بلينكن إلى الشرق الأوسط مع تصاعد المخاوف من حرب إقليمية

المبعوث الدبلوماسي الأميركي أموس هوكستين سيزور إسرائيل للعمل على تهدئة التوتر بينها وبين حزب الله.
الخميس 2024/01/04
بلينكن يسعى لإبقاء الضغط على الحكومة الإسرائيلية

واشنطن - يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب في قطاع غزة بعد تصفية القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية والتفجيرين في إيران. بحسب مسؤول أميركي كبير.

ويغادر بلينكن واشنطن مساء الخميس في رابع جولة يقوم بها في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وتشمل إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في المنطقة، على ما أفاد مسؤول أميركي مساء الأربعاء.

ورفض المسؤول إعطاء تفاصيل حول الجدول الزمني المحدّد لهذه الرحلة ومحطّاتها. فيما قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن المبعوث الدبلوماسي الأميركي أموس هوكستين سيسافر أيضا إلى إسرائيل للعمل على تهدئة التوتر بينها وبين "حزب الله".

ومن المقرر أن يصل هوكستين، الذي شارك بشكل كبير في رعاية المحادثات التي بلغت ذروتها بترسيم إسرائيل ولبنان للحدود البحرية في عام 2022، إلى إسرائيل في وقت لاحق الخميس.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين الأربعاء إن هوكستين التقى للتو مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب وإن الولايات المتحدة لديها “جهد دبلوماسي جاري للمساعدة في حل بعض التوتر" بين إسرائيل وحزب الله، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

ويعتزم مسؤولون إسرائيليون إبلاغ هوكستين أنه بدون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإبعاد حزب الله عن الحدود، لن يتمكن من إعادة السكان إلى البلدات الشمالية، حسبما ذكرت هيئة البث العامة “كان” يوم الأربعاء.

ووفقا لتقرير في موقع “واينت” في وقت سابق من هذا الأسبوع، تأمل إسرائيل أن يؤدي الاتفاق إلى محادثات حول تحديد حدود رسمية بين البلدين، اللذين ليس لديهما سوى خط وقف إطلاق النار وما زالا من الناحية الفنية في حالة حرب.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، إن بلينكن سيتوقف أيضًا في أنقرة في 6 يناير.

وستكون هذه الزيارة الرسمية الخامسة لبلينكن إلى إسرائيل والرابعة له إلى المنطقة منذ اندلعت الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في 7 أكتوبر.

وتشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على غزة أتبعته باجتياح برّي للقطاع ردّاً على الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حماس في 7 أكتوبر وأدّى في الجانب الإسرائيلي إلى مقتل نحو 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية.

بالمقابل، أدّى الهجوم الإسرائيلي المستمرّ على غزة إلى مقتل أكثر من 22300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وبإرسالها وزير خارجيتها إلى المنطقة مجدداً تريد الولايات المتّحدة إبقاء الضغط على حليفتها وفي الوقت نفسه الحفاظ على علاقاتها مع حلفائها العرب الغاضبين من عدم توقف الحرب حتى الآن.

وأثار نهج إدارة الرئيس جو بايدن الغضب في أجزاء من العالم العربي، وأثبت أنه يشكل عائقاً أمام الكثير من القاعدة اليسارية لحزبه الديمقراطي، قبل أقل من عام من الانتخابات.

ومع ذلك، أعربت الحكومة الأميركية أيضًا عن سخطها من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في قطاع غزة، فضلاً عن التصريحات الاستفزازية من شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين في الائتلاف.

وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى إخراج سكان غزة من الأراضي الفلسطينية.

وتؤكّد الولايات المتحدة أنّ الضغوط التي مارستها على الدولة العبرية في الكواليس أتت ثمارها في الأيام الأخيرة من خلال سماح إسرائيل بدخول شاحنات بضائع إلى غزة وفتح معبر ثان إلى القطاع.

وتأتي الجولة الجديدة لبلينكن في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتسّاع نطاق الحرب التي ستدخل هذا الأسبوع شهرها الرابع.

وتزايدت حدّة التوترات الإقليمية مع اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في غارة جوية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء، وتحميل طهران كلا من إسرائيل والولايات المتّحدة المسؤولية عن انفجارين شبه متزامنين أوقعا 100 قتيلاً على الأقلّ في جنوب إيران الأربعاء، في اتهام نفته واشنطن.

وقال مسؤولا أميركيا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الغارة التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها في الليلة السابقة وأودت بحياة الرجل الثاني في حماس في إحدى ضواحي بيروت كانت من تنفيذ إسرائيل.

وقبل الإعلان عن زيارة بلينكن، ردد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر مخاوف الكثيرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشأن توسع الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال ميلر "ليس من مصلحة أحد - وليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، وليس من مصلحة أي دولة في العالم - أن نرى هذا الصراع يتصاعد إلى أبعد مما هو عليه بالفعل".

وفي زيارة الأربعاء إلى الحدود اللبنانية، حيث تبادلت القوات الإسرائيلية إطلاق النار بانتظام مع حزب الله المدعوم من إيران، قال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن القوات "في حالة استعداد عالية للغاية".

كما هددت الأعمال العدائية بالتوسع إلى اليمن بعد أن حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل مشترك المتمردين الحوثيين في البلاد من عواقب غير محددة ما لم يوقفوا على الفور الهجمات على السفن في البحر الأحمر التي تم تنفيذها تضامناً مع حماس.

وقال مسؤول أميركي كبير "لا أتوقع تحذيرا آخر"، ووصف الرسالة بأنها "واضحة للغاية".