بلينكن من القاهرة: نعمل مع مصر لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل

وزير الخارجية الأميركي يلتقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي قبل توجهه إلى الأردن.
الأربعاء 2021/05/26
حشد دولي لإعادة إعمار قطاع غزة مع إبقاء حماس خارج الصورة

القاهرة - اجتمع وزير الخارجية الأميركي مع كبار المسؤولين المصريين في القاهرة في إطار جولة بالشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار الذي أنهى أسوأ قتال منذ سنوات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

وقال بلينكن في كلمة خلال زيارة إلى القاهرة الأربعاء إن الولايات المتحدة ومصر تعملان معا من أجل السماح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في سلام وأمن.

وأضاف خلال مناسبة في السفارة الأميركية في القاهرة أن مصر شريك حقيقي وفعال في التعامل مع العنف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولعبت مصر دورا رئيسيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في التوسط لوقف إطلاق النار بعد 11 يوما من القتال.

واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بلينكن، فور وصوله للقاهرة، للتباحث حول الملف الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملفات أخرى، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات العامة عباس كامل في القصر الرئاسي بالقاهرة.

ووصل بلينكن إلى القاهرة بعد زيارة القدس ورام الله، وسيزور الأردن أيضا خلال جولته.

وتعهد الثلاثاء بأن تقدم الولايات المتحدة مساعدات جديدة للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، تشمل مساعدة فورية قيمتها 5.5 مليون دولار، ونحو 33 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تتخذ من القطاع مقرا.

وأعلن أن الولايات المتحدة تعتزم التأكد من عدم استفادة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة وتصنفها واشنطن منظمة إرهابية، من المساعدات الإنسانية.

وقال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة الأربعاء إن الحركة ترحب بالجهود العربية والدولية لإعادة إعمار القطاع.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي "سنسهل المهمة على الجميع وسنحرص أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وليكن الجميع متأكدا أننا سنحرص ألا يذهب أي قرش لحماس أو للقسام".

وتابع "لدينا مصادر مالية مريحة للقسام وحماس: جزء أساسي من إيران وجزء من متبرعين عرب ومسلمين وأحرار العالم الذين يتضامنون مع شعبنا ومع حقوقه".

وخلال القتال فتحت مصر معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الطبية وإجلاء المصابين.

وأرسلت وفدا أمنيا زار إسرائيل وغزة لتعزيز وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الجمعة الماضي بوساطة مصرية بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، منهيا 11 يوما من القصف المتبادل الذي أوقع أكثر من 200 قتيل غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

وغادر بلينكن إسرائيل صباح الأربعاء متوجها إلى مصر والأردن، متعهدا بحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال جولة التصعيد العسكري الأخيرة، وذلك مع ضمان عدم وقوع أي من المساعدات المخصصة إلى القطاع بأيدي حركة حماس.

ووصف بلينكن في تصريحات للصحافيين أدلى بها في ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء، مصر والأردن بأنهما لاعبان رئيسيان في مساعي تحقيق التهدئة في المنطقة، مؤكدا أن القاهرة لعبت دورا مهما في إبرام الهدنة الأخيرة، فيما كانت عمّان على مدى سنين "صوتا للسلام والاستقرار في المنطقة".

والتقى وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، حيث قال إنه يأمل في "إعادة بناء" العلاقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين مع "حق إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.

وأشار بلينكن إلى أنه "من الممكن استئناف الجهود من أجل التوصل إلى حل الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية.

وقال إن هذا الحل، الذي يؤيده المجتمع الدولي وأهملته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يظل "الوسيلة الوحيدة لتأمين مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وفي نفس الوقت منح الفلسطينيين الدولة التي يستحقونها".

ودعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الثلاثاء إسرائيل والفلسطينيين إلى إنهاء "دوامة العنف" عن طريق حل الدولتين، قبيل زيارته الخاطفة الأربعاء إلى القدس ورام الله.

وقتل 253 فلسطينيا من 10 إلى 21 مايو في ضربات إسرائيلية في قطاع غزة، من بينهم 66 طفلا ومقاتلون، وفق السلطات المحلية، وفي إسرائيل أدت القذائف الصاروخية التي أطلقت من غزة إلى مقتل 12 شخصا من بينهم طفل ومراهقة وشرطي.

وتقيم مصر، وهي قوة إقليمية تشكل أكبر ثقل ديموغرافي في المنطقة (100 مليون نسمة)، علاقات مع إسرائيل وحماس التي تعتبرها واشنطن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تنظيما "إرهابيا" .

وينشط الوسطاء المصريون لتثبيت وقف إطلاق النار غير المشروط الذي لم يشر إلى أي خطة لإعادة بناء غزة.

وتسعى مصر من خلال هذه الوساطة إلى استعادة دورها الإقليمي التاريخي.

وفي 2014 كانت مصر كذلك الوسيط الذي توصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد حرب دامية استمرت أسابيع عدة.

وأرسلت مصر مساعدات طبية وغذائية إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي عن طريق معبر رفح الحدودي، وهو نقطة الاتصال الوحيدة لغزة بالعالم الخارجي التي لا تسيطر عليها إسرائيل. كما استقبلت مصر جرحى فلسطينيين في مستشفياتها.

وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه قبل قرابة 15 عاما.

ووعدت مصر الأسبوع الماضي، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بتقديم 500 مليون دولار كمساعدات لإعادة إعمار غزة مع تكليف شركات مصرية بالقيام بهذه الأعمال.

وكانت مصر أول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979.