بلينكن يحث الإسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر

القدس - استهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته إلى إسرائيل الاثنين بحثّ تل أبيب والجانب الفلسطيني على اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر المتصاعد خلال الآونة الأخيرة، دون تفاصيل عن ماهية الخطوات التي تدعو إليها الولايات المتحدة.
ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة لا تملك أن تفرض شروطا مسبقة على حليفتها الإستراتيجية لتخفيض التصعيد، بينما يقبع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره تحت ضغط حلفائه من اليمين المتطرف.
ويشير مراقبون إلى أن أي مبادرة من نتنياهو لتخفيض التصعيد بخلاف موافقة شركائه من اليمين الديني والقومي ستؤثر سلبا على التحالف الحكومي الهش.
وإسرائيل هي المحطة الثانية لبلينكن في جولته الشرق أوسطية التي بدأها من مصر الأحد وينهيها الثلاثاء في الأراضي الفلسطينية.
وبلينكن هو ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور المنطقة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية نهاية ديسمبر الماضي.
ويصر نتنياهو على أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد، وترغب في تفادي أي مواجهة جديدة في الوقت الحالي.
ولكن بعد مقتل ما لا يقل عن 35 فلسطينيا، بينهم مسلحون ومدنيون هذا العام، لا توجد مؤشرات تذكر على انحسار التوترات.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين المزيد من المواطنين إلى حمل السلاح كإجراء احترازي في مواجهة مثل هذه الهجمات في الشوارع. لكنه حذر الإسرائيليين أيضا من اللجوء إلى العنف.
وتقول إسرائيل إن مداهماتها في الضفة الغربية استهدفت المشتبه في ضلوعهم بهجمات دامية داخل إسرائيل العام الماضي. ويصف الفلسطينيون المداهمات الإسرائيلية بأنها اعتداءات على الأراضي المحتلة.
وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا متصاعدا ازدادت حدته خلال الأيام الأخيرة مع مقتل 7 إسرائيليين برصاص شاب فلسطيني في القدس الجمعة، ردا على مقتل 9 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي الخميس في مخيم جنين شمالي الضفة.
وكان متحدث الخارجية الأميركية نيد برايس قال في وقت سابق الاثنين إن بلينكن ناقش في مصر الجهود الجارية لخفض التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين خلال اجتماع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أي مبادرة من نتنياهو لتخفيض التصعيد بخلاف موافقة شركائه من اليمين الديني والقومي ستؤثر سلبا على التحالف الحكومي الهش
ويقول محللون إنه بعد إراقة الدماء في القدس والضفة الغربية وبعد شهر من وصول أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية إلى السلطة، تغامر إسرائيل والفلسطينيون بالانزلاق إلى دائرة مواجهة أوسع. ويتفاقم العنف باستمرار، بعد أن أصبحت آفاق التقدم السياسي أكثر قتامة مما كانت عليه منذ سنوات.
وتوقفت آخر جولة من المحادثات التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في عام 2014. وتضم حكومة نتنياهو المتشددة الجديدة شركاء يعارضون قيام دولة فلسطينية.
وقال بلينكن خلال تصريحاته بالقاهرة إن واشنطن لديها إيمان راسخ “بحل الدولتين عبر المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع”.
ومع ذلك، تشير أحدث البيانات إلى أن التأييد لحل الدولتين وصل إلى مستوى تاريخي متدنّ. ووفقا لمسح نشره الأسبوع الماضي المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإن 33 في المئة فقط من الفلسطينيين و34 في المئة من اليهود الإسرائيليين يقولون إنهم يؤيدون ذلك، مما يمثل انخفاضا كبيرا مقارنة ببيانات جرى رصدها في عام 2020.
وقال ثلثا الفلسطينيين و53 في المئة من اليهود الإسرائيليين إنهم يعارضون حل الدولتين. وتعبر الولايات المتحدة عن دعمها لأمن إسرائيل ولتمتع الفلسطينيين بإجراءات متساوية تكفل لهم الكرامة.

ومنذ فوز أحزاب اليمين الديني المتطرف في الانتخابات الأخيرة وعودة نتنياهو إلى السلطة وإحاطة نفسه بائتلافات متشددة، يتقدمها حزب الصهيونية الدينية و”عوتسما يهوديت” (العظمة اليهودية أو القوة يهودية)، تسود مخاوف من تصعيد عسكري إسرائيلي خطير قد يفجر موجة عنف وعنف مضاد متنقلا بين القدس وأحيائها إلى مدن الضفة وقراها.
وتدفع هذه الأحزاب إلى تغيير قواعد الاشتباك مع الفلسطينيين، ويركز إيتمار بن غفير زعيم القوة اليهودية والذي تولى منصب وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، على دعم الاستيطان في الضفة وتصعيد المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وتضييق الخناق على العرب داخل إسرائيل.
وإلى حدّ الآن تبدو المؤشرات على نشوب حرب ضعيفة، لكن ثمة بوادر على استدعاء الحرب وسط تصعيد إسرائيلي وتهديدات فلسطينية بالرد.