بلينكن يحذر تركيا من التمسك بشراء أسلحة روسية

وزير الخارجية الأميركي يلوّح بفرض عقوبات على أنقرة آملا في الوقت ذاته بتحسن العلاقات معها.
الخميس 2021/04/29
عقوبات مرتقبة ضد تركيا

واشنطن - حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تركيا وجميع حلفاء الولايات المتحدة الأربعاء من شراء أسلحة روسية من الآن فصاعدا، قائلا إن هذا قد يؤدي إلى فرض المزيد من العقوبات.

وتعرضت العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي لاختبار جديد في مطلع الأسبوع، بعد أن اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن مذبحة الأرمن في عام 1915 ترقى إلى حد الإبادة الجماعية، مما أثار غضب أنقرة.

وقال بلينكن في حدث افتراضي بمركز الصحافة الأجنبية إنه بالنظر إلى وجهات نظر بايدن المعروفة منذ وقت طويل بشأن قضية الأرمن، فإن قراره لم يكن مفاجئا.

وأكد أيضا أن تركيا حليف مهم لواشنطن في حلف الأطلسي، وعبر عن أمله في أن يتمكن الجانبان من حل خلافاتهما، لكنه حذر أنقرة وحلفاء آخرين من شراء أسلحة من روسيا.

وتقول تركيا إنها تجري محادثات مع روسيا بشأن شراء دفعة ثانية من منظومة الدفاع الجوي أس - 400.

وقال بلينكن "من المهم جدا أيضا من الآن فصاعدا أن تتجنب تركيا وجميع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، شراء أسلحة روسية في المستقبل، بما في ذلك أنظمة أس - 400 إضافية".

وأضاف "أي معاملات كبيرة مع كيانات دفاعية روسية مرة أخرى، يمكن أن تخضع لقانون التصدي لأعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات، وهذا إضافة إلى العقوبات التي فُرضت بالفعل"، في إشارة إلى القانون الذي يهدف إلى إثناء الدول عن شراء معدات عسكرية من روسيا.

وتوترت العلاقات الأميركية التركية بسبب قضايا من بينها شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية أس - 400، ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على أنقرة، وكذلك خلافات سياسية بشأن سوريا وحقوق الإنسان وقضية أمام المحاكم الأميركية تستهدف بنك خلق الذي تؤول معظم ملكيته إلى الحكومة.

وفرضت واشنطن في ديسمبر الماضي عقوبات على تركيا بسبب شرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، في حين عبرت أنقرة عن غضبها من تسليح الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وعدم تسليم رجل دين مقيم في أميركا تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلاب عام 2016.

والأسبوع الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تتفاوض بشأن شراء دفعة جديدة من أنظمة صواريخ "أس - 400 " الروسية.

وصرّح جاويش أوغلو بأن الإدارات التركية، بما في ذلك وزارة الدفاع، تناقش حاليا مع موسكو شراء دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وانتقد أوغلو موقف الولايات المتحدة من الصفقة الروسية، موضحا أن أنقرة بحاجة إلى هذه الأنظمة الصاروخية.

ودعا بلينكن وزير الخارجية التركي إلى التخلي عن أنظمة الصواريخ الروسية، ولكن جاويش أوغلو أكد أن الصفقة مع روسيا اكتملت.

وانتقدت واشنطن مرارا أنقرة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، باعتبار أن الصواريخ الروسية تهدد دفاعات التحالف.

وكانت تركيا قد استبعدت من برنامج تطوير طائرات أف - 35 الأميركية في 2019، عقابا على قرارها شراء المنظومة العسكرية الروسية، وذلك بعد عدم التوصل إلى اتفاق بشأن منظومة باتريوت الأميركية التي تستخدمها غالبية دول الناتو الأخرى.

وحظرت واشنطن منح أي تصاريح لتصدير الأسلحة للوكالة الحكومية التركية المكلفة بشراء تجهيزات عسكرية، بعد إجراء اختبار للمرة الأولى على منظومة "أس - 400" في أواخر العام الماضي.

وكان بايدن قد أبلغ أردوغان بقراره بشأن الأرمن الجمعة، في أول مكالمة له مع الرئيس التركي منذ توليه منصبه في 20 يناير.

وقال بلينكن إن الزعيمين أجريا "محادثات جيدة" وإن بايدن يتطلع إلى لقاء أردوغان في يونيو على هامش قمة حلف الأطلسي.

وأكد متحدث باسم الرئاسة التركية الأحد أن إعلان بايدن كان "أمرا مشينا"، وأن تركيا سترد خلال الأشهر القادمة.