بلينكن إلى مصر لمناقشة جهود وقف إطلاق النار في غزة

واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة خاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل بشأن إبرام هدنة رغم شروط نتنياهو.
الثلاثاء 2024/09/17
واشنطن تسابق الزمن لوقف حرب غزة

واشنطن – أعلنت واشنطن الإثنين أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال زيارة سيقوم بها هذا الأسبوع إلى مصر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والتي تؤدّي دورا هاما في المحادثات الرامية لإبرام هدنة، فيما تتراجع الآمال في التوصل إلى اتفاق بسبب تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشروطه.

وزيارة بلينكن الحالية تعد العاشرة له إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.

وعلى الرغم من أن هذه الزيارة تختلف في تفاصيلها عن عدة جولات سبق أن قام بها بلينكن في الشرق الأوسط، إلا أن الملف الأبرز في المنطقة يفرض نفسه عليها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنّه خلال زيارته التي ستستمر من الثلاثاء وحتى الخميس سيجتمع بلينكن" مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويخفّف معاناة الشعب الفلسطيني ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقا".

وتؤدي مصر إلى جانب كل من الولايات المتحدة وقطر دورا أساسيا في الوساطة الجارية لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، لكن القاهرة تراجع حماسها بشأن الوساطة بسبب سياسات نتنياهو في فرض شروط خاصة التمسك بمحور فيلادلفيا وهو ما ترفضه مصر وتعتبره تهديدا لأمنها القومي.

وكانت مصر رفضت الأسبوع الماضي عقد جولة من المفاوضات وذلك للضغط على الحكومة الإسرائيلية واحراجها أمام الرأي العام الإسرائيلي وخاصة عائلات الأسرى.

وقال ميلر إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة خاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

ويقول مسؤولون منذ أسابيع إنه سيجري قريبا طرح مقترح جديد لصفقة تشمل إطلاق سلاح الرهائن الذين اقتادهم مسلحو حركة حماس من إسرائيل إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر.

وأضاف المسؤول الاميركي إن واشنطن تعمل مع الوسطاء على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي" متابعا "ليس لدي جدول زمني سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذ المقترح".

ولم تنجح محادثات استمرت شهورا للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت الآن شهرها الثاني عشر. وقالت حماس في الأسبوع الماضي إنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بناء على المقترح السابق دون أي شروط من أي طرف.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه جرى التوافق على معظم بنود الاتفاق لكن المفاوضات لا تزال جارية للتغلب على عقبتين رئيسيتين وهما مطلب إسرائيل ببقاء قواتها في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) للحفاظ على منطقة عازلة بين غزة ومصر وتفاصيل مبادلة الرهائن بسجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية.

وأضاف ميلر أنّ الوزير الأميركي سيشارك خلال الزيارة، مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي، في "ترؤس افتتاح الحوار الاستراتيجي الأميركي-المصري".

وبحسب البيان فإنّ هذا "الحوار الاستراتيجي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلا عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم".

وأجرى البلدان قبل ثلاث سنوات حوارا استراتيجيا في العاصمة واشنطن أعادا خلاله التأكيد على "أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما حددا المجالات التي يمكن فيها تعميق التعاون الثنائي والإقليمي"، وفق بيان مشترك لحكومتي البلدين.

كما شددت الحكومتان على "التزامهما الراسخ بالأمن القومي للبلدين وباستقرار الشرق الأوسط. (..) وأعربت الولايات المتحدة عن تقديرها لقيادة مصر في مجال التوسط لإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية، ولا سيما لتعزيز السلام وإنهاء العنف في غزة".