بلبلة في توقيت مشحون لتعيين الأمير فيصل نائبا للملك بدلا من ولي العهد الأردني

من شأن الغموض الذي يرافق البلبلة الجديدة داخل الأسرة المالكة أن يربك مساعي الأردن لوضع نفسه في إطار التغيّرات الإقليمية المتسارعة والاستفادة منها.
السبت 2022/07/02
الأمير فيصل شغل العديد من المناصب العليا في سلاح الجو الملكي

عمّان- أثار أداء الأمير فيصل بن الحسين اليمين الدستورية نائبا لشقيقه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تساؤلات في الشارع الأردني، خاصة أنه جاء بعد يومين من تكليف ابنه، ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله، بالمهمة إثر سفر الملك إلى خارج البلاد.

وكان لافتا أن مراسم أداء اليمين جرت بحضور هيئة الوزارة ودون حضور ولي العهد، وهو ما دفع المراقبين إلى التساؤل عن سر هذه الخطوة وتوقيتها في حين أن الأردن يعيش حالة من القلق الداخلي سياسيا واقتصاديا، خاصة أن قضية ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين لم تسوّ بعد وما زال صداها يتردد داخل الأسرة الحاكمة.

ولم يسبق أن تم تكليف أي أمير آخر نائبا للملك في حال وجود ولي العهد داخل المملكة.

ومن شأن الغموض الذي يرافق هذه البلبلة الجديدة داخل الأسرة أن يربك مساعي الأردن لوضع نفسه في إطار التغيّرات الإقليمية المتسارعة والاستفادة منها، في وقت لا تزال فيه بعض الدول تتعامل بحذر مع مسألة تطوير تعاونها مع المملكة الهاشمية، ويعود جزء من هذا الحذر إلى الخلافات البينية داخل الأسرة وخروجها إلى العلن.

~ الأسرة المالكة تشهد حالة من عدم الاستقرار أخرجها الأمير حمزة إلى العلن في ما يعرف بقضية الفتنة

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) والتلفزيون الحكومي في خبر مقتضب إن الأمير فيصل (59 عاما) أدى اليمين نائبا للملك، الذي غادر البلاد الأربعاء إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر اقتصادي.

وتنص المادة 28 من الدستور الأردني على أنه “إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد فيعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبًا أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وعلى النائب أو هيئة النيابة أن تراعي أي شروط قد تشتمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر ولم يكن مجلس الأمة مجتمعاً يدعى حالاً إلى الاجتماع لينظر في الأمر”.

وتشير إلى أنه “قبل أن يتولى الوصي أو النائب أو عضو مجلس الوصاية أو هيئة النيابة عمله يقسم اليمين المنصوص عليها في المادة 29 من هذا الدستور أمام مجلس الوزراء”.

والأمير فيصل بن الحسين بن طلال من مواليد الحادي عشر من أكتوبر 1963، وهو ثاني أبناء الراحل الملك الحسين بن طلال.

وشغل الأمير فيصل العديد من المناصب العليا في سلاح الجو الملكي الأردني.

وتولّى منصب لواء في الجيش العربي الأردني حتى السادس والعشرين من ديسمبر 2017. كما يرأس اللجنة الأولمبية الأردنية التي تُعنى بشؤون الرياضة والرياضيين في الأردن.

وتشهد الأسرة المالكة في الأردن حالة من عدم الاستقرار أخرجها الأمير حمزة إلى العلن في ما يعرف بقضية الفتنة التي لا تزال تداعياتها تخيم على العائلة إلى حدّ الآن بعد إجراءات اتخذها العاهل الأردني في حق أخيه الأمير حمزة قيّد من خلالها إقامته واتصالاته.

~ الأمير حمزة تورط في ما قالت السلطات الأردنية إنه محاولة لـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة

وتورط الأمير حمزة في ما قالت السلطات الأردنية إنه محاولة لـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة”، و”القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”.

ولم تصدر أحكام قضائية في حق الأمير حمزة، إلا أن شريكيه -وهما رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد- طالتهما أحكام قضائية بالسجن لمدة خمسة عشر عاما.

وفي الثامن من مارس الماضي وجه الأمير حمزة خطاب اعتذار لأخيه غير الشقيق، العاهل الأردني، وذلك بعد لقاء جمعهما قبل ذلك بيومين.

وحسب ما جاء في بيان للديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء الأردنية، فإن الأمير حمزة عبر في خطابه عن مسؤوليته عن “الخطأ”، متعهدا بعدم تكراره.

وسمّى الملك عبدالله الأمير حمزة وليّا للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل، عندما كان ابنه الأمير حسين في الخامسة من عمره، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمى عام 2009 ابنه حسين وليًا للعهد.

وفي مايو الماضي أعلن العاهل الأردني فرض قيود على “اتصالات وتحركات وإقامة” ولي العهد السابق بناء على قرار مجلس العائلة المالكة، وذلك بعد أكثر من عام على اتهامه بالمشاركة في زعزعة أمن المملكة ونظام الحكم.

وقال الملك عبدالله الثاني في رسالة إلى الأردنيين بثت عبر وسائل الإعلام الرسمية “قرّرتُ الموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته”، مشيرا إلى أن أخاه غير الشقيق “يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال”.

وغردت الملكة نور، عقيلة الملك الراحل حسين ووالدة الأمير حمزة، على تويتر بعد وقت قصير من بث رسالة الملك “هناك أمور مبهمة وأغرب من الخيال يتم تداولها الآن”، في إشارة إلى الاتهامات الجديدة الموجهة إلى ابنها.

ولاحقا أعلن الأمير حمزة تخليه عن لقب أمير، وقال في بيان نشر على موقع تويتر “توصلت إلى أن قناعاتي الشخصية والثوابت التي حاولت التمسك بها لا تتماشى مع النهج والأساليب الحديثة لمؤسساتنا”. وأضاف “من باب الأمانة لله والضمير لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير”.

1