطة سياسية واضحة وخطة إنسانية واضحة لضمان عدم سيطرة حماس بأي شكل من الأشكال على غزة وبأن إسرائيل قادرة على المضي قدماً نحو أمن أكثر استدامة".

وقال بلينكن إن على حماس أن تقرر المضي قدماً في المقترح المطروح من عدمه، مضيفاً "الحديث القادم من قيادة حماس داخل غزة هو الأهم وهو ما ننتظر رؤيته".

وحذر وزير الخارجية الأميركي من أنه "كلما طال أمد الأمر زادت احتمالات اتساع الصراع"، مشيراً إلى أن المحادثات بشأن خطط اليوم التالي لانتهاء الحرب ستستمر بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) وخلال اليومين المقبلين.

وبالتزامن صرح سامي أبوزهري القيادي في الحركة لرويترز اليوم الثلاثاء أن "حماس قبلت قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب وتبادل الأسرى وجاهزة للتفاوض حول التفاصيل".

وأضاف أبوزهري، رئيس الدائرة السياسية في حماس في الخارج "الإدارة الأميركية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام الاحتلال بالوقف الفوري للحرب كتنفيذ لقرار مجلس الأمن".

وتبنى مجلس الأمن الدولي، الإثنين، مشروع قرار صاغته واشنطن، يدعم مقترحا طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو الفائت ويدعو إسرائيل وحماس "إلى التطبيق الكامل لشروطه من دون تأخير ومن دون شروط".

ورحبت حماس بالموافقة على مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة وقالت في بيان إنها مستعدة "للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن الرئاسة "مع أي قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية". كما قالت "حركة الجهاد الإسلامي" في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إنها تنظر "بإيجابية" إلى ما تضمنه القرار "لا سيما لجهة فتح الباب أمام الوصول إلى وقف شامل للعدوان وانسحاب كامل للعدو من قطاع غزة".

وامتنعت روسيا عن التصويت في الأمم المتحدة، في حين وافقت بقية الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس وعددها 14 على مشروع القرار الذي يدعم خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار طرحها بايدن في الـ31 من مايو الماضي ووصفها بأنها مبادرة إسرائيلية.

 لكن مشروع القرار لم يقدم تفاصيل كافية لموسكو، وتساءل سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عما وافقت عليه إسرائيل على وجه التحديد قائلا إنه لا ينبغي لمجلس الأمن أن يوقع على اتفاقات ذات "معايير غامضة". وأضاف "لم نرغب في عرقلة القرار لأنه ببساطة على حد علمنا يحظى بتأييد العالم العربي".

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوَت في مدينة حيفا الساحلية بشمال إسرائيل اليوم الثلاثاء بسبب أحد الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية وليس بسبب صاروخ قادم.

ويأتي هذا وسط تصاعد للأعمال القتالية على الحدود مع لبنان.

وأضاف الجيش أن صفارات الإنذار دوَت "بعد إطلاق صاروخ اعتراضي" وأنه يجري التحقيق فيما جرى.

وكان الجيش قد قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إنه اعترض "هدفا جويا مشبوها" قبالة ساحل حيفا دون وقوع إصابات أو أضرار.

وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان إطلاق النار منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر تشرين الأول. ويقول الجانبان إنهما مستعدان لمواجهة أكبر، على الرغم من أن التبادلات بينهما تبدو حتى الآن وكأنها محسوبة تجنبا لتصعيد أوسع.

واشتدت الأعمال القتالية خلال الأسبوع الماضي، إذ قصف كل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله مواقع خارج المناطق التي تركزت فيها عمليات إطلاق النار السابقة.

ودوَت صفارات الإنذار في عدة مناطق أخرى بشمال إسرائيل اليوم الثلاثاء قبل أن يقول الجيش إنه رصد نحو 50 قذيفة أُطلقت من لبنان على مرتفعات الجولان المحتلة. وأضاف أنه تم اعتراض عدد منها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار.

ووسط هذه الأجواء، أعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن "صدمتها الشديدة" إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية التي حُرِّر خلالها أربعة رهائن فيما قالت إنها "تشعر بحزن بالغ" لاستمرار احتجاز فصائل فلسطينية عددا كبيرا من الرهائن.

وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جيريمي لورانس للصحافة في جنيف "كل هذه الأفعال التي يرتكبها الطرفان يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب"، مضيفا أن الأمر متروك للمحاكم لتحديد ما إذا كانت هذه هي الحال.

وأوضح أن "الطريقة التي نفّذت بها العملية (تحرير الرهائن) في منطقة مماثلة مكتظة بالسكان تثير تساؤلات جدية حول احترام القوات الإسرائيلية مبادئ التمييز والتناسب والحذر وفق ما تنص عليه قوانين الحرب".

وصرح لورانس "نشعر بصدمة شديدة إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية نهاية الأسبوع في مخيم النصيرات لتأمين إطلاق سراح أربعة رهائن".

وأضاف أن الوكالة "تشعر بحزن بالغ أيضا إزاء استمرار احتجاز فصائل فلسطينية عددا كبيرا من الرهائن، معظمهم من المدنيين، وهو أمر يحظره القانون الدولي الإنساني".